«التربية» أوقفت معلمة «عمرو بن العاص» لحين انتهاء التحقيق في وفاة «البلوشي»
والد الطفل: ننتظر النتيجة.. والمدرسة تقسم: «والله لم أضرب عيسى»
- العازمي: لجنة تحقيق ثلاثية محايدة في قضية وفاة الطفل البلوشي
- إدارة المدرسة: التلميذ أمضى يومه الدراسي الأحد دون أي شكوى
- مصدر أمني: الفحص الجنائي أثبت عدم تعرض الطفل لأي اعتداءات تسببت في وفاته
- إفادات ذوي الفقيد أكدت أنه لم يذهب إلى المدرسة يوم الواقعة
الانباء
أعلن وزير التربية ووزير التعليم العالي د ..حامد العازمي تشكيل لجنة تحقيق مكونة من 3 جهات مختلفة خارج وزارة التربية لضمان الحيادية بشأن حادثة وفاة الطالب عيسى البلوشي.
جاء ذلك في مداخلة للوزير العازمي في جلسة مجلس أمس ردا على ما أثاره أحد النواب بشأن وفاة الطالب عيسى البلوشي بعد تعرضه للضرب من إحدى المعلمات الوافدات.
وأوضح العازمي ان ««لجنة التحقيق التي تم تشكيلها أمس تضم ممثلين عن 3 جهات محايدة هي وزارة الصحة وإدارة الفتوى والتشريع وغيرها».
وأكد اتخاذ وزارة التربية جميع الإجراءات القانونية بشأن هذه الحادثة وأنه سيتم تطبيق القانون على من تثبت لجنة التحقيق تسببه في وفاة الطالب.
وشدد على أن سلامة الطلبة من أهم أولويات وزارة التربية معربا عن خالص العزاء والمواساة لعائلة الفقيد.
وحول ما أثاره أحد النواب بضرورة منع سفر المعلمة الوافدة التي ضربت الطالب البلوشي حتى تنتهي اللجنة من التحقيق، أكد الوزير «اتخذنا جميع الإجراءات اللازمة لعدم حدوث أي إخلال في تطبيق القانون».
وعقب انتهاء الجلسة أعلن الوزير إيقاف المعلمة عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق.
وكانت مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية التي تقع في منطقة الروضة قبلة يوم أمس لزيارات قيادات الوزارة، وعلى رأسهم الوزير د.حامد العازمي ووكيل الوزارة د.هيثم الأثري ووكيلة التعليم العام فاطمة الكندري لمعرفة أي ملابسات تتعلق بوفاة التلميذ.
ومع شعوره بالحزن على رحيل الطالب، تقدم الوزير العازمي بالتعازي إلى أسرة الفقيد، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته.
وأضاف العازمي في تصريحات للصحافيين إنه زار المدرسة واستمع إلى المديرة والمديرة المساعدة واطلع على التفاصيل التي تتعلق بالحادث، مضيفا أنه «طلب من وكيل الوزارة والوكيل المساعد للتعليم العام إجراء تحقيق شامل في الموضوع واتخاذ الإجراءات القانونية كاملة».
وقال الوزير «نسعى إلى الوصول لحقيقة ما جرى وجميع تفاصيل ما حدث يوم الأحد الماضي وإعداد تقرير كامل في هذا الشأن، مؤكدا أن الوزارة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية»، لافتا إلى أن «مديرة المدرسة أبلغته بالتفاصيل، لكن يجب أن يتخذ القطاع القانوني بالوزارة الإجراءات كاملة في هذا الوضع حتى نضمن سلامة الطلبة ونطمئن أولياء الأمور بأن سلامة الطلبة هي الأهم لنا».
وعن الواقعة، أكدت مديرة المدرسة زهاء السهو والمديرات المساعدات والباحثات الاجتماعيات أثناء حديثهن مع قيادات التربية عدم وجود أي اعتداء بدني من قبل معلمة الرياضيات «ن.م» تجاه التلميذ البلوشي.
وأوضحن أن التلميذ أكمل يومه الدراسي دون أي شكوى ولم تظهر عليه أي علامات للإرهاق أو التعب.
وبينت أنه كان ضمن الحالات الصحية الخاصة بالمدرسة، ويتم التعامل معه بعناية شديدة، ولم يحضر إلى المدرسة في اليوم التالي للواقعة (الاثنين) وهو يوم الوفاة، بل حضرت الأم وقدمت شكوى إلى الإدارة المدرسية ضد المعلمة.
فحص الطب الشرعي
على صعيد التحقيقات الأمنية قال مصدر أمني رفيع المستوى لـ «الأنباء» إن الأدلة الجنائية أثبتت أن وفاة الطفل عيسى البلوشي جاءت طبيعية، وأن فحص الطب الشرعي لم يرصد وجود أي آثار تشير لتعرض الطفل إلى أي اعتداءات تسببت في وفاته.
وكشف المصدر الأمني لـ «الأنباء» أن تقرير الطب الشرعي أكد عدم وجود أي شبهة جنائية للوفاة، مضيفا أن الإفادات التي شملها التحقيق في الواقعة انتهت إلى أن الطفل كان يعاني من مشكلات صحية في القلب، وأنه في يوم الوفاة لم يذهب إلى المدرسة، وفوجئت أسرته بإصابته بإعياء شديد وعليه تم اصطحابه بواسطة دورية إلى مستوصف المنطقة، ولدى الكشف عليه رأى الأطباء أن حالته تستدعي الإسراع بنقله إلى المستشفى وقد تم ذلك بالفعل إلا أنه توفي بعد وصوله إلى المستشفى.
وأشار المصدر إلى أنه وكإجراء احترازي تم استدعاء المعلمة التي أشيع أنها وراء وفاة الطفل من قبل مباحث العاصمة، وقد نفت المعلمة بصورة قطعية تعرضها للطفل من قريب أو من بعيد.
وذكر أن ادعاءات الأب المتداولة على المواقع بأن المعلمة اعتدت على الطفل لم تسجل في إفادته الرسمية لرجال الأمن، وأنه ربما تداولها مع بعض مسؤولي وزارة التربية.
خطة تأهيلية
هذا، وبينما تقدم النائب محمد الدلال بالتعازي لأسرة الفقيد داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته، طالب الدلال وزير التربية ووكيل الوزارة بوضع خطة لتأهيل الطلبة نفسيا واجتماعيا خلال الأيام والساعات المقبلة خاصة ان الحدث كبير واثر على نفسيتهم وعلى عقليتهم وعلى عدم حضورهم اليوم ونكرر عزاءنا لعائلة الفقيد ونسأل الله ان يحفظ ابناءنا من كل سوء».
المعلمة المتهمة: «والله ما ضربت عيسى»
قالت المعلمة المتهمة بضرب الطالب عيسى «والله لم أضرب الطالب عيسى ولم أتطاول على والدته، ولم اكن أعلم بحالته الصحية الحرجة، ومع ذلك لم أؤذه، وفوجئت بمعلومة أنه أجرى 3 عمليات قلب مفتوح، وعندما علمت بحالته الصحية الخاصة جدا طلبت من الوكيلة الاعتذار لوالدته قبل حادث الوفاة رغم أنني لم أضره في شيء، ولكن مراعاة لحالته الإنسانية، ثم فوجئت بوفاته قبل أن أقدم على هذه الخطوة».
وتابعت المعلمة: موضوعي باختصار أنني دخلت حصتي الرابعة، وكان الصف غير مرتب ومزعج جدا ومر ربع ساعة من الحصة دون جدوى، مضيفة أن الطالب عيسى ما كان يسكت وأنها نبهته ثلاث مرات، لكنه استمر على نفس الحال و«حذف علي الكتاب والقلم، وعندما قلت له اطلع عند السبورة، لم يوافق وخرج من الحصة وذهب للوكيلة يبكي عندها، وعندما ذهبت مع الوكيلة عند الأخصائية وجدت الطفل يأكل ويلعب ومفيش فيه حاجة، وقد تطاول علي بالألفاظ أمام الوكيلة والأخصائية، ثم أكمل يومه الدراسي بشكل عادي جدا وكان في أحسن حال خلال الحصتين الخامسة والسادسة».
وأضافت: في اليوم الثاني تطاولت علي والدة الطالب بالصوت العالي في مقر عملي بألفاظ نابية، وهددتني بالمنطقة التعليمية والمخفر، ثم قالت المعلمة «والله ما ضربته».
وقالت ان المباحث استدعتها للتحقيق أمس ثم أخلوا سبيلها، خاصة أن الوفاة طبيعية، ولا يوجد شيء ضدها، مبينة في الوقت ذاته أن الوزارة أوقفتها عن العمل لحين البت في الواقعة وان أولياء الأمور منعوا أولادهم أمس من الذهاب للمدرسة خوفا عليهم».
ثامر البلوشي والد الطالب: أنتظر نتيجة التحقيق ولا توجد أي خلافات سابقة مع المعلمة
قال والد الطالب المتوفى عيسى البلوشي: نرفض مثل هذا التعامل مع الطلبة من قبل الإدارة المدرسية، مشيرا إلى أن ضرب ابنه من قبل المعلمة كان يوم الأحد والوفاة كانت اول من امس. وأضاف البلوشي: اننا بانتظار نتيجة التحقيق، سواء من قبل رجال المباحث أو من وزارة التربية، ومن ثم المطالبة بحق ابنه، مشددا على ضرورة أن يكون هناك اهتمام من المدرسة بالطلبة خاصة أنهم أمانة لدى الإدارة المدرسية ومن المفترض المحافظة عليها. وأوضح أنه لم تكن هناك أي خلافات سابقة مع المعلمة.