نظّمت كلية القانون الكويتية العالمية (KiLAW) محاضرة عن «نظام روما الأساسي الخاص بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية»، قدّمهــــا أستاذ القانون الجنائي في الكلية د. هادي شلوف، وذلك ضمن نطاق الموسم الثقافي في الكلية.
وذكرت الكلية، في بيان، أن المحاضرة تناولت التطور التاريخي للعدالة الدولية في مختلف الحقب، وصولاً إلى اتفاق روما، الذي يمثل خلاصة ما توصلت إليه البشرية في سعيها للحد من ويلات الحروب، وما يرتكب فيها من جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية والاعتداء.
وأكد شلوف، الذي كانت المحكمة الجنائية الدولية كلفته بقضية دارفور السودانية، أن المحكمة أثبتت من خلال الصلاحيات المناطة بها، والتجارب العملية التي تم تطبيقها في بعض المحاكم الخاصة التي تم إنشاؤها لمحاكمة مجرمي الحروب وخصوصا في يوغسلافيا السابقة، وراوندا، ومالي وسواها، أن العدالة الدولية بالمرصاد لكل من يرتكب أياً من الجرائم التي تحال إليها سواء من مجلس الأمن أو تلك التي تتولاها المحكمة الجنائية الدولية من تلقاء نفسها.
الإبادة الجماعية
وأضاف أن المحكمة أثبتت أن الإفلات من العقاب لم يعد متاحا لمرتكبي جرائم العدوان والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان، وسواها من الجرائم المنصوص عليها في نظام روما، وخصوصاً أن العقاب بات يشمل القادة والمسؤولين السياسيين والعسكريين ومصدري الأوامر، وليس الدول كما كان معمولا به في العصور القديمة.
ولفت إلى أن المجتمع الدولي في حاجة إلى التعاون من أجل تأكيد الالتزام بتطبيق نظام روما الأساسي لما فيه من خير للبشرية واحترام المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان وتعزيز السلام والأمن الدوليين، كي لا تبقى الشعوب ضحية الويلات التي تجرها الحروب والصراعات عليها.
أسئلة الحضور
وفي الختام، رد شلوف على أسئلة الحضور من أعضاء هيئة التدريس والطلبة، وخصوصا الأسئلة المتعلقة بكيفية إلزام الدول بمساعدة المحكمة الجنائية الدولية في تطبيق أحكامها التي تصدر على مرتكبي الجرائم، والسبل التي تلزم جميع دول العالم بتوقيع نظام روما الأساسي، وكيفية إبعاد تنفيذ العدالة الدولية بعيدا عن الصراعات السياسية بين الدول الكبرى التي تسمح لبعض مرتكبي جرائم الحروب بالإفلات من الملاحقة والعقاب.