جريدة تعليم
استمرارا للجهود البحثية والعلمية للأستاذ في قسم أصول التربية ـ كلية التربية بجامعة الكويت د ..علي أسعد وطفة صدر الكتاب الجديد له بعنوان: «التربية الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: مكاشفات نقدية معاصرة»، عن المجلس العلمي – لجنة التأليف والتعريب والنشر بجامعة الكويت.
ويقع الكتــاب في 500 صفحة من القطع الكبير ويتناول التربية الأخلاقية عند «كانط» بالدراسة والوصــف والتحليــــل، ويخضعها في الوقت نفسه للنقد المنهجي في ضوء النظريات التربوية الحديثة والمعاصرة، وبأسلوب شائق ولغة فلسفية مفهومة ومبسطـــة وعــرض تربوي واقعي.
وقد اعتمد المؤلف منهج التفكيك العلمي والتنقيب «الأركيولوجــــي» فـــي استكشاف العلاقات الراسخة بين فلسفة كانط الكلية وبين التربية الأخلاقية، ويشكل الكتاب محاولة علمية جادة كرست للوقوف على أسرار التربية الأخلاقية الكانطية والكشف عن أبعادها الفلسفية في سياق تفاعلها مع الواقع من جهة والفكر من جهة أخرى.
ويتضمن الكتاب سبعة عشر فصلا، إضافة إلى مقدمة وخاتمة، وتغطي هذه الفصول مختلف مكونات التربية الأخلاقية الكانطية ومظاهرها ضمن سياقاتها التاريخية والفكرية.
ويستعرض د.علي وطفة في البداية مختلف العوامل المؤثرة في سيرة «كانط» وتلك المؤثرة في تشكيل فلسفته الأخلاقية، ثم يتناول بالفحص المنهجي مقومات المشروع التربوي الكانطي، ويبحث في المنهجية التي اعتمدها كانط في عملية تجاوز الطبيعة الإنسانية بالتربية الأخلاقية، ثم يحلل طبيعة الممارسة النقدية الكانطية للتربية كما سادت في القرن الثامن عشر، كما يعرض المؤلف نظرية كانط في التربية الأخلاقية من منظوري الدين والجنس، ثم يستعرض الفضائل الأخلاقية التي جعلها كانط في مرتبة الغايات العليا للتربية.
وكرست الفصول الأخيرة من الكتاب للبحث في القضايا الفكرية التي طرحها «كانط» فيما يتعلق بالتنوير والتربية على التنوير، وفيما يتعلق بالتربية الأخلاقية على مفهوم «السلام الدائم»، وفيما يتعلق أيضا بتأثير كانط في الفكر الفلسفي والتربوي الحديث.
وفي نهاية المطاف يخصص الكاتب الفصل الأخير لنقد التربية الكانطية في ضوء التحولات الفكرية المعاصرة.