- أشارت إلى أنّ ظاهرة اكتساح الذباب المنزلي متباين بين المناطق المختلفة.. وهناك مناطق لا تعاني منه ومناطق غزاها الذباب
- الحرارة العالية تقتلها والبرودة العالية تُدخلها في فترة البيات الشتوي
- أسباب انتشار الذباب هو بدء موسم التكاثر متزامناً مع مياه الأمطار الأخيرة التي جرفت التربة والمخلفات العضوية
- ارتفاع الرطوبة وكذلك الإعتدال البسيط في درجات الحرارة مباشرةً بعد فترة الأمطار
حشرات الذباب ضارة جداً وتنقل الميكروبات والجراثيم
ضرورة التخلص منها عن طريق أجهزة الصواعق الكهربائية والمبيدات وتغطية الأطعمة
قالت الدكتورة جنان الحربي المُرشحة السابقة لعضوية رابطة أعضاء هيئة التدريس لكليات التعليم التطبيقي أستاذ مساعد في قسم العلوم كلية التربية الأساسية والمتخصصة في الحشرات من الكلية الملكية في بريطانيا والحاصلة على الماجستير من جامعة باث البريطانية وكلاهما في مقاومة الحشرات والتكيف ودورات الحياة في تصريح خاص لـ (أكاديميا): إنّ الذبابة المنتشرة الآن وبكثرة تسمى ذبابة المنزل Musca domestica ، لافتةً إلى أنّ هذه الذبابة تتميز بدورة حياة قصيرة من 15إلى 25 يوماً كما وبإمكانها أن تعيش 28 يوما أو أكثر بقليل على حسب المؤثرات الخارجية وخاصة المناخية.
ولفتتْ الحربي إلى أنّ هذهِ الحشرة تستطيع أنْ تعيش بدون غذاء لمدة لا تزيد عن 3 أيام.
وبيّنت أنّ ذبابة المنزل لها دورة حياة كاملة تبدأ بالبيض ثم اليرقة ثم الشرنقة تضع خلالها من 5-6 أكياس بيض في كل منهم 100-150 بيضة.
وأوضحتْ أنّ الفترة الزمنية التي تستغرقها من الشرنقة إلى الذبابة الكاملة هي ما بين 4-6 أيام وترتكز هذهِ الفترة على الطقس والأمطار ودرجة الحرارة، مشيرة إلى أنّ درجة الحرارة هي الترمومتر المنظم والأساسي في توقيت مراحل دورة حياة هذه الحشرة. فدرجات الحرارة العالية تقتلها والبرودة العالية تدخلها في فترة البيات الشتوي. وأنثى الذبابة لها القدرة على وضع البيض بعد ساعة من خروجها.
وذكرتْ أنّ ذبابة المنزل من الكائنات ذوات الدم البارد فدرجة الحرارة التي تزيد عن 35 درجة مئوية ممكن أن تقلل من تكاثرها وتحد من نموها. ففي فترة الصيف وتحت درجات الحرارة العالية تتوقف هذه الحشرة عن النمو ومع بداية الشتاء تتوقف عن النمو وتدخل في مرحلة البيات الشتوي وتكون على هيئة شرنقة كامنة.
وقالتْ الحربي أنّه وخلال فترة الكمون يقل نشاط الأعضاء الداخلية (معدل الحرق) وتكتفي بمستوى منخفض من التنفس إلى أنْ ترتفع درجات الحرارة ويدخل الربيع فتنشط وتتحول إلى حشرة كاملة.
وأشارت إلى أنّ ما يحدث الآن ممكن تسميته بظاهرة اكتساح الذباب المنزلي، وللعلم أن هذا الإكتساح هو متباين بين المناطق المختلفة في الكويت، فهناك مناطق لا تعاني منه ومناطق غزاها الذباب.
ورجحت أنّ السبب وراء هذا الإنتشار هو بدء موسم التكاثر متزامناً مع مياه الأمطار الأخيرة التي جرفت التربة والمخلفات العضوية الموجودة بمحتوياتها من شرانق كامنة المفترض أنْ تكون في مرحلة الكمون بسبب بداية فصل الشتاء لدينا. فتجمعت الشرانق في أماكن معينة ومناطق محدودة بأعداد مهولة غير طبيعية أو متوقعة.
وأوضحتْ أنّ أحد الأسباب أيضاً ارتفاع الرطوبة وكذلك الإعتدال البسيط في درجات الحرارة مباشرةً بعد فترة الأمطار أدى إلى خروج الشرنقة من فترة الكُمون وتحولها إلى حشرة كاملة وانتشارها. فوجود هذا العدد الهائل المتجمع من الحشرات كان بسبب جرف الأمطار للشرانق الذي أتى متزامناً مع موسم الصفري وهو موسم التكاثر.
بالإضافة إلى سبب آخر مهم جداً وهو تعفن وتحلل الكثير من المخلفات البشرية من أطعمة ونفايات بسبب الأمطار والرطوبة العالية المصاحبة لها رفع من مستوى المواد العضوية المتكونة وهي عنصر مهم في تغذية جميع مراحل هذه الحشرة. فالغذاء الوافر مع الإرتفاع اللاحق في درجة الحرارة بعد نزول الأمطار وفّر بيئة خصبة غير اعتيادية لتكاثر ونمو هذه الحشرة بسرعة أكبر وهذا بإعتقادي التفسير العلمي لهذه الظاهرة.
وشددت إلى ضرورة أن يحتاط الجميع من هذه الحشرة ومحاولة التخلص منها عن طريق أجهزة الصواعق الكهربائية والمبيدات وتغطية الأطعمة فقد أثبتت الدراسات العلمية ذلك .
ونوهت الحربي إلى قيامها بأحد الأبحاث حالياً المتعلقة بهذه الحشرة الضارة جداً، قائلة: أنّه وبالرغم من فائدتها كغذاء لبعض الكائنات أنها تنقل ميكانيكياً الميكروبات والجراثيم بسبب طبيعة حياتها ووجودها في القمامة والمخلفات البشرية وممكن أنْ تتسبب في العديد من العدوى فلا نتهاون بالتعامل مع هذه الحشرة.
المصدر : أكاديميا