كان ظهور الإنترنت واحدًا من أعظم الاكتشافات في القرن العشرين حيث تبعته ثورة كاملة في القدرة البشرية على تبادل المعرفة وتطويرها ونقلها عبر مسافات بعيدة، مما جعل التعليم ظاهرة عالمية كما أصبح متاحًا للجميع، وقد غير تطور الإنترنت بشكل نموذجي السيناريو التعليمي في جميع أنحاء العالم عن طريق دمج النظم التعليمية، وتسهيل التواصل، والأهم من ذلك ظهور منصات إلكترونية مفتوحة للاستخدام العام.
بحلول عام 2010 ظهر مصطلح MOOCs على الساحة العالمية وهو اختصار لمصطلح Massive Open Online Courses أي الدورات التدريبية المفتوحة لجمهور واسع عبر الإنترنت، وفي عام 2011 بدأت المنصات التي تقدم هذه الدورات التدريبية في الانتشار على الانترنت، وبمرور الوقت أصبح مجالًا ينمو ويزدهر وساهم في التطور المهني ، وتُشير التوقعات إلى أن ينمو السوق العالمي لمنصات التعلم الإلكتروني MOOCs بقوة خلال الفترة من 2018 إلى 2025.
من المتوقع أن يشهد سوق التعليم العالمي عبر الإنترنت -التعليم الإلكتروني – معدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.26% خلال فترة من 2018 إلى 2023 ليصل إجمالي حجم السوق 286.62 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023، بالمقارنة مع 159.52 مليار دولار في عام 2017، وذلك حسب تقرير مؤسسةResearchAndMarket والتي تعد واحدة من أكبر مؤسسات بحوث السوق في العالم.
تكتسب المنصات التي تسهل التعليم الإلكتروني من خلال أسلوب الألعاب شعبية كبيرة، وقد أدت التحسينات في أمن تكنولوجيا المعلومات وتنفيذ الحلول القائمة على الحوسبة السحابية إلى زيادة معدل اعتماد نظام التعليم عبر الإنترنت كما هو الحال الآن، حيث يمكن للناس الاستمتاع بتجربة تعليمية سلسة على منصات آمنة عبر الإنترنت.
ومن المتوقع ايضًا أن يعزز التقدم في مجال الذكاء الاصطناعيمعدل نمو سوق التعليم عبر الإنترنت. من الناحية الجغرافية تقود أمريكا الشمالية وأوروبا الطريق لسوق التعليم عبر الإنترنت، بسبب معدل التبني العالي لمثل هذه التقنيات في المنطقة، وتليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ والتي ستصبح سوقًا رئيسية في السنوات القادمة.
أصدر موقع Class Central مؤخرًأ تقريرًا يوضح بالأرقام إحصائيات نمو منصات التعليم الإلكتروني لعام 2018 حيث أنه في عام 2018 تمكنت منصات التعليم الإلكتروني من اجتذاب101 مليون دارس، كما أن 900 جامعة على مستوى العالم بدأت في إنتاج كورسات يتم دراستها عبر الإنترنت، وبلغ عدد الكورسات المتاحة 11,400 دورة تدريبية.
دعنا نلقى نظرة شاملة على أهم التغييرات التي طرأت على هذا المجال:
خلال عام 2018 كان هناك زيادة ملحوظة في عدد المستخدمين الذين يدفعون للحصول على دورات تدريبية وشهادات معتمدة. ويبدو أن التغيير المستمر في منصات MOOC قد بدأ يؤتي ثماره، حيث تمكنت منصة كورسيرا Coursera من جمع إيرادات وصلت قيمتها 140 مليون دولار خلال عام 2018 فقط.
إليك قائمة بأهم 5 منصات في مجال التعليم الإلكتروني تقدم خدمة MOOC بناء على عدد المستخدمين المسجلين بها:
-منصة كورسيرا Coursera لديها 37 مليون مستخدم . -منصة EDX لديها 18 مليون مستخدم. -منصة XuetangX لديها 14 مليون مستخدم .
-منصة Udacity لديها 10 مليون مستخدم .
-منصة FutureLearn لديها 8.7 مليون مستخدم.
بحلول نهاية عام 2018 أعلنت أكثر من 900 جامعة حول العالم إطلاقها حوالي 11,400 دورة تدريبية حيث تم إضافة حوالي2000 دورة جديدة إلى قائمة الدورات التدريبية هذا العام، وقد نمت أعداد الدورات المتاحة بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية بسبب عدة عوامل أهمها التغييرات في سياسة الجدولة التي أصبحت أكثر مرونة وملاءمة.
كما أصبحت الدورات التدريبية تتطلب وقتاً أقصر لإتمامها، بالإضافة إلى تنوع مواضيع الدورات التدريبية وتركيزها على المجالات الجديدة الواعدة، ويمكننا إستعراض أسباب النمو بشكل سريع فيما يلي:
1- دورات تدريبية أقصر Shorter Courses:
هناك اتجاه عام بين جميع مزودي خدمة MOOC هو تقسيم الدورات الطويلة إلى أجزاء أصغر حجمًا تستغرق حوالي أربعة أسابيع لإتمامه، حيث تم تقسيم العديد من الدورات التي تم إطلاقها مؤخرًا إلى دورات متعددة؛ وبعدما كانت الدورة التدريبية في السابق تستغرق 12 أسبوعا لإتمامها تم تقسيمها لتصبح 3 دورات وكل دورة منهم تتطلب أربعة أسابيع فقط لإتمامها.
2- مرونة الجداول Flexible Schedules:
في وقت سابق كان المشتركين في الدورات التدريبية على الإنترنت يعانون من عدم مرونة المواعيد، أما الآن أصبحت تقدم معظم الدورات الآن بتنسيق ذاتي أو في حالة دورات كورسيرا تقدم على جدول منتظم، مع جلسات جديدة تبدأ تلقائيا كل أسبوعين أو كل شهر. إذا لم يتمكن الطالب من إنهاء الجلسة، فسيتم نقل جميع أعماله ببساطة إلى جلسة جديدة. وقد أدى ذلك إلى زيادة ملحوظة في عدد الدورات التي يمكن للطلاب التسجيل فيها والبدء بها على الفور تقريبًا.
3- زيادة الطلب على الدورات والشهادات المعتمدة :
وفقاً لتقرير فوربس للشركات الناشئة، تقدر إيرادات منصة كورسيرا Coursera لعام فقط 2018 بحوالي 140 مليون دولار، بزيادة 40 مليون دولار عن تقديرات موقع Class Central لإيرادات المنصة لعام 2017 والتي بلغت 100 مليون دولار.
تم تأسيس Coursera في عام 2012 من قبل اثنين من أساتذة علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد، وكانت الفكرة الأصلية وضع أفضل الدورات التدريبية التي يدرسها أكبر أساتذة العالم على الإنترنت وإتاحتها للعالم مجاناً.
اليوم Coursera تجمع المال من ثلاث طرق وهم: رسوم الحصول على شهادات معتمدة بعد إكمال الدورة التدريبية، واشتراكات المؤسسات الذين يقدمون دورات كورسيرا للموظفين، وتقسم إيرادات الرسوم الدراسية مع جامعات مثل جامعة بنسلفانيا وجامعة ميشيغان التي تقدم شهادات عبر الإنترنت من خلال منصة كورسيرا، كما أصبح لدي المنصة الآن شراكات مع 150 جامعة دولية حول العالم، و1400 من عملاء المؤسسات و37 مليون مستخدم مسجل.
ووفقًا لمنصة Udacity نمت إيراداتها بنسبة 25% خلال عام 2018، مما جعل إيراداتها تقترب من 90 مليون دولار، بعد أن كانت 70 مليون دولار في العام الماضي.
ووفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز حققت منصة FutureLearn – مقرها المملكة المتحدة ومملوكة بالكامل للجامعة المفتوحة – عائدات بلغت 8.2 مليون جنيه استرليني في السنة المالية الماضية أي حتى نهاية يوليو 2018، وسيتيح رأس المال الجديد لمنصة FutureLearn الاستثمار في تحسين برنامجها لدعم طلاب درجة البكالوريوس بشكل أفضل، وكذلك في الجهود التسويقية لتمكين الطلاب من الحصول على درجة علمية عبر الإنترنت، هذه المنصة لديها الآن أكثر من 900 دورة تدريبية من حوالي 150 مؤسسة شريكة.
4- اتجاهات مواضيع الدورات التدريبية:
بشكل عام ظلت موضوعات الدورات التدريبية متشابهة تماماً مع موضوعات الدورات في العام الماضي، حيث أن 40% من الدورات تنتمي إلى فئات هي الأسهل من حيث القدرة على تحقيق الدخل وهم التكنولوجيا والمشاريع التجارية.
ولا تزال منصة كورسيرا Coursera تعتبر أكبر مزود لخدمات MOOC في العالم مع أكثر من 3100 دورة تدريبية نشطة – أطلقت Coursera حوالي 3800 دورة، ولكن تم إزالة الكثير منها – وتأتي منصة EdX في المركز الثاني بحوالي 2200 دورة تدريبية، في حين تقترب منصة FutureLearn من 1000 دورة تدريبية.
المصدر:
البوابة العربية للأخبار التقنية