آراء التربويين في «تدوير مديري الثانوية» خلال الإختبارات بين التأييد والرفض

مع قرب اختبارات نهاية العام واستمرار وزارة التربية في إجراء عملية تدوير بين مديري مدارس المرحلة الثانوية خلال فترة الاختبارات، اختلفت آراء عدد من التربويين وأصحاب الشأن بين مؤيد ومعارض لهذا الإجراء، فمنهم من يرى أنه تشكيك وعدم ثقة في المديرين والبعض الآخر يؤكد ضرورة إيجاد بديل لذلك كتدوير الطلبة والعودة إلى النظام السابق، كما أن جمعية المعلمين وهي ممثل أهل الميدان ترى أن فكرة التدوير أربكت الميدان والطلبة وأولياء الأمور، ولم تغير بالواقع شيئا بل سلبياتها بدأت تظهر.

«الأنباء» استطلعت آراء عدد من أهل الميدان والمعنيين بهذا الأمر، وقد جاءت أغلب الآراء رافضة لذلك التدوير.

أبرز الأصوات الرافضة انطلق من جمعية المعلمين والتي جددت موقفها الرافض له منذ العام الماضي، وفي هذا الصدد ذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية مطيع العجمي أن الفكرة لم تنجح ولم تغير في الواقع، مضيفا أن لهذه الخطوة سلبيات بدأت تظهر، منها أنها أربكت الإدارات المدرسية والطلبة وأولياء أمورهم، إضافة إلى أنها أحدثت عدم استقرار في الميدان.

وأضاف العجمي أن الرؤية لم تكن واضحة لمدير المدرسة، ويفاجأ في آخر يوم قبل الاختبارات بنقله إلى مدرسة أخرى، مؤكدا أن ثقتنا كبيرة بأهل الميدان لاسيما أنهم المؤتمنون على أبنائنا الطلبة طوال العام الدراسي ولا يعقل تدويرهم في فترة الاختبارات مع تأكيدنا على تطبيق لوائح الغش وعدم التهاون في ذلك.

مواجهة الغش

وقد اتفق في وجهة النظر هذه مدير ثانوية سلمان الفارسي للبنين طارق الشطي، حيث قال إن كلمة تدوير تعتبر إهانة لنا كمديرين بعد خدمة سنوات عديدة في الميدان التربوي، ساهمنا خلالها في تخريج العديد من الأجيال، مشيرا إلى أنه يقف وبشدة للحد من ظاهرة الغش في الاختبارات غير أن الإجراء يفترض أن يكون بشكل آخر.

بدوره، أكد أحد مديري الثانوية أن الوزارة كان يفترض منها أن تقوم باتخاذ إجراء آخر بدلا من تدوير المديرين والعودة للنظام السابق وهو تدوير الطلبة وتقديم اختباراتهم في مدرسة اخرى، مشيرا الى ان المدير عليه ضغوطات عمل مكثفة ويحتاج إلى تركيز اكثر وعدم تشتيت تفكيره خاصة في فترة الامتحانات.

زيادة أعباء

من جهتها، قالت مديرة مدرسة عمرة بنت رواحة للبنات حمدة العنزي إنه يمكن النظر إلى تدوير المديرين من زاويتين، الأولى أنها خطوة للتغلب على مشكلة تواطؤ بعض المديرين والمديرات وهم قلة مع ظاهرة الغش مما يسمح بتفشيها داخل لجان الاختبارات في بعض المدارس، وفي المقابل أو من الزاوية الثانية فهو خطوة تمثل إجحافا بحق الكثير من المديرين والمديرات الذين هم على قدر عال من الثقة وتحمل المسؤولية خاصة أنهم في نفس الوقت يقومون بعملية التدوير ومعها يتم تكليف موجهي مواد فنية ليقوموا بدور مراقبين على المديرين في اللجنة، مشيرة إلى أن غالبية هؤلاء المراقبين ليسوا على علم ودراية بمهام رئيس اللجنة والإجراءات الرسمية والقانونية التي تتم أثناء اللجنة وخلال فترة الاختبارات ناهيك عن ثقل كاهل المدير بأعمال اختبارات الفترة للصفين العاشر والحادي عشر بقسميه وما يتبعه من متابعة حثيثة لإظهار نتيجة الاختبارات وبنفس الوقت التجهيز لاختبارات الثانوية العامة للصف الثاني عشر بقسميه مما يجعله يتنقل ما بين مدرسته الأصلية والمدرسة المدور إليها لمتابعة الأعمال المنوطة به.

وأضافت العنزي أن الأعباء تزيد على المدير مع اختبارات الفترة الثانية لأنها تتزامن مع فترة وضع تقاويم الكفاءة لمنتسبي المدرسة، وكما تعلمون فهذا يتطلب منه التواصل المستمر مع المعنيين بالأمر من رؤساء أقسام وموجهين فنيين ومديري مدارس أخرى للتشاور والتفاهم معهم حول الموظفين المنتدبين الى مدارسهم، وكذلك التواصل مع المسؤولين في المنطقة التعليمية وأعمال أخرى وكلها تتزامن أيضا مع شهر رمضان الكريم.

وزادت العنزي: أعتقد أن فكرة التدوير مجدية مع البعض وليست مع الكل بالتأكيد، لافتة إلى أنه بالنسبة للمدارس الآمنة من تفشي هذه الظاهرة، أعتقد ان الوضع ثابت لديها ولم يتغير، وذلك لأنه يوجد تحكم وسيطرة على هذه الظاهرة، ولكن في بعض المدارس التي لديها ظاهرة الغش متفشية وخاصة في بعض مدارس البنين فأعتقد أن الظاهرة تراجعت ويكاد أن يتم بترها نهائيا وتقل نسبة الغش فيها.

وأشارت إلى أن الإجراء قد يعني بالفعل عدم ثقة في بعض المديرين والمديرات، وأنا برأيي الشخصي أحبذ أن يتم استبعاد من هم غير أكفاء من ترؤس لجان الاختبارات حتى تكون مجازاة لهم ووضع من هم على قدر عالٍ من الثقة وتحمل المسؤولية بدلا من أن يتحمل تبعات عملية التدوير الكثير من المديرين والمديرات القادة الأفاضل، فنحن في وزارة التربية والتعليم هذا الحقل العظيم الذي لا بد ألا يزرع ولا يحصد فيه إلا كل جميل مثمر.

فكرة ممتازة

في المقابل، أكد مدير ثانوية أحمد الربعي للبنين محمد بن حيدر أن عملية تدوير المديرين فكرة ممتازة لرفع الحرج عنهم، نافيا أن يكون ذلك هو تشكيك في أمانة المديرين.

وقدم بن حيدر اقتراحا بتوحيد مقار طلبة العلمي في مدارس معينة وتخصيص مدارس أخرى لطلبة الأدبي لإقامة اختبارات نهاية العام الدراسي فيها، متمنيا التوفيق لأبنائنا الطلبة خاصة مع اقتراب موعد الاختبارات التي تحتاج إلى جهود مضاعفة.

#اختبارات#الكويت#تربويين#تعليم#جريدة_تعليم_الالكترونية#وزارة_التربية
Comments (0)
Add Comment