حقوق الإنسان: العقاب الجسدي للأطفال يعد جريمة بحق سلامة أجسادهم وهويتهم
طالبت بضرورة تشديد إجراءات تعيين المعلمين وإخضاعهم لدورة تأهيلية قبل التدريس
- نقابة «التربية»: دعم كامل لقرارات الوزير
الانباء
قدم وزير التربية ووزير التعليم العالي د ..حامد العازمي ووكيل التربية د ..هيثم الأثري واجب العزاء لأسرة الطالب المتوفى عيسى البلوشي.
وقد أصدرت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان بيانا نعت فيه أسرة الفقيد ومحبيه في مدرسته أو ناديه «كاظمة» الذي كان يلعب فيه كرة الطاولة.
وأعربت عن إدانتها حادثة التعنيف التي تعرض لها الطفل في المدرسة من قبل معلمة اعتدت على جسده بشكل مباشر تحت ذرائع مختلفة، وهذا بحد ذاته يستوجب العقاب.
ورأت الجمعية في بيانها أن أي اعتداء يتعرض له أي طالب، يعمل بصورة مباشرة إلى تهيئة سلوك الطفل نحو ممارسة العنف على الآخرين من باب التقليد وليس بالضرورة الرغبة في إيقاع الأذى بالآخرين، كما ترى أن العقاب الجسدي للأطفال يعد جريمة بحق سلامة أجسادهم وهويتهم التي تتأثر بأي شكل من أشكال اللمس الجسدي، سواء بشد الأذن أو استخدام العصي أو ضربهم بالدفاتر على وجوههم أو أكتافهم.
وقالت الجمعية إن من يلجأ لاستخدام العنف الجسدي أو اللفظي بحق الطلاب هو مدرس غير مؤهل وغير قادر على صناعة جيل المستقبل لذا من واجب الوزارة معاقبة المعلمين الذين يلجأون إلى معاقبة الطلاب عبر إيذائهم نفسيا أو جسديا، ويجب على الوزارة فتح تحقيق عام حول وقائع الاعتداءات الجسدية على الطلاب، ولعل أهمها الاعتداء الذي تعرض له الفقيد عيسى البلوشي قبل يوم واحد من وفاته.
كما تطالب الجمعية من وزارة التربية بتشديد إجراءات تعيين المعلمين واخضاعهم لدورة تأهيلية قبل التدريس يتم التطرق خلالها لأساليب التعامل مع الطلاب والتحاور معهم أثناء ارتكابهم الأخطاء واللجوء لطريقة التعزيز الإيجابي بدلا من معاقبتهم والاعتداء على أجسادهم.
إن الجمع بين العقاب الجسدي والدراسة يخلق بصورة مباشرة علاقة عدائية وغير جيدة بين الطالب ومدرسته، ما قد يؤدي إلى رفض كل أنواع الدراسة ما سينعكس سلبا على التحصيل العلمي وبالتالي في مخرجات التعليم على المدى البعيد.
وفي الإطار ذاته، أعرب رئيس نقابة العاملين بوزارة التربية صالح العازمي عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الطفل الفقيد عيسى البلوشي الذي وافاه الأجل امس الاول.
وأكد رئيس النقابة دعمه الكامل لقرارات وزير التربية والتعليم العالي د.حامد العازمي بإيقاف المعلمة الوافدة في مدرسة عمرو بن العاص عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق في حادث وفاة الطالب عيسى البلوشي.
كما أيد قرار الوزير بتشكيل لجنة تحقيق مكونة من 3 جهات من خارج وزارة التربية لضمان الحيادية في شأن حادث وفاة الطالب البلوشي تضم وزارة الصحة والفتوى والتشريع الى جانب وزارة التربية واتخاذ الإجراءات القانونية الكاملة تجاه الحادث.
واشاد العازمي بسرعة تحرك الوزير وقيادات الوزارة وانتقالهم فور وصول الخبر إلى مقر المدرسة واتخاذ الإجراءات الرادعة بشأن تلك الفاجعة التي اصابت المجتمع الكويتي ككل والتي لا يمكن قبولها في العملية التعليمية بالكويت.
واختتم رئيس نقابة التربية تصريحاته بالتأكيد على أهمية تصحيح مسار العملية التربوية وإعداد الدورات التربوية والنفسية للمعلمين لتأهيلهم التأهيل العلمي والنفسي الكامل للتعامل مع الـطـلبـة وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهتها، أعربت رئيسة الجمعية الوطنية لحماية الطفل د.سهام الفريح عن حزنها وأسفهـا لوفاة الـطالب الكويتي عيسى البلوشي مؤخرا إثر معاملته بصورة تتنافى مع الدور التعليمي للمدرسة مما ضاعف من تدهور وضعه الصحي وربما أدى إلى وفاته.
وإذ أعربت الفريح باسم الجمعية عن القلق الذي يخالجنا أمام مثل هذه الحادثة نظرا لأهمية احترام حقوق الأطفال وعدم تعريضهم لأي معاملة أو إيذاء نفسي أو بدني، فإننا لنؤكد أهمية الدور التربوي للمعلمين بما في ذلك حقهم بتأديب الطلاب مادام يتم ذلك في حدود مقبولة وبشرط ألا يتضمن إيذاء نفسيا أو حسيا تماشيا مع مسؤوليات المؤسسات التعليمية، وعليه نطالب بأن يتم التحقيق في الحادثة للوقوف على حقائقها ومعالجة آثارها بكل شفافية وموضوعية.