العمر: لم نوصِ بمنع خريجي «التاريخ» من التدريس

القبس

نفى عميد كلية التربية في جامعة الكويت د. بدر العمر، تقديم عدد من أساتذة الكلية توصية لوزارة التربية لمنع خريجي قسم التاريخ بكلية الآداب من التدريس، مؤكداً أن «هذا الادعاء الذي تم تداوله مؤخرا باطل، ونحن نحترم جميع التخصصات ولا نميز تخصصاً على آخر، ولا يمكن أن نعرقل أحدها».

وقال العمر في لقاء مع القبس، اننا على صلة وثيقة بوزارة التربية وهي ممثلة في مجلس الكلية، وأعلنت الوزارة مرارا انها أُشبعت من بعض التخصصات وأن الميدان يشهد تزايداً ملحوظاً فيها، ونحن نمتلك احصائيات تدل على ذلك، وقد يحدث المنع لأي تخصص يكتفي منه الميدان، أو تعاد اتاحته للجميع وفقاً لحاجة سوق العمل.
وفي ما يلي نص اللقاء:

• بداية، حدثنا عن أهمية المقابلات الشخصية للقبول بالكلية؟

ــــ خريجو الكلية يصبحون معلمين، ويفترض أن يتصف المعلم بمعايير معينة – كحد أدنى- ليكون مؤهلاً، كحسن المظهر والقدرة على الحديث والتعبير عن الذات، والخلو من أي عوائق قد تؤثر سلباً على أداء مهمته بنجاح. وما نقوم به هو المواجهة المباشرة مع المتقدم لمعرفة قدراته، والمقابلة ليست متعمقة كثيراُ في شخصية المتقدم، بل نتأكد مبدئياً من صلاحية الطالب لمهنة التعليم، ولا نترك التقييم لشخص واحد فقط بل لأشخاص عديدين مراعاة للدقة والحيادية.

• كيف تتأقلمون مع زيادة أعداد الطلبة المقبولين بالكلية؟

ــــ زيادة أعداد الطلبة يطول الجامعة ككل، وهو أمر طبيعي نتيجة نمو عدد مخرجات الثانوية العامة، وتعتبر كليتنا من أكبر الكليات حيث تضم نحو 7000 طالب وطالبة، ولها النصيب الأكبر من خريجي الثانوية دائما، ونحن قادرون على استيعابهم وفق ما لدينا من أعضاء هيئة التدريس، ولا نستطيع القول ان السعة المكانية كبيرة لكنها مناسبة، لا سيما أن طلبتنا لا يدرسون جميع مقرراتهم داخل الكلية، فهناك مقررات في الكليات المعاونة، التي تتولى الاعداد الأكاديمي للطالب، أي أن جزءاً كبيراً من وقت الطالب يقضيه بين الكليات، ما يؤدي إلى تقليل الضغط الناتج من الأعداد الكبيرة.

تخصصات نادرة
• هناك تخصصات علمية تشهد عزوفا واخرى تعاني من التكدس. ما تعليقك؟

ــــ توزيع الطلبة على الأقسام يبدأ من رغبة الطالب، ونحن نشعر بوجود تضخم في بعض التخصصات، وبدأت حاجة الميدان التربوي إلى هذه التخصصات تنعدم تقريباً، وهناك محاولات لتقليص أعداد الطلبة في التخصصات غير المطلوبة، كما شجعت ادارة الجامعة التخصصات المرغوبة تحت مسمى التخصصات النادرة، حيث يصرف لطلبتها مكافآت مالية، ونرجو أن يتفهم الطلبة والمجتمع وجهة نظر الكلية إذا وضعت قيوداً على بعض التخصصات، لأننا لا نريد أن يكون خريجو الكلية بلا عمل، خصوصا أننا نتعامل مع الميدان التربوي، ونحن نعرف حاجة الوزارة للخريجين بالتواصل معها.

• يعتقد البعض أن الاقبال على مهنة التدريس هدفه التمتع بالحوافز المالية على حساب تعليم الأجيال، كيف تعلقون على ذلك؟
ــــ قد تكون الحوافز المالية والاجازات سببا لالتحاق بعضهم بمهنة التدريس وهذا حق مشروع، لأننا نعيش في مجتمع يتحدث دائماً عن الامتيازات والرواتب، لكن مقابل ذلك يجب أن يكون هناك أداء جيد يتناسب مع تلك الميزات، فلا يعني التمتع بالراتب أن يكون المعلم خاملاً، فاستخدام الحوافز المالية لاستقطاب الكفاءات أمر متبع في جميع دول العالم، والدول المتقدمة تمنح المعلم أعلى راتب ويتوقع منه أن يعمل مخلصاً لرقي بلاده.

• ما احتياجاتكم بالكلية؟

ــــ احتياجاتنا كالكليات الأخرى، وهي التوسع في المساحة المكانية، وننتظر حل هذه المشكلة بعد الانتقال لجامعة الشدادية. وهناك أيضاً حاجة دائمة لأعضاء هيئة تدريس جدد نحاول تلبيتها بتوفير عدد مناسب من المبتعثين، فيما تُلح علينا ادارة الجامعة لتعيين أساتذة، لكننا لا نستطيع توظيف جميع حملة الدكتوراه، والجميع يعرف الاشكاليات التي تدور حول درجات الدكتوراه الممنوحة للبعض، لكن الأقسام تبذل جهداً في فحص الشهادات الخاصة بالمتقدمين، والتي يفترض أن تعكس مستواهم الفعلي، وقد خلق تزايد عدد الجامعات محلياً واقليمياً وعربياً منافسة شرسة لاستقطاب المستويات الأفضل من الأساتذة.

الاهتمام بالأبحاث
• إلى أي مدى تجد اهتمام الجامعة بالأبحاث؟

ــــ يدل وجود نائب لمدير الجامعة لشؤون الأبحاث على أن الأبحاث موضوعة كأحد الأهداف الأساسية للجامعة، ومن المهام الأساسية للنائب هو تشجيع الباحثين من الأساتذة، لذا توجد موازنات خاصة بالأبحاث، وتم تدارك الصعوبات التي مرت بها في الفترة السابقة، كما تموّل الجامعة أبحاث الأساتذة والتعامل مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وإذا كان هناك قصور فهو بسبب انشغال قليل من الأساتذة عن البحث العلمي، فقد يكتفون بالتدريس، بينما يوجد آخرون ذوو حماس كبير تجاه الأبحاث، ويعرفون أهميتها للأستاذ الجامعي.

استراتيجية تأهيل الطلبة

قال د. بدر العمر، ردا على سؤال عن تأهيل الطلبة للتعامل مع المناهج الجديدة في المدارس، ان المبدأ العام المعمول به في الكلية، انها تغطي المساحة الكبرى من الأنماط والنماذج التربوية المختلفة، فبعض المقررات تُعرّض الطالب لجميع أنواع المناهج المستخدمة، مثل منهج المادة ومنهج المشروع ومنهج الكفايات وغيرها، ومن ثم فإن الطالب يحيط احاطة كاملة لكن ليس بالدقة التفصيلية، فنحن لا نستطيع أن نفصّل طالبا معينا لمنهج معين، فالميدان قد يتغير ويتوجّه لمناهج أخرى، كما أن التوجه الخاص بمنهج الكفايات الذي تبنته «التربية»، نضعه في عين الاعتبار ونتوسع في تدريسه.

قد يعجبك ايضا