القبس
تسبح وزارة التعليم العالي، مضطرةً، عكس التيار الذي ترمي اليه الخطة الانمائية للدولة، لزيادة مقاعد البعثات الداخلية والخارجية للطلبة، حيث كشفت مصادر مطلعة عن توجّه الوزارة الى خفض عدد البعثات، أو على الاقل الإبقاء على عددها ليبقى مساويا لما كان عليه في الاعوام الماضية، وذلك تحت ضغط الميزانية المحددة للوزارة.
ووفقا لخطة التنمية، فإن المستهدفات الانمائية للبلاد تطمح الى توفير 16الف و831 مقعدا في البعثات الداخلية و6 آلاف مقعد بالبعثات الخارجية للعام الدراسي المقبل (2018 – 2019)، بينما تطمح الى توفير 17 الف و831 مقعدا للبعثات الداخلية و7 آلاف و562 مقعدا في الخارجية للعام الذي يليه (2019 – 2020).
وشددت المصادر على صعوبة تطبيق «طموحات الخطة» في الوضع الراهن، مبينة ان المشهد التعليمي يشير الى توجّه بخفض عدد البعثات لا زيادتها، وان بعض القرارات في التعليم العالي تؤكد هذا التوجّه.
واشارت الى ان الامانة العامة لمجلس الجامعات الخاصة، اوقفت على مدى العامين الماضيين فتح باب القبول للالتحاق بالبعثات الداخلية للفصل الدراسي الثاني، مكتفية بالطلبة المقبولين في الفصل الاول، وذلك بسبب عدم توفّر الميزانية الكافية لزيادة المقاعد.
ولفتت الى أن خطة التنمية اكدت على دعم مشاركة القطاع الخاص في التعليم العالي، الامر الذي اكّده ايضا مسؤولون في مناسبات مختلفة، حيث نصت الخطة على ضرورة التوسع في ترخيص الكليات والمعاهد والجامعات الخاصة لتحقيق التكامل مع مؤسسات التعليم العالي الحكومية وفقا لاحتياجات سوق العمل، مع ضرورة تنظيم خطة البعثات الداخلية وربطها بالتصنيف الدولي للجامعة، الا ان الميزانية المرصودة هي التي ستحكم عدد المقاعد المتاحة في كل جامعة خاصة، لافتة الى ان الجهود حثيثة لزيادة ميزانية البعثات الداخلية.
وعن البعثات الخارجية، رأت المصادر ان قرار اختبار قدرات اللغة الانكليزية الذي يتطلب الحصول على 5 درجات في اختبار «الآيلتز» قد يسهم هو الآخر في خفض عدد المتقدمين للبعثات، ما يعني انه حتى لو زادت أعداد مقاعد البعثات فإن التقديم عليها سيكون متواضعا، نسبة لتخوف الطلبة من نتائجها واستنكارهم للقرار الذي افرز وجود الاختبار بالأساس!