طلاب المدارس غرسوا النباتات في «الليّاح»
القبس
دعت مديرة معهد الكويت للأبحاث العلمية، د. سميرة السيد عمر إلى تعاون المؤسسة التشريعية والمختصين في مجال البيئة، لوضع تشريعات تسهم في الحفاظ على الحياة الفطرية في البلاد، والاستفادة القصوى من مستحدثات البحث العلمي والتطوير التقني والتكنولوجيا لتعافي بيئتنا الفطرية.
ولفتت السيد عمر، خلال جولة في محمية اللياح أمس، بمشاركة الهيئة العامة للبيئة ومحافظة الجهراء وعدد من طلاب وطالبات المدارس الحكومية والخاصة، إلى أن الحفاظ على عناصر المنظومة البيئية في الكويت، مسؤولية مشتركة بمساهمة الجميع، بداية من متخذ القرار إلى المواطن، مرورا بالمؤسسات التنفيذية والتشريعية والأكاديمية والتعليمية والبحثية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وأشارت إلى وقوف العالم على عتبة تغيّر مناخي شديد، استشعرنا ملامحه في العديد من مناحي حياتنا، وعلينا القيام بالكثير لنتفادى آثاره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية السلبية، مشددة على أهمية عودة العلاقات الطيبة مع البيئة، كما كانت في عصر الآباء والأجداد، وإدراج حمايتها وصيانتها كأحد المكونات الأساسية للثقافة الوطنية، واعتبارها جزءاً من الثروة القومية.
وأوضحت أن منطقة اللياح، بعد أن كانت تجول فيها قطعان الغزلان والذئاب والأرانب في بداية أربعينات القرن الماضي، تعرضت خلال العقود الأربعة الماضية لضغوط بيئية شديدة، بسبب الاستغلال المفرط لمواردها الطبيعية من الرمال والصلبوخ، وغياب التشريعات المنظمة للصيد والرعي الجائر والأنشطة العسكرية، مما تسبب في القضاء الكامل على الحياة الفطرية، وفقدان التنوع الحيوي، وتدني إمكانات التربة، وتشوه سطح الأرض.
ودعت إلى تضافر الجهود للحفاظ على البقية الباقية للأجيال القادمة عبر مسيرة إعادة تأهيل محمية اللياح، التي تقارب مساحتها 179 كلم2 بمبادرة من لجنة متابعة القرارات الأمنية التابعة لمجلس الوزراء، وبمشاركة العديد من الجهات في الدولة.
مساحة المحميات
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة، الشيخ عبدالله الأحمد، إن مساحة المحميات الطبيعية في الكويت تغطي %15 من مساحة البلاد، لافتا إلى توجه لزيادة النسبة.
وبيّن الأحمد أن هذا الإنجاز تحقق بفضل جهود مختلف الجهات، في مقدمها لجنة متابعة القرارات الأمنية بمجلس الوزراء ومعهد الأبحاث وهيئة الزراعة.
ولفت الى أن الهدف من إعادة تأهيل النظام البيئي الصحراوي لمركز الحياة الفطرية باللياح، الارتقاء بالوعي البيئي المستدام بين المواطنين والمقيمين، وتوعية الطلبة بأهمية البيئة الصحراوية، وغرس المبادئ البيئية في أذهان الأجيال القادمة ومتخذي القرار.
وبيّن أن زيادة الغطاء النباتي في البلاد واجب على الجميع، مشيداً بزراعة آلاف الشتل من العرفج والأرطة وغيرهما من النباتات في منطقة اللياح، التي تحولت من أكثر المناطق تضررا في العالم، وفقا لتصنيف الأمم المتحدة، إلى منطقة مزدهرة.
وأكد أن هذا الإنجاز يدفع إلى بذل المزيد من الجهود للمحافظة على المكونات الطبيعية للنظام البيئي في بلدنا، والحفاظ على الثروة الطبيعية وتنميتها، لاسيما أن هذا العمل يتوافق مع مقررات اتفاقيات «ريو» الثلاث، الخاصة بمكافحة التصحر والتنوع البيولوجي وتغير المناخ، التي وقعت عليها الكويت.