جريدة تعليم
يبدو ان ازمة القبول الجامعي لم تنته بعد، فمع انطلاق الفصل الدراسي الاول للعام الجامعي 2021ــ2022، بدأ فصل جديد من فصول الازمة، تمثل في تعثر الدراسة التقليدية بكل الكليات.
ورغم اعلان الجامعة عودة الدراسة الحضورية، في اكثر من مناسبة عبر تصريحات مختلفة خلال الايام الماضية، كان اخرها تصريح امين عام الجامعة بالانابة أمس (السبت) عن استقبال الجامعة لنحو 36 الف طالب وطالبة للدراسة الحضورية، الا ان التعليم عن بعد لا يزال مستمرا في الجامعة، خاصة في الكليات التي اضطرت إلى استقبال اعداد تفوق طاقتها الاستيعابية.
معادلة الكثافة
ففي معادلة الكثافة العددية، وضرورة تحقيق التباعد الاجتماعي، كان الخاسر هنا الدراسة التقليدية، وبينما استطاعت بعض الكليات ان تعود بالكامل للدراسة الحضورية نظرا لان اعداد الطلبة بها اقل من نظيراتها، استعانت كليات اخرى ذات كثافة عالية بالدراسة اون لاين، في مشهد فرض عمليا استمرار الدراسة الافتراضية، رغم كل مظاهر العودة الى الحياة.
ولعل ابرز كليتين، شهدتا عددا من الشعب ذات الكثافة العالية، التي طرحتها للدراسة عن بعد، كانتا كليتي الاداب والتربية، فباستثناء بعض المقررات في تخصصات علمية معينة، كانت بقية شعب الكليتين عن بعد، في المقابل، فان كلية الشريعة والدراسات الاسلامية ايضا وقعت تحت ضغط الاعداد الكبيرة من الطلبة المقبولين فوق الطاقة الاستيعابية، حيث تعثرت عملية «الباي فورس» لتسجيل الطلبة، الامر الذي اضطر الكلية الى فتح تسجيل «الباي فورس» للخريجين دون سواهم.
وبدت الشعب الدراسية بمستويات 100 و200، المعنية بمقررات الطلبة في السنوات الدراسية المبكرة، الاكثر تضررا، نظرا للكثافة العددية في هذه المقررات، بينما كان الخيار الافضل تحويلها الى شعب عن بعد بالكامل، تدرّس افتراضيا، في حين كانت الشعب الدراسية بالمستويات المتقدمة للطلبة الخريجين اقل في الاعداد، مما يسمح بطرحها للدراسة الحضورية.
براءة «كورونا»
الحرم الجديد في مدينة صباح السالم الجامعية (الشدادية)، ايضا كان لاعبا رئيسا في تحقيق التباعد الاجتماعي في بعض الشعب الدراسية، حيث سمح بتوفير ذلك لبعض الكليات التي انتقلت بالكامل الى مبانيها الجديدة، خاصة مع توافر مساحات كبيرة في الكليات المختلفة، بينما مازالت كليات اخرى تعاني من ضيق المساحات مقارنة بعدد طلبتها.ر
ولا يمكن الجزم مطلقا بان ازمة كورونا وحدها، هي التي فرضت استمرار الدراسة عن بعد، فجامعة الكويت التي تستقبل اعدادا تفوق طاقتها الاستيعابية، سواء بسبب السعة المكانية او الطاقة البشرية في الجامعة، يبدو انها امام واقع يفرض الاعتماد على الدراسة عن بعد.
فكانت التصريحات الرسمية لقياديين بالجامعة، سبق ان اكدت ان الدراسة اون لاين ستستمر حتى في ظل الخروج من ازمة كورونا، خاصة في ظل ازمة الشعب المغلقة التي لم تفارق مشهد تسجيل الطلبة طيلة السنوات الماضية، بالتالي يبدو ان خيار تحويل الشعب ذات الكثافة الطلابية الى الدراسة اون لاين، الخيار الامثل لمواجهة الزحمة الطلابية في الجامعة، حتى انشاء جامعات حكومية جديدة.