ضمن أسباب عدة قد تدور معظمها حول محور التركيبة السكانية، دخل الوافدون في الكويت مجدداً ساحة النزال، وهذه المرة من بوابة التفوق في المدارس، إذ هدد أحد القانونيين بـ«مقاضاة وزارة التربية إذا لم تعد اختبارات الخمسين الأوائل من الوافدين لأن احتكارهم للمراكز غير منطقي».
تربويون : مؤسسة تعليمية مثل وزارة التربية يناهز عمر التعليم النظامي فيها 100 عام لا تفرق بين طالب وآخر
ورغم عدم إعلان نتائج الاختبارات وعدم ترتيب الخمسين الأوائل بعد في العام الدراسي 2018 /2019، رد تربويون وأولياء أمور سهام الطلب إلى صاحبه مؤكدين «أن مؤسسة تعليمية مثل وزارة التربية يناهز عمر التعليم النظامي فيها 100 عام لا تفرق بين طالب وآخر، وأبناؤها من جميع الجنسيات سواء، ونتائج الاختبارات فيها شفافة وعادلة لا يظلم فيها أحد، ولكل مجتهد لديها نصيب كويتياً كان أم وافداً».
وشدد التربويون على ضرورة النأي بالتعليم عن أي مشكلات داخلية، وعدم إقحام البعض أنفسهم في شؤون لا تعنيهم لأن الشأن التربوي من اختصاص التربويين فقط، فهم أهل العملية التعليمية والادرى بشعابها، مبينين أن كشوف الخمسين الأوائل تضم سنوياً عشرات المتفوقين الكويتيين والوافدين من مختلف الجنسيات ونتائجهم حقيقية جاءت بعد رحلة من التعب والسهر الطويل لذلك يستحقون هذا الحصاد.
واستغربوا إطلاق إشاعة تسريب الاختبارات للوافدين المتفوقين من خلال العاملين في لجان الامتحانات والمطبعة السرية، واعتمادهم على نظام «التضبيط في شبكة مافيا معشعشة في كل مكان»، مؤكدين أن «ضمن الخمسين الأوائل في العام الدراسي الفائت كان هناك طلبة كويتيون وطالبات حصدن المراكز الأولى، فهل كانوا أعضاء في هذه الشبكة» وهل لهم علاقة بالوافدين العاملين في المطبعة السرية؟.
وفيما أكد البعض أن هؤلاء الوافدين يحتلون المراكز المتقدمة ويدخلون جامعات الكويت ويتمتعون بالإعانة الشهرية، نفى مصدر تربوي لـ«الراي» حصول الطالب الوافد على أي مساعدة مالية من قبل الجامعة أو كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، أما حصوله على المقعد الجامعي فلن يكون إلا بالتفوق وهذا النظام معمول به في معظم جامعات العالم، ولا ضير فيه بل هو تشجيع للطلبة على العلم والتفوق ومكافأة بسيطة لهم بعد التعب وسهر الليالي.
وحذر المصدر من «خطر الاستمرار بإطلاق سهام الفرقة بين جميع الفئات التي تعيش في المجتمع الكويتي، حيث لا يخلو بلد في العالم من تعدد القوميات، ومن وجود أطياف أخرى لديه إما طلباً للرزق أو الأمن، وهذا أمر معروف حتى في الدول الفقيرة»، مشدداً على ضرورة تطبيق جميع المبادئ الإسلامية السمحاء من التقارب والتعايش السلمي والإخاء والعدل والمساواة وتوحيد الصف، وإن لم يكن هناك حاجة لبعض الوافدين تستطيع الحكومة أن تتخذ إجراءتها وتسن ما تشاء من القوانين لتعديل التركيبة السكانية وترحيلهم إلى بلدانهم معززين مكرمين.
وانتقل المصدر إلى الجانب التربوي في الموضوع، حيث وصفه بالإساءة إلى وزارة التربية وقياداتها في أن تقوم بتقديم كشوف للأوائل غير حقيقية أو أنها تقوم بمحاباة بعض الطلبة الوافدين على حساب أبنائها الكويتيين؟ مستغرباً إطلاق مثل هذه الدعوات الغريبة التي تفتقر إلى الدليل.
وقال ان المتابعين لكشوف المتفوقين سنوياً يجد أنها مختلفة ومن جميع الجنسيات وتضم الطلبة الكويتيين والمقيمين بصورة غير قانونية من مختلف المدارس الحكومية والخاصة فكيف يتم التشكيك في صحتها؟ داعياً إلى الهدوء قليلاً والابتعاد عن الإثارة في أمور قد تخلق الكراهية وتسكب زيت الحقد على نار التعصب، إن استمر الوضع بهذا الشكل.