يبدو أن بداية ديسمبر مُبشّرة بالخير.. تستمر سلسلة الأخبار الرائعة حول تطوير لقاح لفيروس كوفيد-19 (Covid-19) من قِبل شركة موديرنا (Moderna)، حيث أعلنت الشركة مؤخرًا عن النتائج النهائية لتجربة فعالية اللقاح، والتي شملت 30000 متطوع، طوّر 11 شخص فقط منهم ممن تلقّوا جرعتين من اللقاح، “أعراض” الإصابة بفيروس كوفيد-19، مع الإشارة إلى أن هذه الحالات كانت بصحة جيدة قبل تلقّي اللقاح، بينما بالنسبة لمن تلقى لقاح وهمي من المتطوعين، طوّر 185 شخصًا منهم أعراض الإصابة بالفيروس، وكان هناك 30 شخص مصاب بالفيروس في الأساس.
تخطط شركة موديرنا بعد هذه النتائج الرائعة لتقديم طلب الحصول على تصريح أو إذن للاستخدام الطارئ للقاح من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وتسعى للحصول على الضوء الأخضر للاستخدام من وكالة الأدوية الأوروبية أيضًا. هذا وقد أُصدر تقرير سابق لهذا اليوم – منذ أسبوعين – يُظهر نتيجة ممتازة لتحليل 95 حالة، وهذا ما كان داعمًا لما توصل إليه الأطباء من نتائج مُرضِية اليوم. حقق اللقاح نسبة فعالية 94.1%، وهي نتيجة أعلى بكثير مما توقعه علماء اللقاحات، والأكثر إثارة للإعجاب أن لقاح موديرنا ذو نسبة فعالية 100% ضد الأمراض الشديدة!.
يعتمد لقاح موديرنا على تقنية (mRNA) لتشفير بروتين يُسمى سبايك (Spike) والذي يرتبط بسطح العامل الممرض. على الرغم من إعلان شركتي فايزر (Pfizer) وبيوYنتك (BioNTech) عن تطوير لقاح مشابه للقاح موديرنا (أي يستخدم تقنية رنا مرسال)، وإبلاغهما عن نتائج ممتازة بنسبة فعالية 95% للقاح في التجربة النهائية على 45000 شخص، انتهت الدراسة بتحديد 170 حالة إصابة بكوفيد-19، طورت 10 حالات خطيرة، واحدة منها فقط ممن تلقّوا لقاح فايزر، وهذا ما يجعل لقاح موديرنا متفوقًا على فايزر.
إذن وكنتيجة للدراسات، أقرّت الشركتان أن لقاحاتهما – بالتعاون معًا – عملت بنفس الدرجة من الفعالية في جميع المجموعات والأعراق والأجناس المختلفة، حيث شملت 7000 مشارك أكبر من 65 عام، وأكثر من 5000 كانوا أقل من 65 عام ولكنهم يعانون من أمراض تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وشملت أكثر من 11000 شخص من مجتمعات مختلفة. ولكن في النهاية، صرّح كبار الأطباء أنه ونظرًا لفعالية لقاح موديرنا ضد الأمراض الشديدة والخفيفة على حدٍّ سواء، سيكون له التاثير الأكبر إذا تمّ إعطاؤه لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس، العاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن ومرضى السكري وغيرهم، لذا من المفترض الأخذ به كإجراء مضاد لكوفيد-19.
أما بالنسبة لاستخدامات اللقاح الجديدة، والأهمية في إعطاء الأولويات، ستجتمع غدًا اللجنة الاستشارية للقاحات مع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، حيث تؤثر اللجنة على قرارات المركز بشأن تحديد أولويات اللقاح، أما بالنسبة لتزويد الدول بشكل منفرد به، فذلك يعتمد على الدول نفسها. بشكل عام، تخطط الشركة إلى تحصيل 32-37 دولار لكل جرعة من اللقاح في البلدان المتقدمة، ولكنها ستجعله أرخص في أجزاء أخرى من العالم.