هجرة طلبة «الخاص» إلى «الحكومي» تزيد المتعثرين!
القبس
مشكلة جديدة بدأت ملامحها تطفو على سطح العملية التعليمية، لأسباب متعددة والضحية أبناؤنا الطلبة والطالبات، وهي زيادة الهجرة من المدارس الخاصة الى الحكومية، حيث أكدت مصادر تربوية مطلعة لـ القبس أن السنوات الثلاث الماضية شهدت ارتفاعاً في أعداد المتعلمين المنقولين من «الخاص» الى التعليم العام لا سيما في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
ودقّت المصادر ناقوس خطر هذه المشكلة التي أدت إلى زيادة أعداد الطلاب المتعثرين دراسياً، حيث إن أغلب الطلبة المنقولين كانوا يدرسون في مدارس أجنبية والتي يختلف النظام التعليمي فيها كلياً عن المدارس الحكومية التي تُدّرس معظم المواد فيها بالعربية على عكس المدارس ذات الأنظمة الأخرى سواء الأميركية أو الانكليزية والباكستانية والهندية وغيرها.
المصادر تحدثت عن صدمة تصيب الطلبة الكويتيين الذين انتقلوا الى المدارس الحكومية وكذلك أولياء الأمور بعد أول اختبار، حيث يجد الأول نفسه عاجزاً عن التعلم بسبب اختلاف النظام التعليمي وعدم قدرته على الدراسة باللغة العربية، أما ولي الأمر فيقف حائراً بعدما يرى نتيجة أبنائه المتفوقين سابقاً حاصلين على درجات متدنية وربما راسباً.
وأشارت إلى أن الكثير من الإدارات المدرسية لاحظت ضعفا شديدا لكثير من الطلبة المنتقلين إليها من مدارس أجنبية وغير راغبين في الدراسة بالنظام الحكومي، موضحة أن الإدارات تعمل على منح هؤلاء الطلبة دروس تقوية أو حصصاً زائدة في المدرسة لتساعدهم على التأقلم مع الوضع الجديد وتعلم الدراسة بالعربية وهو الأمر الذي ينجح قليلاً ويفشل كثيراً.
وذكرت أن بعض أولياء الأمور راجعوا الإدارات المدرسية ومراقبي امتحانات شؤون الطلبة وأعربوا عن استيائهم لدرجات أبنائهم المتدنية التي لا تمثل مستواهم التعليمي الحقيقي – على حد تعبيرهم – مطالبين بتشكيل لجان خاصة لأبنائهم في الاختبارات لأنهم لا يعرفون الكتابة باللغة العربية، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض بكل تأكيد.
وشددت المصادر على ضرورة إجراء مسح شامل لجميع الطلبة المنقولين الى التعليم الحكومي والتعرف على درجاتهم ومقارنتها بمستواهم الماضي والعمل على إيجاد حلول سريعة لمعالجة هذه المشكلة التي قد تتسبب في ضياع مستقبل هؤلاء الطلاب.
موضة رائجة
وأوضحت أن التعثر الدراسي يقصد به الرسوب في مادة أو أكثر من المواد الدراسية، ويعود السبب في ذلك إلى كثير من العوامل الذاتية والبيئية التي يتفاعل بعضها مع بعض، لتنتج هذه المشكلة، وقد أشارت كثير من الدراسات إلى أن التعثّر الدراسي من المشكلات الرئيسية، ومن أكثرها انتشاراً بين الطلبة، وأنها تؤثر في النظام التعليمي والطلبة والمجتمع، وتسبب انخفاض الطموح للطلبة، وبالتالي تقل قدرتهم على التعلم.
واعتبرت المصادر ان التعليم في المدارس الخاصة أصبح موضة رائجة في أغلب الدول العربية، بسبب تدهور المدارس الحكومية، لكن الوضع المالي للأسر وارتفاع تكاليف المعيشة قلبت الموازين وأصبحنا نشهد هجرة عكسية وانتقال أعداد غير مسبوقة من التعليم الخاص إلى نظيره الحكومي.
وأكدت أنه في مطلع كل عام دراسي جديد، تتكرر شكاوى الأهالي من ارتفاع الرسوم الدراسية بجميع المدارس الخاصة، فيما تزداد حدة الشكاوى من قبل الذين قطع أبناؤهم شوطًا كبيرًا من دراستهم في هذه المدارس، ولم يعد بوسعهم التكيف مع أجواء مدارس أخرى.
ضغط المدارس
وبيّنت أن استمرار هذه المشكلة سنوياً سيشكَّل ضغوطاً على المدارس الحكومية سواء من ناحية زيادة أعداد الطلبة في الصف، أو أعداد المتعثرين دراسياً.
جدير بالذكر أن وزارة التربية فتحت الشهر الماضي باب نقل الطلبة والطالبات من التعليم الخاص الى العام والعكس استثناياً.
وشمل القرار رياض الأطفال وطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة المقيدين بالصفوف من الأول الى التاسع وبالشروط والضوابط المتبعة نفسها.
كما سمحت بالنقل لطلاب المرحلة الثانوية المقيدين بالصفوف من العاشر الى الثاني عشر من مدارس التعليم الخاص (الأهلية) العربية الى مدارس التعليم العام فقط، مع مراعاة أن تتطابق مواد الاختيار الحر، ومنعت نقل طلاب المرحلة الثانوية المقيدين بالصفوف من العاشر الى الثاني عشر من مدارس التعليم العام الى مدارس التعليم الخاص (الأهلية) العربية.