شاركت عضو مجلس الأمة السابق الأستاذ المشارك في كلية التربية د ..سلوى الجسار في المؤتمر الدولي السابع لكلية التربية والذي عقد في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان من 2 إلى 4 الجاري تحت عنوان «التعليم وريادة الأعمال.. الفرص والتحديات»، وذلك في تقديم ورشة عمل بعنوان «مهارات تعليم ريادة الأعمال».
وأشارت د.الجسار إلى أن التحولات المتسارعة في عالمنا اليوم تمثل تحديا كبيرا يواجه الأنظمة التربوية، مما يتطلب العمل على إعادة النظر في ماذا يقدم وكيف يقدم لتأهيل الطلبة لمتطلبات الحياة والوظيفة، موضحة أن تعليم ريادة الأعمال حقق نموا كبيرا منذ عام 1986، في تضمينه العديد من برامج الكليات والجامعات والمدارس لتقديم البرامج الدراسية وتدريس المهارات الريادية التي تؤهل الأفراد للدخول الى عالم الأعمال بتمكينهم من مهارات البحث والابتكار في استغلال أفضل الفرص لإنتاج قيم ذات إضافة تنموية مستدامة في مجالات متنوعة، وقد هدفت الورشة الى تسليط الضوء على كل من مفاهيم التربية من أجل ريادة الأعمال، وما العقلية الريادية؟ والمبادئ التربوية لتعليم ريادة الأعمال، ومرتكزات تعليم ريادة الأعمال في النظام التربوي.
ودور المعلم في تحقيق الأهداف التربوية لريادة الأعمال. والمهارات الريادية في التعليم المدرسي، وما المطلوب للبدء في تعليم مهارات ريادة الأعمال، لإضافة إلى عرض أمثلة وتطبيقات في تعليم مهارات ريادة الأعمال في مؤسسات التعليم المختلفة.
وطرحت د.الجسار عدة تساؤلات منها: هل السياسات التعليمية والأنظمة التربوية تستطيع ان تواكب تزايد الطلب في تقديم برامج تعليم مهارات ريادة الأعمال؟ وهل تعليم مهارات ريادة الأعمال مكتسبة أم فطرية؟ وما العقلية الريادية؟ وهل يمكن ان نتعلمها».
وكيف تحول أفكارك الى حقائق ناجحة؟ وهل مهارات ريادة الأعمال تشكل انقلابا لنموذج التعليم التقليدي داخل الفصول التعليمية؟ وتعليم الريادة هل هو فرصة لتوليد فرص العمل؟
وكيف نجعل من تعليم الريادة الطريق الى تطوير الكفاءات الذهنية والمهارية، والاجتماعية، والعقلية؟
وهل تعليم الريادة (اعمل لتتعلم وليس تعلم ثم أعمل) learning by doing؟
ولماذا نعلم ريادة الأعمال، ماذا نتعلم، كيف نعلم؟
وكيف نهيئ الأطفال لتحقيق النجاح في سن مبكرة؟
ولماذا ترتفع معدلات البطالة بين الشباب؟
ولماذا يفضل الشباب العمل في الحكومة؟
وتطرقت د.الجسار إلى تعريف ريادة الأعمال كعملية تعتمد على تنمية القدرات الخاصة بالمتعلم لمساعدته على إدارة مشاريعه والتدريب على مواجهة المخاطر والتحديات بأساليب إبداعية وابتكارية.
كما انها تمثل عملية اجتماعية تفاعلية يحدد فيها الفرد فرص الابتكار بهدف تحويلها الى أنشطة عملية تحقق أهدافها. وهذا يعني ان المعلم يقوم بأدوار متنوعة بهدف تمكين الطالب من المعرفة والمهارة للعيش والانسجام في عالم الأعمال والوظيفة.
وعن مهارات تعلم ريادة الأعمال أوضحت د.الجسار أنها تأتي كمنهج يسهم في تمكين الطلبة اكتساب المعرفة وممارسة المهارات الابتكارية والبحثية والإبداعية واستغلال الفرص والإمكانيات للحصول على قيم منتجة تحقق إضافة في الحياة وتسهم في حل المشكلات.
وتطرقت د.الجسار إلى فكرة لماذا نتعلم مهارات ريادة الأعمال، محددة مجموعة من الأهداف منها: الحصول على العمل أو الوظيفة المناسبة لقدراتنا وخبراتنا، تحقيق مستوى جودة الأداء في العمل، الالتزام بالواجبات والحصول على الحقوق الوظيفية، مواجهة التحديات في بيئة العمل بهدف التكيف المهني والشخصي، الإبداع والابتكار في الإنتاج، التأثير على الآخرين بإيجابية.
وحددت د.الجسار عددا من المبادئ التربوية لتعلم مهارات ريادة الأعمال وهي: بناء مواهب المتعلم لمساعدته على تحقيق أهدافه، تطوير وتجريب القدرات في الأعمال المختلفة، التوجيه والإرشاد لدعم قدرات وإمكانات المتعلم، تقديم نماذج القدوة الحسنة، تنمية المسؤولية المهنية، المشاركات الاجتماعية في العمل مع الآخرين، تمكين المتعلم من المعرفة والمهارة لممارسة الأعمال، إسهام الأنظمة التعليمية في تسهيل حياة المتعلم في الحصول على الوظيفة المناسبة، تقديم نماذج تدريبية للمتعلم «ربط التعليم بمتطلبات العمل»، تحقيق الترابط بين التعليم النظري والحياة العملية، إعداد المتعلم كمواطن منتج وفاعل، تحسين بيئة العمل في المجتمع، تدريب المتعلم على حل المشكلات التي تواجهه في العمل، والمتعلم هو المسؤول عن تعلمه والمعلم هو مدرب وموجه ومشرف.
وعن دور المعلم في تعليم مهارات ريادة الأعمال، قالت د.الجسار: يجب مراعاة عدة أمور منها: إكساب المتعلم المهارات المتنوعة، تقديم التعزيز والدافعية والتشجيع، تقديم المعرفة المتخصصة لتمكين المتعلم، تعزيز الاتجاهات والقيم وتوجيه السلوك، الوعي والاستعداد، تنمية الاتجاه الإيجابي اتجاه المشاريع والفرص الوظيفية.
وعرضت أهم استراتيجيات تطبيق مهارات ريادة الأعمال في التعليم الصفي وهي: عرض نماذج «المحاكاة» وتمثيل الأدوار، التعلم التعاوني، الزيارات الميدانية لمؤسسات المجتمع، دعوة المختصين الى الفصول الدراسية، التدريب الميداني بنظام الساعات كجزء من الخطة الدراسية والوحدات الدراسية في المنهج المدرسي، تنظيم المعارض وورش العمل، تقديم مشاريع العمل، التعلم باللعب، التعلم عن بعد، واستخدام الوسائل والوسائط التكنولوجية كمصادر في الفصل الدراسي.
كما استعرضت د.الجسار في ورشة العمل مهارات ريادة الأعمال في التعليم المدرسي كالتعاون، المعرفة التقنية، الاتصال والتفاعل، الابتكار، الإبداع، المثابرة، فهم الذات، التواصل، الثقة بالنفس، التمكن، التعرف على الفرص، اتخاذ القرار، صياغة القرار، التواصل مع الآخرين، إدارة المخاطر، التخطيط، التسويق، التفكير التحليلي، النقد، القيادة، الإدارة، الوعي، حل المشكلات، مواجهة الضغوط، الانضباط، تقيم الفرص، التقدير الناقد، جمع وتحليل البيانات.
وقدمت كذلك نماذج من التدريب والتطبيق على مهارات تعليم ريادة الأعمال: مكتب التعليم والتدريب المستمر (يعمل الطلبة في دوام جزئي أو يؤسس عمل صغير ويحصل على المشورة والتدريب مقابل مكسب بسيط)، وتخصيص ساعات أكاديمية للعمل في القطاع الخاص (أنشطة تعليمية)، إضافة إلى أفكار مثل: صمم مشروعك (ضمن الأنشطة المدرسية)، مشاريع الشباب (تقدم في المدرسة والكلية)، الحاضنات الشبابية (في الكلية)، المعارض (كلية ومدرسة)، التدريب خارج المدرسة مع القطاع الخاص، التعليم المهني (مدرسة)، الاختبار في السوق من خلال التدريب الميداني (كلية)، بناء نموذج الأعمال، والمشاريع الصيفية، المعسكر الصيفي للتدريب.
بعد ذلك تطرقت د.الجسار إلى المطلوب للبدء في تعليم مهارات ريادة الأعمال، بما يلي:
مراجعة المناهج التعليمية من حيث المحتوى وطرق التعليم وأساليب التعلم، تطوير كفاءة المعلمين والموجهين للانتقال من التدريس التقليدي الى التدريس الإبداعي (من ملقن للمعلومة الى مرشد وموجه وموظف للمعلومة)، تضمين مهارات وقيم تعليم الريادة الى الأنظمة التعليمية في كل المواد والمراحل التعليمية، تفعيل الشراكة المجتمعية بين القطاع الحكومي والخاص والمدارس والكليات والجامعات، تهيئة بيئات للتعلم المبكر لتأهيل الطلبة لسوق العمل من خلال توظيف المنصات التكنولوجية، العمل على إعادة تأهيل ثقافة المجتمع في تغير النظرة الى مفهوم العمل والوظيفة.