أكد الأكاديمي في جامعة الكويت د.علي الجعفر أهمية تدريب الأطفال على تأليف قصص الخيال العلمي لما لها من فوائد جمة في إطلاق وتنمية قدراتهم في مختلف الجوانب وبخاصة اللغوية والفنية والتعبيرية.
جاء ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس السبت في ختام ورشة تدريبية بعنوان «كتابة قصص الخيال العلمي» اقامتها «شركة التقدم العلمي للنشر» التابعة لمؤسسة التقدم العلمي واستمرت يومين بمشاركة مدربين من لبنان ومصر.
وقال الجعفر الاستاذ في كلية التربية والمشرف على هذه الورشة ان الكتابة في مجال الخيال العلمي تتطلب مهارات كثيرة منها الإلمام العلمي وكيف يستطيع الكاتب توظيف مهاراته ومعارفه لطرح فكرة ما والتعبير عنها.
ولفت الى ان هذه الورشة تعد جزءا من خطة كويت جديدة 2035 كونها تهتم بشريحة اساسية من المجتمع من اصحاب المواهب الشابة وأصحاب الابتكارات المتميزة، مشيرا إلى ان «كويت 2035» تمثل نظرة مستقبلية لمدة 15 سنة «علينا التسلح بالعلم لدعمها».
وأشار الجعفر الى ان «التقدم العلمي» قامت بدعوة الكاتبة اللبنانية نبيهة محيدلي وهي مؤلفة معروفة وصاحبة دار نشر متخصص بقصص الأطفال والفنان المصري وليد طاهر وهو احد اهم الفنانين المهتمين في رسم قصص الاطفال لتقديم الدورة.
وأوضح انه تم ايضا استقطاب نوعية مميزة من الاطفال لديهم الموهبة والاهتمام بالعلوم الى جانب امتلاكهم حسا فنيا ولغويا يستطيعون من خلاله التعبير عن مشروعهم الخيالي بمساعدة الورشة.
وقال ان الورشة التي أقيمت على مدى يومين وشارك فيها 11 طفلا تهدف الى مساعدة الاطفال المشاركين من أصحاب الموهبة على اخراج افضل ما لديهم من افكار علمية وكتابتها على هيئة قصة والتعبير عنها بالرسوم.
وافاد ان الورشة ناقشت مع هؤلاء الاطفال افكارا علمية عدة في جلسة عصف ذهني لاستخراج افكار جديدة قابلة للتطبيق، مؤكدا «ان الاطفال انفسهم لم يتوقعوا ما لديهم من قدرة خيالية فائقة في التفكير من خلال النتائج الى تحققت في نهاية الورشة».
وأشار الى اهمية الاستماع الى افكار الاطفال فهم «يمتلكون افكارا خيالية ملهمة»، معتبرا انها «افكار مدهشة فمنهم من يريد ان يجمع المخلفات الموجودة في البحر ويشكل منها طاقة بديلة ومنهم من يريد ان يستخدم هذا المخلفات لتدويرها».
وذكر ان بعض المشاركين من الاطفال طرح امكانية استخدام الروبوت لمعرفة اماكن المخلفات في البحر للوصول السريع اليها حماية للبيئة البحرية وغيرها من افكار خيالية يمكن ان تتحقق في المستقبل.
وأكد الجعفر ان الورشة منحت هؤلاء الاطفال فرصة لكتابة قصص قصيرة عبر فيها كل منهم عن فكرته الخاصة ووقعها باسمه الى جانب رسمة خاصة بالنص.
وأوضح انه ستتم مراجعة هذه القصص لنشرها من قبل شركة التقدم العلمي في كتاب واحد وتوزيعه خلال معرض الكتاب المقبل، قائلا انهم «اطفال مبدعون وعلينا الاهتمام بهم لأنهم صناع المستقبل وهم الهدف من خطة التنمية المنشودة في البلاد 2035».
ومن جانبها، اكدت محيدلي في تصريح مماثل لـ«كونا» ان تقديمها للورشة «تجربة ملهمة نجحت بالرغم من ساعاتها القليلة الا انها اكدت أظهرت مدى ما يملكه الاطفال من خيال واسع وقدرات رائعة».
وأفادت ان الخيال كان السبب وراء كل ما توصل له الانسان في الوقت الحاضر، مبينة ان «للأطفال نظرة مختلفة للخيال تختلف عن نظرتنا وهذه النظرة تحتاج الى احتضان وفهم لتطبيقها بالمستقبل».
وأشادت باهتمام الكويت بقدرات الأطفال المبدعين وأتاحت الفرصة امامهم للالتحاق بهذه الورشة، متمنية تكرارها «لأن الأطفال هم صناع المستقبل وعلينا احتضان افكارهم ومساعدتهم على تطبيقها في المستقبل».