جريدة تعليم – (كونا) – تُولي دولة الكويت اهتمامًا كبيرًا بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث جعلت رعايتهم وتأهيلهم وتعليمهم من أسمى أهدافها لضمان دمجهم في المجتمع. ويُعد هذا الاهتمام ركيزة أساسية في سياسة الدولة التي تسعى لتوفير كافة التسهيلات لتمكينهم من المساهمة الفاعلة في تحقيق رؤيتها التنموية، انطلاقًا من إيمانها بقدراتهم.
وفي هذا الإطار، اعتمدت وزارة التربية مؤخرًا التكلفة التقديرية لمشروع إنشاء وصيانة مجمع مدارس التربية الخاصة في منطقة العقيلة، بقيمة 149 مليون دينار كويتي (نحو 482.6 مليون دولار أمريكي)، كجزء من خطة لإنشاء ثلاثة مجمعات تعليمية جديدة في العقيلة وحولي والجهراء. ويأتي هذا المشروع تتويجًا لنهج الدولة في توفير بيئة تعليمية متطورة بأعلى المواصفات لضمان تكافؤ الفرص التعليمية.
وأجمع مسؤولون تربويون في لقاءات مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) يوم الإثنين على أن دعم ذوي الاحتياجات الخاصة يمثل أولوية ثابتة، حيث توفر الدولة احتياجاتهم التعليمية والتأهيلية والطبية لتعزيز دورهم في المجتمع. وقال مدير إدارة مدارس التربية الخاصة، عبدالعزيز السويد، إن الكويت تسخر كل إمكانياتها لهذا الهدف، مشيرًا إلى أن مسيرة التعليم الخاص بدأت في الخمسينيات مع تأسيس معهد النور للمكفوفين (1955-1956)، تلاه مجمع المعاهد الخاصة (1958-1959)، وتوسعت لاحقًا لتشمل مختلف الإعاقات.
وأوضح السويد أن هناك 13 مدرسة متخصصة، منها ست مدارس للإعاقة الذهنية، ومدارس النور للإعاقة البصرية، ومدارس الأمل للإعاقة السمعية، ومدرسة للتوحد، وأخرى لمتلازمة داون، إضافة إلى سبع مدارس شاملة مثل روضة العطاء ومدارس الرجاء. وتقدم هذه المدارس خدمات تربوية وتأهيلية وطبية، تشمل العلاج الطبيعي، جلسات التخاطب، والعيادات المتخصصة، إلى جانب أنشطة ثقافية وترفيهية، ووجبات صحية، ونقل آمن، ومنح دراسية وسكن داخلي لطلاب دول الخليج، مع مكافآت شهرية للكويتيين وأبناء الكويتيات.
وأشادت مديرة مدرسة الأمل، مريم مصطفى، بجهود الوزارة في تقديم خدمات نفسية وطبية متميزة، بينما أكد مدير مدرسة الورش، عمر الكندري، دور التقنيات مثل السبورات الذكية والمناهج العملية (كالنحت والنجارة) في تنمية مهارات الطلبة.
وأكد وزير التربية، سيد جلال الطبطبائي، أن مجمع العقيلة يهدف إلى توفير بيئة تعليمية آمنة مدعومة بالتكنولوجيا المساعدة، مع مرافق متكاملة تشمل فصولًا حديثة، مختبرات، ورش عمل، ومرافق علاجية ورياضية، لتلبية احتياجات الطلبة من ذوي الإعاقات المتنوعة، وتعزيز استقلاليتهم ومشاركتهم في المجتمع وفق أفضل المعايير العالمية.