أعداد «القائمين بالأعمال» في الجامعة بازدياد
القبس
متى ستحسم المناصب القيادية الشاغرة في كليات وإدارات جامعة الكويت؟ فهل يعقل أن تمضي سنوات على بعض المناصب وأشهر على الأخرى؟ وهل تنتظر تعيين الأشخاص الأكفاء بها ممن يمتلكون القدرة على قيادتها وانجاز مهامها بالشكل المطلوب، رغم وجود أعداد كبيرة من منتسبي الجامعة المؤهلين لشغل تلك المناصب، والذين لديهم المؤهلات العلمية والخبرة المطلوبة لها؟
فمن أصل 17 كلية في جامعة الكويت، هناك نحو 6 كليات تنتظر تعيين عمدائها، في مقدمتها كلية الدراسات العليا التي تعتبر الهرم التعليمي كون برامجها في درجتي الدكتوراه والماجستير، إضافة إلى كليات أخرى مثل العلوم الحياتية وهندسة الحاسوب والصحة العامة، حيث مضى على بعضها أكثر من عام وهي تنتظر من الإدارة الجامعية أن تتحرك لتشكيل لجان لتعيين العمداء، حيث إن عمدائها الحاليين عبارة عن «قائمين بأعمال» تم تكليفهم بشكل مؤقت لإدارة أعمال الكلية، حتى يتم تشكيل لجان خاصة لاختيار عمداء بالأصالة، بناء على المؤهلات والمقابلات.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة في بعض القطاعات الأخرى، حيث إن قطاع الأبحاث ينتظر تعيين نائب مدير الجامعة لقطاع الأبحاث بالأصالة، بعد انتهاء فترة د. طاهر الصحاف، وقد تم تكليف نائبه د. يوسف قراشي لشغل المناصب بالوكالة، وكذلك الحال لقطاع الشؤون العلمية، الذي ينتظر تعيين نائب مدير الجامعة للشؤون العلمية حاليا بالأصالة، بعد انتهاء فترة د. عصام العوضي، وتكليف نائب مدير الجامعة للتخطيط د. عادل الحسينان لقيادة قطاع الشؤون العلمية، إضافة إلى منصبه بقطاع التخطيط مؤقتا بالوكالة، لحين اختيار آخر للمنصب من إدارة الجامعة.
كما أن هناك الكثير من المناصب الأخرى في الجامعة، التي انتهت مدة تعيين أصحابها، ومضت عليهم أشهر طويلة ولم يتم البت، سواء بالتجديد لهم لمدة أخرى، أو اختيار أشخاص آخرين في تلك المناصب، ولا يعلم مدى صحة بقاء ذلك الوضع لأشهر طويلة في مناصب رفيعة بالجامعة.
مشاكل وسلبيات
أكاديميون ومختصون، يؤكدون أن حسم ملف المناصب والوظائف القيادية الشاغرة في مختلف المواقع بالجامعة، من كليات وقطاعات وإدارات، بات ضرورة ملحة في الوقت الحالي لخلق جو من الاستقرار الوظيفي في جامعة الكويت، لافتين إلى أن بقاء تلك المناصب شاغرة، يقودها «قائمون بأعمال» له سلبيات عديدة، ومن الواجب تعيين الكفاءات بالإصالة بها.
وأبدى رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت د. إبراهيم الحمود، استغرابه الشديد من إبقاء الكثير من المناصب القيادية في كليات وإدارات الجامعة بالوكالة والإنابة، ما سبب مشاكل وسلبيات عدة على الجامعة.
وشدد الحمود لـ القبس على ضرورة الابتعاد عن إبقاء المناصب والوظائف القيادية لأشهر طويلة أو سنوات، من دون مبررات حقيقية او منطقية في ذلك الأمر، مؤكدا على ضرورة الإسراع في تعيين الأكفاء في تلك المناصب وبالسرعة الممكنة من قبل الجهات المعنية والإدارة الجامعية.
وبين ضرورة توزيع الوظائف القيادية في كليات وإدارات الجامعة بالعدالة، بحيث يتم اختيار الأشخاص الأكفاء والمؤهلين ممن يمتلكون القدرة الكاملة والخبرة المطلوبة بها، حتى يحققون الأهداف المرجوة، ويقودون كلياتهم أو إداراتهم نحو النجاح والتطوير، ويعملون على تخطي أي مشاكل او سلبيات بالشكل المطلوب، ما يعود بالنفع على الجامعة بالفترة القادمة.
أمر محيّر
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت راشد الابراهيم، إن عدم تسكين الشواغر في المناصب القيادية في بعض قطاعات وكليات الجامعة أمر محير، وان دل على شيء، فإنما يدل على العجز الإداري في الجسد التعليمي.
وأضاف الابراهيم لـ القبس: نتساءل كيف يمكن لمؤسسة تعليمية بحجم جامعة الكويت، أن تسير دون إستراتيجية محددة، أو ملامح وتطلعات واضحة، حيث إن عدم الاستقرار في المناصب القيادية، يعرقل أي محاولة للتطور والارتقاء في جامعة الكويت على المستويين الإداري والأكاديمي معا.
ودعا إلى ضرورة الإسراع في تسكين المناصب والوظائف القيادية الشاغرة في قطاعات وكليات الجامعة، من اجل تحقيق الايجابيات وتلافي السلبيات بالفترة المقبلة، مؤكدا أن تعيين الكفاءات بتلك المناصب أمر مطلوب، بينما بقاء تلك المناصب شاغرة أمر مرفوض.