القبس
كشف التقرير السنوي لإدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية في وزارة التربية، عن رصد 21 ألفا و805 حالات «عدوان لفظي وبدني» على معلمين وطلاب داخل مدارس البلاد على مستوى المحافظات خلال العام الدراسي الماضي 2017-2016 وحده، وذلك من قبل طلاب وطالبات يدرسون في مختلف المراحل التعليمية.
وأظهر التقرير الذي حصّلت القبس على نسخة منه أن المدارس شهدت 2338 حالة «عدوان لفظي وبدني» على معلمين ومعلمات من قبل طلاب وطالبات في مختلف المراحل، منها 1298حالة في مدارس البنات و1040 بمدارس البنين، بينها 2171 اعتداء لفظيا و167 عدواناً بدنياً.
وأشار التقرير الى 19 ألفا و467 حالة «عدوان لفظي وبدني» وقعت من طلاب على زملائهم في جميع المراحل التعليمية، منها 1102 اعتداء لفظي و8465 اعتداء بدنيا، شهدت مدارس البنين منها 10 آلاف و90 حالة، بينما شهدت مدارس البنات 9377 حالة.
وذكر أن عدد حالات الاعتداء على المعلمين في المرحلة الثانوية بلغ 1016، بينما بلغ في المرحلة المتوسطة 801 حالة، أما المرحلة الابتدائية فوصل عدد الحالات فيها الى 521 حالة.
اعتداءات بالجملة
وأوضحت أن مدارس المرحلة الثانوية شهدت 2924 حالة اعتداء طلابي على زملائهم سواء لفظيا أو بالاعتداء البدني، أما المرحلة المتوسطة فشهدت 5788 حالة في جميع صفوفها، وشهدت المرحلة الابتدائية 10755 حالة.
وبيّن التقرير أن عدد حالات العدوان اللفظي على الطلاب في مدارس البنين وصلت الى 5096 حالة، وبلغ أعلى معدل لها في المرحلة الابتدائية بـ2718 حالة ثم المرحلة المتوسطة بـ1764 حالة وأخيرا المرحلة الثانوية بــ599 حالة، مؤكدة أن المشكلة احتلت المرتبة الأولى أيضا في مدارس البنات فقد بلغت 5906 حالات، وجاء أعلى معدل لها في المرحلة الابتدائية بواقع 2727 حالة ثم المرحلة المتوسطة 1754 حالة ثم المرحلة الثانوية 1319 حالة.
أما الاعتداء البدني على الطلاب فبلغ في مدارس البنين 4994 حالة، وبلغ أعلى معدل لها في المرحلة الابتدائية بواقع 3309 حالات، ثم المرحلة المتوسطة 1274 حالة، ثم المرحلة الثانوية 400 حالة، وبلغت في مدارس البنات 3471 حالة، وجاء أعلى معدل لها في المرحلة الابتدائية بـ2001 حالة ثم المرحلة المتوسطة بـ818 حالة، ثم المرحلة الثانوية بـ606 حالات.
عنف مستفحل
ووفق مصدر تربوي مسؤول، فان الاعتداء سواء أكان لفظيا أم بدنيا يمثل نوعا من العنف غير المشروع الذي يخالف المعايير الاجتماعية والقانونية، ويعود إلى عوامل ذاتية وبيئية عديدة ومتشابكة يحاول الطالب من خلاله أن يثبت ذاته، أو يلفت الانتباه إليه، أو يعاقب الشخص الآخر أو يقلل من شأنه، أو يظهر قوته، ويشبع حاجته إلى الاحترام والتقدير أو غير ذلك.
وقال المصدر لـ القبس إن ارتفاع أعداد مشكلة الاعتداء اللفظي والبدني بشكل ملحوظ بين تلاميذ المرحلة الابتدائية يعود إلى ما يتميزون به في هذه المرحلة العمرية من الحركة الزائدة والميل إلى التسلق والجري، الأمر الذي يؤدي إلى كثرة الاحتكاكات خلال تفاعلهم مع أنشطة اليوم المدرسي، مما يترتب عليه حدوث العديد من المشاجرات وتبادل الألفاظ غير المقبولة، كما أن الطفل في هذه المرحلة يكون كثير الضيق والتبرم ويقاوم النقد، مما يجعله سريع الغضب ميالاً إلى العدوان لذلك تكثر حالات العدوان البدني بين طلاب هذه المرحلة.
تفاقم المشكلة
وأضاف المصدر: نلاحظ أيضاً ارتفاع أعداد حالات هذه المشكلة بين طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة وذلك لأنهم في هذه المرحلة يتميزون بالنمو السريع الذي يسبب لهم الارتباك، لذا تزداد حساسيتهم الانفعالية ويميلون إلى التقلب المزاجي وتظهر عليهم مظاهر انفعالية كـ«العناد – والتهور– والخوف – والغضب» وبالتالي نجدهم يميلون للسلوك العدواني بمظاهر مختلفة، وتحدث غالبية هذه الحالات بسبب الطبيعة الفسيولوجية والانفعالية لمرحلة النمو التي يمر بها الطالب في هذه المرحلة ولظروف طارئة أو مؤقتة.
وبيّن أن مشكلة العدوان قد تكون عرضاً لأسباب عديدة كعدم تكيف الطالب بشكل سليم مع أسرته أو فشله المتكرر في الدراسة وعدم إشباع حاجاته النفسية، أو معاناته من قلق انفعالي ووقوعه في خبرات سيئة أو غير ذلك.
وأكد أن الباحثين الاجتماعيين يتدخلون مهنياً مع الطلاب الذين يعانون هذه المشكلة لمساعدتهم على التصدي لها وتغيير سلوكهم بما يمكنهم من تحقيق التوافق المطلوب.
حماية المعلم واجبة
أعرب مصدر مسؤول في وزارة التربية عن رفضه التام واستنكاره أي مظاهر عنف موجهة نحو المعلمين أيا كان نوعه ومهما تضاءلت أعداد الطلاب والطالبات المشاركين فيه، قائلاً: إننا نؤمن إيمانا عميقا بأن للمعلم قيمته واحترامه، ويجب أن تتضافر الجهود على كل المستويات لحمايته من الأذى البدني والمعنوي، وأن يتم تطوير لائحة مجلس النظام المدرسي لتعطي الباحث الاجتماعي المدرسي الفرصة للقيام بدوره كاملا ليتمكن من مساعدة الطلاب الذين يقعون في هذه النوعية من المشكلات على عدم تكرار مثل هذا السلوك في حق المعلم.
حلول عاجلة
حذّر المصدر من انتشار حالات العنف والعدوان اللفظي والبدني في المدارس، لا سيما بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة اللتين وصفهما بأنها في غاية الاهمية بالنسبة لتنشئتهم، مشدداً على اهمية توفير دراسة عميقة ومكثفة من قبل الجهات المعنية للتعرف على مسببات ودوافع المشكلة وكيفية مواجهتها ومعالجتها، وإيجاد حلول عاجلة لها.