مع تزايد المخاوف بشأن ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي التي وصلت بالفعل إلى أعلى مستوياتها، بدأ العلماء في دراسة التأثير الجانبي المحتمل لذوبان الأنهار الجليدية. وتشير دراسات إلى أن ذوبان الجليد يمكن أن يكون مصدرا لغاز الميثان، وهو أحد الغازات الرئيسية المسببة للاحتباس الحراري.
ومن النادر أن يلاحظ العلماء تسرب غاز الميثان من الأنهار الجليدية، ورغم أن العديد من الدراسات الحديثة قد ركزت على المواقع المعزولة والنائية التي قد لا تشير بالضرورة إلى أن التأثيرات نفسها تحدث في كل مكان أو يمكن تعميم نتاجها، فإن الدراسة الأخيرة التي نشرت مساء الأربعاء 2 يناير/كانون الثاني 2019 في مجلة “نيتشر” تشير إلى أن زيادة معدلات الاحترار في المناطق القطبية وذوبان الأنهار الجليدية، مصدر مهم لغاز الميثان.
وتوضح الدراسة أن النشاط البيولوجي تحت الجليد يؤثر في الغلاف الجوي أكثر بكثير مما كان يُعتقد سابقا. وقد استخدم الباحثون أجهزة استشعار جديدة لقياس الميثان في جريان المياه الذائبة.
ووجد الفريق البحثي المعد للدراسة، من جامعة بريستول في المملكة المتحدة، فقاعات غاز الميثان في المياه الذائبة التي تنتجها الأنهار الجليدية في غرب غرينلند، وهو موقع مرتبط بكتل الجليد على مساحة 518 كيلومترا مربعا من المسطحات الجليدية في غرينلند.
وقدر الباحثون أنه خلال صيف 2015، أطلق الموقع حوالي ستة أطنان من الميثان في الهواء. ووفق نتائج الدراسة فإن هذا القدر من الانبعاثات يعد ضئيلا إذا ما قورن بكمية الانبعاثات الصادرة من المواقع الأخرى، حيث تشير دراسة سابقة نشرت في “نيتشر” أيضا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى أن أحد المواقع في آيسلندا يطلق حوالي 40 طنا من غاز الميثان يوميا.