«التقديرات الصورية».. آفة تهدد مصداقية أساتذة!
القبس
تزامنا مع نهاية الفصل الدراسي والبدء برصد التقديرات النهائية للطلبة بجامعة الكويت، عمد بعض الأساتذة إلى رصد درجات الامتياز لمعظم طلبتهم، رغبة في زيادة شعبيتهم الشخصية وارضاء الطلبة أو «مكافأتهم على التسجيل في شعبة الاستاذ»، من دون النظر الى هضم حق المجتهدين منهم، أو معاقبة المقصّرين.
ويتفادى بعض الأساتذة اعتراض زملائهم أو المسؤولين في الجامعة، على تضخم الدرجات بنشر ورقة تقديرات صورية أمام مكاتبهم يطلع عليها الجميع، وتظهر درجات معقولة ومتنوعة ما بين المقبول والجيد والامتياز – وهي الحال المنطقية لمستوى الطلبة ـ بينما يفاجأ الطلبة بدرجة الامتياز في النظام الالكتروني (السيستم) الذي لا يطلع عليه سوى الأستاذ والطالب، وقد يتفق بعض الأساتذة مع طلبتهم مسبقاً على تغييرها.
مستوى متدنٍ
وتلقى تصرفات هؤلاء الأساتذة إعجاب الطلبة غير المجدين الذين يجدون في تحايل أساتذتهم غطاء لمستوياتهم المتدنية، ومن ثم يتم امتداح الأساتذة ويصبحون من المفضلين لدى كثير من الطلبة، ويتوالى التسجيل في الشعب التي يطرحها الأساتذة، للحصول على الدرجة بلا عناء.
وفي حين تظهر هذه التصرفات عدم مصداقية بعض الأساتذة، فإنها تفسر حصول بعض الطلبة على درجات مرتفعة مع ضعف مستواهم، اضافة إلى أنها قد تفقد بعض المجدّين الدافع إلى الاجتهاد، ما يؤثر سلباً في العملية التعليمية ككل.
وقال رئيس قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية د. عويد المشعان، انه لا ينبغي أن تكون هناك اختلافات بين التقدير النهائي الذي ينشر أمام الجميع وبين الآخر الذي يرصده الأستاذ بالنظام الالكتروني، إلا في حالة مراجعة الطالب لدرجته ووجود خطأ يستحق تعديل الدرجة، مبيناً أنه من المبالغة أن نعتبر رفع الدرجات عمداً ظاهرة، لكن في حال ثبوت تغيير للدرجات بـ«السيستم» سيكون ذلك خطأ يُسأل عنه الأساتذة، وتتم محاسبتهم من قبل رئيس القسم أو عمادة الكلية.
وأكد المشعان لـ القبس، ضرورة اعتماد الطلبة على أنفسهم والابتعاد عن الحيل غير المجدية لزيادة الدرجات، موضحاً أن تلك الحيل يعتمد عليها الطلبة المتعثرون الذين لا يرغبون في التعلم، كما يلجأون للواسطات واحضار أولياء الامور ما يتسبب في ازعاج الأساتذة ومضايقتهم، مشدداً على أن العدالة بين الطلبة ضرورية.