القبس
باتت قضية الشعب المغلقة، متكررة و«ممجوجة» وبلا حل! يتصاعد الحديث عنها مع بداية كل فصل دراسي جديد في جامعة الكويت، فهي تسبب «صداعا دائما» للكثير من الطلبة في كليات مختلفة، تبرز في مصاعب اختيار المقررات ومشاكل استكمال الجداول، مع تاخر التخرج بسبب زيادة السنوات المقررة للدراسة على بعض الطلبة.
ورغم مرور سنوات طويلة على تلك المشكلة في الجامعة، ومعرفة الكثير من المسؤولين بكل الأسباب التي ادت إلى حدوثها وتسببت باستمرارها، فان الحلول الشاملة لا تزال غائبة، والمشكلة حاضرة مع بداية كل فصل دراسي جديد، متسببة في خيبة أمل كبيرة للطلبة، ومشاكل اخرى على الجامعة.
سياسة القبول
وبيّن العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية الهندسة والبترول د.خالد الهزاع، أن ابرز الأسباب التي أدت إلى ظهور مشكلة الشعب المغلقة بالجامعة هي سياسة القبول، المتمثلة بقبول أعداد كبيرة في العديد من الكليات في السنوات الماضية بشكل يفوق قدراتها الاستيعابية والتدريسية.
وأشار الهزاع لـ القبس إلى أن من الأسباب التي أدت لتفاقم واستمرار مشكلة الشعب المغلقة يتحملها بعض الطلبة، لاسيما الذين يرفضون التسجيل لدى بعض الأساتذة ويطلبون أساتذة محددين دون غيرهم مما يؤدي لمصاعب ومشاكل في عملية تسجيل المقررات.
وذكر أن من الأسباب أيضا السماح لكل طالب بإعادة نحو 10 مواد دراسية مما يتسبب بطول الفترة الزمنية التي يقضيها الطالب حتى التخرج من الجامعة، حيث تزداد السنوات الدراسية بسبب المواد المعادة للطالب مما يؤثر على جوانب اخرى، لافتا الى ضرورة إعادة النظر بشأن إعادة المواد للطالب من حيث العدد وغير ذلك بالجامعة.
تأثير كبير
واستطلعت القبس آراء مجموعة من طلبة كليات الجامعة المختلفة في القضية، ومدى تأثيرها على مسيرتهم الدراسية، مع ابرز مطالبهم ومقترحاتهم، فأكد الطالب في كلية الهندسة محمد الكندري، معاناته من الشعب المغلقة، معتبرا أنها مشكلة أزلية وليست جديدة على الجامعة، والكثير من الطلبة تأثروا منها على مدار السنوات الماضية، سواء باختيار الشعب أو استكمال الجداول أو عدد سنوات الدراسة.
واعتبر أن المشكلة تعود لأسباب عدة، من أبرزها قبول أعداد كبيرة تفوق الطاقة الاستيعابية من حيث السعة المكانية والهيئة التدريسية، متسائلا كيف تم قبول اعداد تفوق طاقات وامكانات الكليات من قبل الادارة المعنية، لاسيما ان ذلك تسبب في مشاكل دراسية كثيرة في الجامعة؟
من ناحيتها، أفادت الطالبة في كلية العلوم زينب العنزي، بأن للشعب المغلقة تأثيرا كبيرا على الطلبة، حيث يصبح الجدول الدراسي صعبا احيانا، وغير منتظم من حيث وجود أوقات فراغ طويلة بين المحاضرات، ناهيك عن تأخر دراسة بعض المقررات لعام أو عامين لحين فتحها مما يجعل الطالب يزيد عدد السنوات المطلوبة لتخرجه.
وذكرت أنها بسبب الشعب المغلقة أصبحت تأخذ عند أساتذة لا ترغب بهم، مما يتسبب لها بمشاكل دراسية كبيرة، من ناحية الفهم والحضور والتفاعل، مشيرة إلى أن الكثير من الجامعات تتيح للطلبة اختيار أساتذتهم وتوفر لهم شعبا كافية، في حين أن جامعة الكويت توفر شعبا لا تكفي احيانا لكل طلبتها سواء كانوا المستجدين او المستمرين.