جريدة تعليم
نظمت جامعة الشرق الأوسط الأمريكية «AUM» الحفل الختامي لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في مركزها الثقافي، حيث توج القاص المغربي أنيس الرافعي الفائز بالدورة الخامسة للجائزة عن قصته «سيرك الحيوانات المتوهمة»، بمشاركة فعاليات وشخصيات ثقافية واجتماعية وفنية كويتية وعربية وعالمية، هذا بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من د.عبدالله إبراهيم، رئيسا، وعضوية د.عبدالقادر فيدوح، ود.خالد رمضان، ود.عادل ضرغام، ود.مريم السويدي.
طالب الرفاعي: AUM صرح أكاديمي نفتخر به
بدوره، افتتح رئيس جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية الأديب طالب الرفاعي كلمته بالترحيب بالحضور وتقدير جهود مختلف الفرق على جهودهم في تنظيم الحفل، واستهل حديثه قائلا: «صرح أكاديمي نفتخر به، وأصبح يحقق حضورا لافتا لا يقتصر على مستوى الكويت فقط، ولكن على مستوى الخليج والمنطقة العربية. بوركت جهودك أخي العزيز فهد العثمان، وثقتك الكبيرة بمن حولك. وهذا ما جعل من جامعة AUM متميزة».
واستطرد الرفاعي قائلا: «إذا كان للفن من فضل، فهو يعطى الإنسان القدرة على اجتياز مصاعب الحياة. كلنا يعاني من المشاكل والآلام والإحباطات، والفن والقصة والرواية والأغنية والمسرح واللوحة والسينما، يشكلون عونا للإنسان لاجتياز اللحظة المؤلمة التي يعيشها. إلى جانب الفن، يأتي الحلم. كلنا نحلم. وأنا مثلكم، أحلم كثيرا. وعندي أحلام كثيرة أسرت في قلبي، ولا أستطيع تحقيقها. وتألمت لذلك على مستوى الحياة والكتابات والصداقة وغيرها. ولكن والحمد لله هناك أحلام في قلبي نمت وأثمرت وأزهرت. وأحد هذه الأحلام الجميلة هي جائزة الملتقى للقصة العربية. فرحي بهذا الحلم لهذه الجائزة أنها أصبحت لا تخص طالب الرفاعي، ولا تخص جامعة AUM فقط، بل أصبحت تخص الكويت». وأكد في حديثه أن القصة القصيرة هي أصعب الفنون، ولذا تستحق من يهتم بها، خصوصا أنها صاحبت مسيرة الإنسان منذ أن كان في الكهف. وذكر الرفاعي أن في هذه الدورة تقدم 241 من 23 دولة عربية وأجنبية، وعلق قائلا: «كل دول العالم أصبحت تشارك. وجائزة الملتقى أصبحت تزهو بشفافيتها وموضوعتيها وبقيمة الكتاب الذين حصلوا على الجائزة». لافتا الى أن جائزة الملتقى هي وجه الكويت الأجمل في مشهد الجوائز العربية. وبين الرفاعي أن هناك قلة من يدعمون الثقافة، وقال: «لذلك أقدر لأخي وصديقي الأستاذ فهد العثمان استعداده المفتوح لاحتضان هذا المشروع الثقافي».
د ..هشام عزمي: واحدة من الجوائز العربية الواعدة والمتميزة في طبيعتها
من جانبه، ألقى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في جمهورية مصر العربية د.هشام عزمي كلمة ممثلا منتدى الجوائز العربية، وقال: «يعد منتدى الجوائز تجمعا عربيا ثقافيا، يضم في عضويته جوائز المنطقة العربية المتاحة لكل العرب، وقد تأسس بمبادرة كريمة من جائزة الملك فيصل، ويشرف بالرئاسة الفخرية لسمو الأمير خالد الفيصل. ويعمل المنتدى على الارتقاء بالجوائز العربية وتعزيز مكانتها، والتنسيق والتعاون فيما بينها لتطوير بيئة عربية محفزة للإبداع والتميز. ويأتي ذلك من خلال تبادل الخبرات والمعلومات، واقتراح أفضل السبل لتجاوز التحديات التي تواجه الجوائز العربية، بغية تعزيز العمل العلمي والثقافي العربي المشترك، وترسيخ هوية الثقافة العربية، وحضورها في المحافل الدولية. وتابع د.عزمي: «لقد تأسس منتدى الجوائز العربية منذ سنوات قليلة، إدراكا من القائمين عليه بأهمية الدور الذي تلعبه الجوائز العربية على امتداد وطننا الكبير من محيطه إلى خليجه، وتثمينا وتقديرا للمكانة التي تحتلها هذه الجوائز في المشهد الثقافي العربي في الوقت الراهن».
واستعرض د.عزمي أبرز أنشطة منتدى الجوائز ومنها ورش العمل التي يتم تقديمها افتراضيا، والتي تستهدف الشباب المبدعين والمفكرين. وذكر د.عزمي، وقال: «يقوم منتدى الجوائز العربية حاليا بإجراء أول دراسة تحليلية من نوعها عن واقع الجوائز العربية، والتي من المتوقع أن تسفر عن العديد من المؤشرات التي ستسهم في تقييم تلك الجوائز، وإلقاء الضوء على مواطن القوة والضعف بها». وختم قوله: «اننا نعتز بجائزة الملتقي للقصة القصيرة العربية والتي تتم بالشراكة مع جامعة الشرق الأوسط الأمريكية في الكويت الشقيقة، باعتبارها واحدة من الجوائز العربية الجديدة الواعدة والمتميزة في طبيعتها».
د.عبدالله إبراهيم: لا تسعى الأعمال الأدبية للجوائز.. إنما الجوائز هي التي تسعى إليها
قال رئيس لجنة التحكيم د.عبدالله إبراهيم في كلمته: «لا تلقى كلمة الفوز بالجائزة، أيا كانت تلك الجائزة، لبيان الرحلة الشاقة للجنة للتحكيم، فكل ذلك أمسى اعتبارا من صباح هذا اليوم في طي الماضي، إنما تكرس الكلمة للإشادة بالعمل الفائز، ولإظهار قيمته السردية والدلالية. وبالقطع، لابد أن يكون كتابا قد استوفى معايير الكتابة في أسمى صيغها، لأنه نازع 240 مجموعة قصصية. وحظي بالأسبقية طوال رحلة التحكيم التي بدأت في الربيع الماضي، وختمت هذا النهار. كتاب شيق، وثري وفريد، وكان له قصب السبق طوال رحلة التحكيم».
وتابع د.إبراهيم: «لا تكتب الأعمال الأدبية لكي تكافأ بالجوائز، إنما الجوائز هي التي تسعى إليها. فكان دأب التحكيم البحث عن نصوص محكمة الصنع وقوية السبك. وكلما توافر ذلك في قصة من القصص، كان التحكيم سخيا في تقديرها. ولكن كما هو دأب التحكيم في كل زمان ومكان، فلابد من عمل يستقطب الاختيار. والعمل الذي رأت اللجنة أنه سيثري تاريخ جائزة الملتقى، وبدوره سوف يفتخر بأن الجائزة قد أسهمت في وضعه الموضع المناسب له تحت أنظار القراء جميعا، كتاب سبك بقوة وصرامة، وطرافة. كتب بلغة رفيعة وخيال خصب، وابتكر مواقف لم تخطر ببال، تدعو للتفكير والتأمل والاعتبار، وليس للاسترخاء والاستسلام والخدر. قصص تتحدى القارئ في وعيه، وتزعزع لديه أعراف التلقي التي رسخها فن القص التقليدي».
الفائز بالدورة الخامسة أنيس الرافعي: الفوز بالجائزة يقود للعالمية
عبر الكاتب المغربي أنيس الرافعي عن سعادته بفوزه بجائزة الملتقى للدورة الحالية، مؤكدا أنه تشرف بالمشاركة في هذه المسابقة الملهمة وسط هذا الجمع الغفير من المثقفين والأدباء، والكتاب، لافتا إلى أنه أمضى 30 عاما في حقل القصة.
وعن مشاركته في جائزة الملتقى، قال الرافعي إنه شارك في دورتها الأولى ووصل إلى القائمة القصيرة، ثم شارك في الدورة الخامسة، مشيرا إلى أن أهمية الجائزة تكمن في كونها الجائزة الوحيدة التي تركز على فن القصة القصيرة في العالم العربي، ولذا فهي مهمة جدا وتقود للعالمية لأن العمل الفائز يترجم إلى عدة لغات، ويتاح للكاتب المشاركة في العديد من المعارض العالمية لترويج فكره في ثقافات أخرى، معبرا عن شكره للكويت ولجامعة AUM التي احتضنت الجائزة.