القبس
مع بدء تقديم طلبات الالتحاق بجامعة الكويت، بدت نتيجة اختبار قياس القدرات عائقاً كبيراً امام بعض الطلبة، فمنهم من نوى اعادة الاختبار لإحراز نتيجة أفضل وتأجيل التقديم، ومنهم من قرر الالتحاق بالكلية التي يُقبل بها ليقوم بالتحويل لاحقاً، فيما رضي آخرون من الراسبين في الاختبار بدراسة المقررات التمهيدية في الكليات التي لا تشترط اجتياز الاختبار للقبول.
وتمتلئ الحسابات الطلابية على «تويتر» باستفسارات خريجي «الثانوية» الراغبين في الالتحاق بجامعة الكويت عن المعدلات المكافئة التي تُحسب من خلال وزن شهادة الثانوية واختبار القدرات، إذ أبدى كثير من الطلبة تخوّفهم من عدم القبول في الكليات التي يريدونها بسبب انخفاض درجة الاختبار، وسألوا عن الخيارات المتاحة من الكليات.
وجرياً على عادة القوائم الطلابية قبل بداية كل عام دراسي، تنافس أعضاء القوائم على مساعدة المستجدين في استفساراتهم عن بعض الكليات، وبرزت خدمة حساب المعدل المكافئ كإحدى أبرز الخدمات التي يقدمونها لهم، كما أسدوا نصائح إلى الذين لم تسعفهم درجاتهم في «القدرات»، سواء بالتحويل من الكلية التي يقبلون بها أو باعادة الاختبار.
أما دراسة المقررات التمهيدية التي تتطلبها الجامعة للذين لا يحرزون الدرجات المطلوبة في اختبار القدرات، أو الذين لم يتقدموا له، فقد كانت الخيار الأسهل لكثير من الطلبة، رغم ارتفاع عدد ساعات الدراسة في تلك المقررات الأولية وعدم احتسابها ضمن الوحدات المجتازة وما يترتب على ذلك من تأخر الطالب في التخرج.
الشعب المغلقة
وأدى اعتماد الطلبة على المقررات التمهيدية إلى احداث أزمة للاقسام المخّولة بتدريس تلك المواد، حيث تتزايد أعداد الطلبة بشكل ملحوظ في ظل قلة الأساتذة، ومن ثم تتعالى أصوات الشكاوى من الشعب المغلقة في المقررات التمهيدية في الكليات التي تقدمها.
الربكة التي أصابت بعض الطلبة من انخفاض درجة اختبار القدرات والتهاون في تقديمه من قبل البعض، أعادت مطالبات إلغاء بعض منها كاختباري اللغة العربية والكيمياء، التي سبق أن طالب بالغائها اتحاد الطلبة في لقاءات مع المعنيين بالجامعة وأعضاء في مجلس الأمة، ولاقت تلك المطالبات تأييداً من بعض الطلبة الذين يرون ان «القدرات سبب في ضياع الفرص».
إلغاء القدرات
في الوقت نفسه، أثارت تلك المطالبات حفيظة أكاديميين وطلبة متفوقين، حيث رأوا في إلغائها ظلماً للمجتهدين الذين حصلوا على درجات مرتفعة في الثانوية العامة تعكس تحصيلهم العلمي، بعكس من أحرز معدلات عالية لا تشير إلى مدى إلمامه بالمواد الأساسية التي كان يدرسها، وهو ما تعمل القدرات على كشفه وبيانه.
ويرى معنيون أن اتحاد الطلبة انحرف في تلك المطالبات عن الدور المخّول له، وقادت تلك الرغبات أمنية التكسب الانتخابي، لا سيما أن الأسباب التي طرحها الاتحاد لم تكن جوهرية بما يؤهل لتطبيق الاقتراح، بل كانت في معظمها ملاحظات على الاختبار يمكن تعديله بناء عليها، فضلاً عن ذكر أسباب قد تصلح كأعذار للمتكاسلين والراسبين في الاختبار فحسب.
ظاهرة مخزية
ولكون اختبارات القبول من أساسيات التقديم في معظم الجامعات، استغرب معنيون من المطالبة بإلغاء بعض اختبارات القدرات في الجامعة، لا سيما أن اخفاق بعض الطلبة في المهارات الأساسية للغة العربية مثلاً تشكل ظاهرة مخزية يشتكي منها كثير من الأساتذة ولكونها تؤثر سلباً على فهم الطلبة للمقررات الجامعية.
ويؤكد معنيون أهمية اختبارات القدرات في انتقاء الطلبة المستحقين للالتحاق بالجامعة عامة، وببعض الكليات المرموقة خاصة، رغم وجود سلبيات متعلقة بآلية الاختبار ونوعية الأسئلة، بحاجة إلى النظر والتعديل.
مستوى الطلبة
على الرغم من أن اختبار القدرات الأكاديمية يعد مقياساً لما تعلمّه الطلبة في اللغة العربية واللغة الانكليزية والرياضيات والكيمياء في مراحل تعليمية سابقة، فإن كثيرا من الطلبة يعتبرونه صعباً وسبباً في حرمانهم من الالتحاق بالكلية المرغوبة، كما يلجأ آخرون إلى المعاهد والدروس الخصوصية.