المؤتمر الإقليمي للشبكة العربية: الشهادات الوهمية خطر

القبس

اختتم المؤتمر الإقليمي للشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي أعمال دورته الثالثة أول من أمس، بجلسة نقاشية سلطت الضوء على تفشي الشهادات الهشة والوهمية، وتهديدها كيان الدولة وتأثيرها على المجتمع.
وبينت مديرة الجهاز الوطني للاعتماد الاكاديمي وضمان جودة التعليم د.نورية العوضي، أن من أسباب تفشي ظاهرة الشهادات الوهمية في الخليج، التمييز في التعامل بين الطالب الوافد والطالب المحلي في بعض الجامعات، بلا مبالاة لمستوى تحصيله العلمي، مشيرة الى ان الطالب الوافد سيعود الى بلده من دون الاهتمام في تحصيله العلمي مما سيرتب علينا مسؤولية كبيرة في ظل معاناة شديدة.
واشارت الى ان بعض الطلبة يجلسون في الكويت وهم مسجلون في جامعات منها في بلدان عربية، ولا يحضرون المحاضرات ولا يتواجدون بشكل مستمر للدراسة بها هناك، مبينة انه من الصعب احيانا وضع قوائم معتمدة في بعض البلدان مثل مصر وعدم وضع اسماء بعض الجامعات بها.

الاقتصاد والتعليم
وذكرت العوضي انه متى ما دخل الاقتصاد في التعليم وجبت علينا مراقبة العملية التعليمية، مضيفة: كنا في السابق نثق بالجامعات الحكومية ثقة مطلقة، ونخشى في الوقت ذاته من الجامعات الخاصة، ولكن الآن اصبحنا نجد العكس احيانا، هناك جامعات خاصة متميزة في جودتها.
ودعت الى اثارة موضوع جودة التعليم وكذلك الشهادات الوهمية وتأثيرها في المجتمع بشكل دوري في الاعلام والمؤتمرات وشبكات التواصل الاجتماعي، حتى يخاف المزورون ويبقى الموضوع حيا عبر الزمن ولا يحدث تراخ في معالجته من قبل الجهات الحكومية والمسؤولين بالدولة.

انتشار التكنولوجيا
من جهته، أفاد رئيس لجنة الجوائز في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي رئيس لجنة الشهادات المزورة في الكويت د.مصطفى معرفي، بأن انتشار التكنولوجيا مع أهميتها ساهم في سرعة انتشار آفة «الشهادات الوهمية»، مما شكل البيئة الحاضنة لهذه الظاهرة.
ودعا الى مراقبة صارمة للجامعات الخاصة في العالم العربي لكي لا تتحول الى مؤسسات ربحية فقط على حساب الجودة، معتبرا الدعم الحكومي للجامعات الخاصة عبر ما يسمى البعثات الداخلية للطلبة «خطيئة».
وأكد أن ما يدعو للقلق ان مؤسساتنا التعليمية العريقة في الوطن العربي، التي تعلمنا من اعضاء هيئة تدريسها، باتت في ازمة، فالكثير منها غير موجود على قوائم الاعتماد العالمية، بل ان بعضها تراجع وأصبحت شهاداتها توازي الشهادات الوهمية، وأصبح خريجوها لا يملكون الادوات والمهارات اللازمة ليخدموا مجتمعهم والمعرفة البشرية التي يفترض ان يقوموا بخدمتها.
وختم بأن جامعات كالقاهرة او عين شمس او الاسكندرية او الزيتونة، هذه الجامعات العريقة والموغلة في العلم التي خرجت علماء افذاذا لا تحصل اليوم على اي مرتبة متقدمة في قوائم الاعتماد الاكاديمي العالمية.
من جهته، قال المستشار في وزارة التعليم العالي السعودية د.سعد الزهراني ان قضية الشهادات الوهمية، اصبحت ظاهرة، بسبب رغبة البعض في التباهي اجتماعيا، لافتا الى ان بعض المؤسسات التعليمية التي تخرج طلبة دراسات عليا تفوق قدرة وإمكانات الهيئة التعليمية لأسباب تجارية بسبب ضعف رقابة مؤسسات التعليم العالي عليها، مطالبا بأن تكون المحاسبة استباقية وعدم انتظار وقوع الضرر.

قد يعجبك ايضا