تراجع جامعة الكويت عالمياً.. السر يكمن في المعايير!
القبس
تكرر تراجع تصنيف جامعة الكويت بأكثر من مؤشر عالمي خلال السنوات الماضية، ليبدو ناقوس خطر ينذر بأن الجامعة الحكومية الوحيدة تبدو متراجعة عن نظيراتها في المنطقة، بينما يرى فريق من الاكاديميين ان تلك المؤشرات ليست فيصلاً في مدى جودة التعليم في المؤسسة.
فوفق وجهة نظر بعض المهتمين بالشأن الاكاديمي ممن يعتدون بتلك المؤشرات أنه من الضروري الوقوف على اسباب التراجع ومعالجتها، بينما ترى اصوات اكاديمية اخرى ان هذه المؤشرات لا يمكن ان تكون مقياساً لمدى جودة التعليم، لا سيما انها تعتمد معايير بعضها تجاري بحت!
وفي حين يرى الفريق الأول أن التراجع يؤثر سلبا في ثقة المجتمع بالجامعة، يرى الآخر انه من الضروري تفكيك المؤشرات والمعايير التي تعتمدها مؤسسات التقييم الدولية، فقد تكون شفرة التراجع مزروعة بها، فبعضها لا يكون متوافقاً مع القوانين واللوائح الجامعية، وبالتالي لن يكون مؤشراً دقيقاً على التراجع.
أزمة القبول
فعلى سبيل المثال، تعتمد بعض المؤشرات الدولية لتصنيف الجامعات، على معياري عدد الطلبة الاجانب في الجامعة، وعدد الاساتذة الاجانب ايضا، وفي كلا المعيارين هناك ضوابط تحد من ارتفاع المعيارين كونها الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد، وبالتالي فإن التحاق الاجانب بها يتم وفق لوائح منظمة، إلى جانب لوائح اخرى تحد من ارتفاع عدد الاساتذة الاجانب لأن تعيين اعضاء هيئة التدريس في الجامعة يعتمد بالاساس على المبتعثين الكويتيين.
ويرى أكاديميون ان ازمة القبول الجامعي، وارتفاع عدد الطلبة بالجامعة فوق طاقتها الاستيعابية بالاف، من أبرز اسباب تدني مستوياتها في بعض المعايير، التي تعتمدها تلك المؤشرات، كمعيارَي نسبة الاساتذة للطلبة، والبحث العلمي وغيرها.
التصنيفات الدولية
والى جانب ذلك، أكدت مصادر اكاديمية مطلعة ان بعض المعنيين في الادارة الجامعية كانوا يغفلون عن تزويد هذه المؤسسات الدولية ببيانات البحث العلمي بالجامعة لاعتمادها في التصنيفات الدولية، الامر الذي جعل المعلومات غائبة في اطار تقييم الجامعة، بينما تسعى الجامعة الان لتحسين مراكزها ببعض التصنيفات بتزويد هذه المؤسسات بالبيانات الكاملة.
ورغم الاختلاف بوجهات النظر الاكاديمية في مدى أهمية هذه التصنيفات الدولية من عدمها في المستوى الاكاديمي للجامعة، فإن الفريقين انتقدا عدم اتخاذ اي اجراء خلال السنوات الماضية، ليس للمعالجة فحسب بل حتى للوقوف على اسباب التراجع، بينما غابت التصريحات الرسمية للادارة الجامعية عن الامر، مشددين على ضرورة الحفاظ على سمعة المكانة العلمية للجامعة وجعلها بمنأى عن كل ما يزعزع ثقة المجتمع فيها.