القبس
بينما يلتزم معظم أساتذة جامعة الكويت بالرقابة المُحكمة على لجان الاختبارات، اشتكى طلبة متفوقون من ثغرات تشجع المتكاسلين على الغش، وقالوا ان بعض الأساتذة يتعمدون التهاون في الرقابة ومن ثم تسهيل الغش لزيادة تقديرات الشعبة.
وروى بعض الطلبة لـ القبس، وقائع عن خروج أساتذة ومراقبين من القاعة الدراسية لدقائق عديدة وفي فترات منفصلة ليتبادل الطلبة الاجابات، بينما نعاني كمتفوقين من مضايقات لعدم رغبتنا في امداد زملائنا بالمعلومات.
وقالوا إن الحلول الجماعية للاختبارات تسببت في إحباطنا، كما نخشى تقديم التظلمات أو الشكاوى بحق أساتذتنا أو زملائنا، لأننا سنكون ـ في الأغلب ـ الطرف الخاسر في أي شكوى ضد أي عضو من هيئة التدريس، سواء من ناحية عدم اعطائنا الدرجة التي نستحقها أو طول الوقت المحدد للبت في شكوانا، اضافة إلى لوم زملائنا والشجار معنا، لا سيما لو تعلق الأمر بمقررات التخصص.
وبيّن آخرون أن بعض المراقبين ينشغلون بهواتفهم تاركين المجال لهمسات الغش داخل القاعة، ويتغاضون عن استراق النظر في الكتب والأوراق، فيما اعتاد بعض الطلبة على الانتظار داخل القاعة حتى نهاية الوقت المحدد للاختبار ليتفاوضوا مع المراقب بشأن تمرير المعلومات بينهم وبين زملائهم.
وذكروا أن تلك الحالات متعارف عليها بين بعض طلبة الجامعة، وتعد بمنزلة الضوء الأخضر للغش، كما عُرِف عن بعض الأساتذة تساهلهم في الرقابة أثناء الاختبارات سواء بشكل صريح أو لأنهم «على نياتهم» أو بادعاء عدم معرفة الأمر.
من جانبها، نفت أستاذة الفلسفة بكلية الآداب بالجامعة د. شيخة الجاسم لـ القبس، حدوث اي تهاون في المراقبة، وقالت: لم نصادف أياً من تلك الحالات بالجامعة، فأغلب الأساتذة يتمتعون بالنزاهة، وقد يلجأ الأستاذ إلى اختبارات الكتاب المفتوح بحيث يستعين الطالب بالكتاب، بدلاً من التهاون في الرقابة وإتاحة الفرصة للغش إن وُجد.
وأضافت الجاسم أن كل فرد يفترض أن يكون رقيباً على نفسه حتى في عدم وجود مراقبين، كما ينبغي أن يتمتع الأستاذ بالأمانة في مراقبة كل غشاش، لافتة إلى أنه تتم الاستعانة بمراقبين اضافيين في حال وجود عدد كبير من الطلبة في لجنة الاختبار.
بدوره، اوضح أستاذ أصول التربية بكلية التربية مزيد الظفيري، أن تعمد أساتذة التهاون في الرقابة ادعاء باطل، ولو وجدت تلك الحالات فهي لا تبرر لجوء الطالب إلى الغش، بل ينبغي أن تتوافر رقابة مشددة على الاختبارات في المدارس والجامعات، حيث يسيء الغش لجميع مناحي الحياة.
وأكد الظفيري أن تفشي الغش في التعليم ينذر بانهيار جميع قطاعات الدولة، لافتاً إلى أن الثقة بالطلبة موجودة لكن لا تعطى للجميع، «فنحن نثق بطلبتنا لكن لا يمنع ذلك من وجود رقابة عليهم في الاختبار».
من جانبها، أكدت أستاذة اللغة الإنكليزية بمركز اللغات نوف البحيري، أن مساعدة الأساتذة الاكاديميين للطلبة على الغش ينتقص من أمانتهم العلمية، ويثبت عدم نجاحهم في تعليم الطلبة وإيصال المعلومة، موضحة أن هذا الأمر يتسبب في تخريج طلبة مفتقرين للمعلومات، وهو ما قد يظهر في ضعف مستواهم في مجالات عدة بعد التخرج.