توفي قبل أيام عن عمر 89 عاما عالم الرياضيات البريطاني مايكل عطية الحاصل على لقب فارس (سير) البريطاني وجائزة “فيلدز” التي تعتبر على نطاق واسع بمثابة جائزة نوبل للرياضيين.
هاجر والد عطية من لبنان إلى بريطانيا وهو في العشرينيات، ومنها غادر مع زوجته وهو في الثلاثينيات إلى مصر والسودان حيث أمضى مايكل عطية طفولته في الخرطوم ودرس الابتدائية فيها، ثم درس الثانوية في كلية فيكتوريا في الإسكندرية بمصر، ثم عادة إلى بريطانيا ليتخرج دكتورا من جامعة ترينيتي في كامبريدج سنة 1954.
قيل عن عطية إنه ربما يعد أهم عالم رياضيات في النصف الثاني من القرن العشرين، وذلك أنه استطاع إثبات العديد من النظريات العظيمة، ويقارن بإسحاق نيوتن لمساهماته في فهمنا للكون، وفقا لمقال ينعى هذا العالم في صحيفة تايمز البريطانية.
أفكار غزيرة ومعقدة
تقول الصحيفة إن أفكار عطية كانت “غزيرة ومعقدة، كانت متوازنة على حد السكين بين العبقرية والجنون”، رغم أنه بقي إلى حد كبير إلى جانب العبقرية، وفقا للمقال.
وقد برز إبداع عطية من خلال “نظرية أس عطية-سينغر” (index theorem) التي وضعها مع زميله إيسادور سينغر، ووصفها العديد من علماء الرياضيات بأنها “نظرية القرن”، وكانت من بين أحد الأسباب الأساسية لحصوله على ميدالية فيلدز التي تعتبر على نطاق واسع بمثابة جائزة نوبل لعلماء الرياضيات.
حصل عطية على أعلى مرتبتي شرف في الرياضيات وهما ميدالية فيلدز في عام 1966، وجائزة “أبيل” في عام 2004، كما حصل العديد من زملائه على ميداليات فيلدز لاكتشافات تتعلق بعمله.
في عام 1990 أصبح عطية رئيس الجمعية الملكية، ومدير معهد إسحاق نيوتن للعلوم الرياضية في كامبريدج، وهو معهد وطني لأبحاث الرياضيات.
وفي الواقع، جمع عطية بين الرياضيات والفيزياء بطريقة تذكرنا بإسحاق نيوتن، وفقا للمقال، الذي يصفه بأنه “كان عالم رياضيات نقيا” بينما يشتكي من أن “مشكلة العمل مع الفيزيائيين هي أنه بمجرد حل المشكلة، يتم إخبارك أن هذه المشكلة ليست هي المشكلة الحقيقية”.
ومن هذه النقطة تأثرت معظم أبحاث عطية بالفيزياء، وقد نشأ جزء كبير منها من مناقشات مكثفة مع عالم الفيزياء إدوارد ويتن في جامعة برينستون. وعلى وجه الخصوص، حثه ويتن على أخذ مجال نظريات الكم بجدية أكبر، وفي نهاية المطاف أصبح عطية أحد مؤسسي ما يسمى “رياضيات الكم”