«الملخصات» تنهي عصر الكتاب الجامعي

القبس
ملخصات ومذكرات ذات معلومات هزيلة، يصطف الطلبة لشرائها من مراكز التصوير بالكليات، ويزدحمون لطباعتها أو تبادلها بينهم، بينما ينفق آخرون عشرات الدنانير لمكتبات خارجية لتلخيص كتبهم واعطائهم «الزبدة» التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
ويتساءل الطلبة قبل التسجيل في المقررات، عما إذا كان الأستاذ يطلب كتاباً أو مذكرة، حيث يبث وجود الكتاب خوفاً في نفوس كثير من الطلبة الذين ينفرون من القراءة ويستعسر عليهم فهمها واستخلاص معلوماتها الضرورية، وهي النتيجة الطبيعية للاعتياد على المذكرات والملخصات التي لا تمهد سوى طريق اجتياز الاختبار.
وتختلف المذكرات في محتواها، فبعضها يقتصر على «رؤوس أقلام» للموضوعات المقررة، والأخرى تعتمد على أسلوب السؤال والاجابة، بحيث يقوم الطالب بحفظها ليكتبها نصاً في الاختبار، وقد يحالفه الحظ ويحصل على العلامة الكاملة، فيما لا يكون وفيَاً لتلك المذكرات وسرعان ما تصبح المعلومات في طي النسيان بمجرد الانتهاء من المقرر.

طلبة الحقوق
وتبيّن لبعض الطلبة عدم جدوى الاعتماد الكلي على الملخصات والمذكرات، لا سيما بعض طلبة كلية الحقوق الذين تركوا الدراسة من الكتب، واعتمدوا على مذكرات وملخصات تباع في مراكز التصوير، ما أدى إلى تعثرهم في الاختبارات التي كانت تقيس الفهم والالمام الدقيق بالمنهج.
ويرى مختصون أن اعداد التلخيص – بحد ذاته – يعتبر مهارة جيدة يجب أن يكتسبها الطالب، بحيث يستطيع قراءة الكتب لاستنباط معلوماتها المهمة، وصياغتها بصورة سليمة، ما يساعد في التعمق لفهم المعلومات وسهولة تذكرها، أما الاعتماد على الملخصات الجاهزة فيُفقد الطالب تلك المهارة ويخرجه بقدر متواضع من الاستفادة، فيما قد يستخدم الطالب ملخصات للمراجعة بعد الدراسة من الكتب.
كما رأى آخرون أن مشكلة بطء توريد الكتب التي تعاني منها كليات الجامعة، دفعت الأساتذة للاعتماد على طرح المذكرات، فيما يفترض أن يتم تقويم المناهج الدراسية ومراجعة محتويات الكتب من قبل الجهات المختصة بالجامعة، بينما تعتبر المذكرات الطريقة الأسهل لآفة الحفظ والتلقين التي اعتاد عليها الطلبة ويغذيها بعض الأساتذة.

مذكرات وافية
وسط فوضى المذكرات المهلهلة والملخصات الهزيلة، يستخدم بعض الأساتذة المذكرات لأهداف محددة، فيعملون على تصوير الأجزاء المقررة من الكتب وجمعها في مذكرة مختصرة، رغبة في التخفيف من عبء حمل الكتب الثقيلة، فيما يجتهد آخرون لانجاز مذكرات وافية غنية بمصادر متعددة، وتزخر بالمعلومات القيّمة في صفحات موجزة.

تجارة رابحة
أدت الصعوبات التي يواجهها الطلبة في التعامل مع الكتب إلى بروز تجارة تلخيص الكتب، والتي يتولاها غير المختصين من العاملين في المكتبات، وأعلنت بعض المكتبات توافر ملخصات لأحد المقررات لا يتجاوز 7 صفحات، ويبلغ سعره 7 دنانير، كما ادعت أنه شامل للمعلومات الضرورية للاختبار الفصلي، فيما يتردد على لسان الطلبة اللاجئين لهذه المكتبات عبارة «مخي قفّل لما شفت الكتاب».

قد يعجبك ايضا