د. نورية العوضي افتتحت مؤتمر ضمان جودة التعليم
القبس
أعلنت مديرة الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي د. نورية العوضي أن الشراكات وتوطيد التعاون بين أعضاء الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي أمر أساسي، مشيرة إلى ضرورة تجانس مقومات جودة التعليم العالي في المنطقة العربية.
وبينت العوضي خلال المؤتمر الاقليمي الثالث للشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي، تحت عنوان «التعليم النوعي في القرن 21: فاعلية مؤسسات التعليم العالي واستثمار المخرجات» الذي أقيم في فندق الريجنسي أمس، أن عالم الجودة في مجال التعليم ما بعد الثانوي بات يخضع لمعايير عالمية، وأن الشهادات الهشة ستعصف بالتنمية، والوهمية تعد الخطر الأعظم الذي سيهدم أركان التنمية.
وأضافت أن أهمية المؤتمر تأتي من معرفتنا بأن ضمان الجودة يعني التطبيق الجاد لمعاييرها وتأصيل الممارسات الحسنة في نسيج مؤسسات التعليم العالي، كما أن تناول الاستراتيجيات والممارسات الفعالة في مكافحة تفشي الشهادات الهشة والوهمية دليل ساطع على إيمان الشبكة العربية والجهاز الوطني بمنطق التحرك المسؤول.
وقالت: انه حان الوقت للمحاورة الصريحة في مؤتمر علمي حول ما يجب أن نقوم به، بالفعل لا بالتمني، إزاء أحد أخطر بعد من أبعاد الفساد أو التدهور الأكاديمي.
تحد كبير
من جانبه، قال رئيس الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي بدر الدين أبو العلا ان عدد السكان في العالم العربي متزايد ونسبة كبيرة منهم تقل أعمارهم عن 20 عاما، الأمر الذي يمثل تحديا كبيرا أمام الحكومات لتوفير فرص التعليم العالي، بانشاء جامعات جديدة، لا سيما التي تتبع القطاع الخاص، وتهدف إلى الربح، مبيناً أنها قاربت 950 جامعة حاليا.
وأضاف أبو العلا أن الحكومات تطبق نظم تعليم غير تقليدية كالتعليم الالكتروني والجامعات المفتوحة، ولهذه التوجهات انعكاسات مباشرة على الجودة والمخرجات، ولها قدرة على مواكبة التحديات المعاصرة من زيادة الاعتماد على التقنيات والابتكار والتوجه نحو اقتصاد المعرفة.
وبيّن أنه «رغم ما حققته الشبكة من انجازات بإمكاناتها المحدودة نسبياً، فإن أمامنا العديد من التحديات التي تتطلب تضافر الجهود بالعمل المشترك»، مشيراً إلى ضرورة أن تولي الدول العربية الاهتمام بوجود نظم وهيئات تضمن جودة المؤسسات التعليمية وبرامجها ومخرجاتها، الأمر الذي حققته 14 دولة عربية من أصل 24.
التعليم مقياس
من جانبه، قال نائب مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د. سالم الحجرف ان جودة التعليم أصبحت المقياس الذي سيفصل بين المجتمعات التي ستضع لها بصمة في الثورة المعلوماتية، في هذا العصر الذي سيمتلئ بالتحديات الحضارية والتنموية والاجتماعية غير المسبوقة.
وأضاف الحجرف ان من الحتمي أن تغلب على المجتمعات التي تعتمد الأسلوب التقليدي في التعليم ثقافة الاهتمام بالكم على الكيف والمظهر على الجوهر، وكثرة حملة الشهادات العليا على حساب حملة العلوم، ولن يكون لها دور في رسم مستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة.
على هامش الجلسات
قدم الخبير في مجال التعليم المقارن ورسم السياسات التعليمية في الجامعة الأميركية في بيروت عضو الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية د. منير بشّور محاضرة في الجلسة الاولى التي حملة عنوان «التعليم النوعي تحت ظروف قسرية: بعض نوافذ الفرص»، وتحدث فيها عن معنى التعليم النوعي ومتطلباته المسبقة وآثاره المحتملة على المستقبل في العالم العربي، بما في ذلك ارتفاع أعداد الطلاب والازدواجية بين القطاعين العام والخاص، ومتطلبات السوق وتذبذب الأوضاع الاجتماعية والسياسية.
أما الجلسة الثانية، فكانت بعنوان «تحديات ضمان الجودة في المنطقة العربية» لنائب رئيس الشبكة العربية لضمان الجودة حاضرت بها د. نادية بدراوي وتناولت فيها التحديات التي تواجهها الدول العربية لتنفيذ الممارسات الجيدة في مجال ضمان الجودة في التعليم العالي، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات للتغلب على التحديات الحالية.
وفي الجلسة الثالثة، تطرقت مديرة ادارة التعليم العالي لمراجعة جودة التعليم والتدريب البحرينية د. وفاء المنصوري عن تقييم أداء مؤسسات التعليم العالي وبرامجها الأكاديمية مقابل مؤشرات منشورة محددة مسبقاً، وتحديد الممارسات الجيدة ونشرها.
وذكرت أن من شأن هذا أن يعزز جودة قطاع التعليم العالي في مملكة البحرين، وأن يكون بمنزلة دور دعائي للتعليم العالي في المملكة على الصعد: الوطني والإقليمي والدولي.
أما الجلسة الرابعة، فتحدث بها استاذ اللغويات الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية في جامعة الكويت د. صلاح الناجم، وكانت بعنوان «التعليم المرتكز على الطالب باستخدام التعاون الإلكتروني وأنظمة الفصول الافتراضية»، شرح فيها أهمية استخدام أنظمة التعليم الإلكتروني، وأنظمة الفصول الافتراضية، لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية تتمحور حول الطلاب تتيح لهم التواصل مع مدربيهم عن طريق الانترنت والحصول على محتويات الدورة عن طريق وسائط تخزين الكترونية.
فايزة الخرافي
افتتحت مديرة جامعة الكويت سابقاً د. فايزة الخرافي الجلسة الاولى للمؤتمر ورحبت بالمشاركين، مؤكدة أهميته في الارتقاء بجودة التعليم عبر استضافة المختصين من دول عربية عدة لمناقشة القضايا التعليمية وأداء مؤسسات التعليم العالي.
تطبيق الجودة
قالت د. نورية العوضي ان المؤتمر يشكل محطة لنشر ثقافة الجودة الشاملة التي بدورها توجب مبدأ تطبيق معايير الجودة بشفافية وحزم على جميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية منها والخاصة، كما تكسب جميع المخرجات الكفايات العالية والقابلية للتوظيف، سواء أكانت المخرجات من داخل البلاد أو خارجها، مما يوطد التجانس في جودة التعليم العالي بين الدول العربية.
الحاجة إلى التعليم
لفت د. سالم الحجرف إلى أن الهوة بين مخرجات التعليم التقليدي وحاجة الأسواق إلى المهارات البشرية الكفؤة تزداد اتساعاً في عالم سريع التغير، إن لم يحدث تغيير في مفهوم الحاجة للتعليم، مستدركاً «هل ما زال التعليم للحصول على الحد الأدنى لضمان الوظيفة والراتب الشهري، أم تصبح الحاجة للتعليم كأهمية الحاجة إلى الحياة؟».