اكد وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة المستشار د.فهد العفاسي على اهمية ان تراعي التشريعات الجديدة المتطلبات الواقعية والعملية التي تشهدها المجتمعات المعاصرة، مشددا على ضرورة ان تتأتي التنظيمات القانونية مواكبة للمستجدات المتلاحقة على جميع الاصعدة، خاصة ان القانون هو من ناحية مرآة صادقة تعكس صورة المجتمع الذي تنظمه ومن ناحية اخرى اداة فعالة وناجزة لتطويره والنهوض به.
وقال العفاسي، في كلمته التي القاها نيابة عنه وكيل وزارة العدل عبداللطيف السريع بمبادرة كلية القانون الكويتية العالمية التي خصصت مؤتمرها السنوي الدولي السادس هذا العام لموضوع «المستجدات القانونية المعاصرة: قضايا وتحديات»، إننا نعيش في عصر تتعالى به قيمة العلم والعمل وبهما تبنى الاوطان وتتقدم، ولذلك فإن ما قامت به كلية القانون الكويتية العالمية من تنظيم هذا المؤتمر وما يمثله من مناسبة هامة للباحثين الكويتيين لعرض ابحاثهم واجتهاداتهم والالتقاء بنظرائهم من الباحثين في الجامعات العربية والعالمية هو امر يستحق التحية والتقدير ونموذج يحتذى به في مواكبة العلوم والمعارف القانونية للمجتمعات في تطورها الدائم وهو ما يخدم المجتمع ويدعم تواصله وانفتاحه على المجتمعات الاخرى.
وتابع السريع قائلا: يأتي هذا المؤتمر الدولي للعام السادس على التوالي في اطار النهج الذي تتبعه كلية القانون الكويتية العالمية، موضحا ان الكلية على تواصل دائم مع ارقى المؤسسات العالمية لإثراء البحث العلمي وتعزيز التعاون الاكاديمي مع الجامعات والمعاهد البحثية العلمية المتخصصة على النطاقين الاقليمي والدولي، وهو الامر الذي يدعم اعتبار الكويت قبلة للمؤتمرات العلمية والفعاليات الفكرية والثقافية.
وتوجه السريع برسالة شكر وتقدير لكلية القانون الكويتية العالمية على ما يقومون به من جهود متميزة في مجال التعليم الجامعي من خلال استقدام المناهج والتقنيات الحديثة والتركيز على التدريب المستمر واقامة الندوات والمؤتمرات والانفتاح على الجامعات الاجنبية بما فيها من تيارات فكرية متجددة وتشجيع القطاعات الحكومية والخاصة بمخرجات نوعية متميزة تتسم بالقدرة على الابداع والتجديد وتساعد في نهضة وتنمية بلادنا.
واكد السريع ترحيب الوزارة بخريجي كلية القانون الكويتية العالمية للعمل في قطاعاتها المختلفة مشيدا بجودة مخرجات الكلية من كوادر وطنية مؤهلة مباركا للكلية بمناسبة مرور 10 سنوات على انشائها.
مكانة متميزة
من جانبه، قال رئيس كلية القانون الكويتية العالمية د.محمد المقاطع ان المؤتمر يناقش عددا من القضايا المهمة في مجالات تفعيل التعليم القانوني وسبل النهوض بالوسائل البديلة لحل المنازعات من اجل تخفيف العبء عن الجهاز القضائي الى جانب قضايا الامن والاستقرار الدوليين وما يشهدانه من تحديات النزاعات العسكرية والاقتصادية والفضائية وغيرها كما يتصدى لقضايا البيئة والتنمية المستدامة والتطورات التكنولوجية المتسارعة واثرها على الحوكمة والتجارة وانظمة العقود وغيرها.
واردف قائلا: ولقد انعكست اهمية هذه الموضوعات بالأرقام والإحصائيات في عدد المتقدمين بمقترحات ابحاث الى هذا المؤتمر، حيث بلغ عددهم 350 مقترحا لباحثين من مختلف الجامعات العالمية والعربية والخليجية كما بلغ عدد من تم اختيارهم للتحدث في المؤتمر ما بين باحثين ومعقبين ومسؤولين 95 شخصا من بينهم عمداء ونواب عمداء ورؤساء اقسام ومراكز اكاديمية واساتذة ينتمون الى 40 كلية ومؤسسة جامعية اجنبية وعربية.
وذكر د.المقاطع أن المؤتمر يشهد مشاركة باحثين من مختلف المؤسسات الاكاديمية القانونية في الكويت كما يشارك به اكثر من 25 اكاديميا وباحثا ومسؤولا من الكويت.
إنجازات محلية وعالمية
ونيابة عن ضيوف المؤتمر، القى عميد كلية القانون بجامعة سان دييغو بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية د.ستيفن فيرولو كلمة أوضح من خلالها انه كان واحدا من اعضاء المجلس الاستشاري للكلية منذ تأسيسها، مبديا اعجابه بكل ما انجزته الكلية خلال هذه الفترة القياسية.
وقال فيرولو: وفي كل مرة ازور الكلية افاجأ بكفاءة أعضاء هيئة التدريس والطلبة ويكفي أنهم حققوا المركز الـ 19 في مسابقة جيسوب للقانون الدولي حتى نعرف مدى الجهود التي بذلت من أجل تحقيق هذا الانجاز وغيره الكثير من الانجازات على المستويين المحلي والدولي مما يجعلني فخورا بهم وبطموحهم الذي تدعمه الكلية باستمرار.
تكريم الرعاة
هذا وقام كل من رئيس مجلس امناء الكلية د.بدر الخليفة ورئيس الكلية د.محمد المقاطع وعميد الكلية د.يوسف العلي بتكريم رعاة المؤتمر، وهم: وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الخطوط الجوية الكويتية، البنك الاهلي المتحد، بنك الكويت الدولي، جريدة «الأنباء»، جريدة «القبس»، جريدة «الراي»، وجريدة «الجريدة».
المقاطع في جلسة المؤتمر الأولى: نحن بحاجة لتعليم يصنع العقول المبدعةآلاء خليفة
عقدت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان «واقع التعليم القانوني وفرص النهوض به»، والتي ترأسها عميد كلية القانون بجامعة سان دييغو بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية أ.د. ستيفن فيرولو.
وقد قدم رئيس كلية القانون الكويتية العالمية د.محمد المقاطع بحث بعنوان «الإبداع في التعليم الجامعي»، مؤكدا أننا بحاجة لتعليم يصنع العقول المبدعة من خلال التفكير الابداعي خارج إطار المناهج ورتابتها وذلك من خلال التفكير النقدي متعدد الاتجاهات، والتحرر من القيود من أجل الحقيقة العلمية المجردة، وخلق التحدي والجرأة في الطرح، وتحفيز الذهنية الخلاقة في تناول قضايا المجتمع وتعليم بلا قلق.
من جانبه قدم د.ميكل بوغدان من كلية القانون بجامعة لوند بالسويد بحثا بعنوان «آثار العولمة على التعليم القانوني».
بدوره قدم د.فوزي بالكناني بكلية القانون بجامعة قطر بحثا بعنوان «طرق تدريس وتقييم طلبة الدراسات العليا في القانون: نحو بناء القدرات والخبرات»، قبل ان ينتقل الحديث إلى د. محمد بن طلحة من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش في المغرب الذي قدم بحثا بعنوان «العيادة القانونية ودورها في تطوير التعليم القانوني.
كما تحدث د.كريس غليدهيل من كلية القانون بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا عن «اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتعليم القانوني».
وشارك في التعقيب على الجلسة الاولى كل من عميد كلية الحقوق بجامعة الكويت د. فايز الظفيري والمفكر التونسي والوزير السابق والأستاذ الجامعي د. أبو يعرب المرزوقي.