أكاديميون: تردِّي «جودة الأبحاث» أسبابه كثيرة
القبس
تفاعل أكاديميون مع ما نشرته القبس مؤخرا تحت عنوان «تقرير اليونيسكو للعلوم حتى 2030: الكويت فقدت ريادتها العلمية في المنطقة»، وتباينت آراؤهم حول النتائج التي خرج بها التقرير؛ إذ أكد بعضهم أن البحث العلمي في البلاد يعاني مشكلات متعددة، أدت إلى انخفاض جودته، في حين رأى آخرون أن التقرير يظلم الكويت.
وفي التفاصيل، يقول رئيس قسم الطرق الكمية ونظم المعلومات بكلية العلوم الادارية د.رائد الحسين: إن الدولة حينما أرادت تقليل المصروفات طالت الأنشطة الجوهرية؛ كالبحث العلمي، في حين لا نجد تقليصاً للأمور الثانوية والديكورات في المكاتب بوزارات الدولة.
وبيّن أن الجامعة «تواجه تقليصا في ميزانية المهمات العلمية التي تثري البحث العلمي، فمشاركة الباحثين الكويتيين في المؤتمرات العالمية تعينهم على مواكبة التطورات وبناء قاعدة علاقات مع الباحثين في جميع أنحاء العالم، للتعاون بعضهم مع بعض».
وأضاف الحسين إن مجالَي العلوم والهندسة ـــ اللذين يكثر النشر فيهما وفقاً للتقرير ـــ يحتاجان إلى توفير معدّات وأجهزة ومختبرات، في حين الميزانية محدودة للصرف على هذه المتطلبات، كما أن الدورة المستندية طويلة، ويضطر الأستاذ الى الانتظار شهورا عدة ليحصل على التوقيعات، ثم الموافقة على البحث أو رفضه.
وأوضح أن تفوق بعض الدول الخليجية في البحث العلمي يعود إلى قدرتهم على تجاوز مشاكل الاجراءات الادارية الطويلة والبيروقراطية، لافتاً إلى أن بعض الباحثين يسعون إلى البحث العلمي لأهداف شخصية أو مادية أو للوصول إلى منصب معيّن، وهو أمر يتوقّف على الباحث نفسه.
تقرير مجحف
من جانبه، يرى رئيس قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية د.عويد المشعان أن التقرير يظلم البحث العلمي في البلاد، مبيناً أن كثيراً من أساتذة الجامعة لديهم انتاج بحثي بانتظام، كما توجد مشاركات في المؤتمرات العلمية والمهمات علمية، تسهم في رفع مستوى البحث لدينا.
وقال المشعان ان ادّعاء انخفاض جودة الأبحاث العلمية يعتبر تجنّياً على الجهود التي نقوم بها، موضحاً أنه يجب وضع المعايير التي تم الاستناد إليها بعين الاعتبار، أما اطلاق الاتهامات بلا داع فأمر يؤثر سلباً في سمعة الجامعة، مبيناً أنها تدعم البحث العلمي في جميع الأقسام العلمية.
وأضاف: إن المجلات العلمية الصادرة عن مجلس النشر العلمي بالجامعة تعد من أفضل المجلات، وتمتلك أصعب الشروط، مما يجعل الأبحاث المنشورة فيها ذات جودة كبيرة، كما أن بعض الأساتذة يرجون النشر فيها، لما لها من سمعة جيدة على مستوى الوطن العربي.
غشّ الأبحاث
من جانبه، استنكر مصدر أكاديمي مطلع عدم قوانين واضحة تفرض عقوبات على من يغش في البحث العلمي، مبيناً أن بعض الأبحاث العلمية تخلو من مشكلة حقيقية للبحث، ويقوم الباحثون باختلاق المشكلة، في حين نرى في الدول المتقدمة أن الشركات تقدم دعماً للجامعات حتى تحل مشاكلها بالأبحاث العلمية المفيدة.
وأشار المصدر إلى أن الجامعة لا تشجّع الباحثين، فبعض مساعدي الباحثين أتموا سنة ونصف السنة بلا رواتب، لافتاً إلى أن جامعة الكويت لم تحدد توجهها، فالجامعات أما بحثية وإما أكاديمية، لكن لدينا يطلب من عضو هيئة التدريس أن يقوم بالأبحاث ويدرّس عبئاً كبيراً ثم يتعامل مع نظام بطيء ورتيب إلى أن يفقد الحماسة لعمل البحث.
وأضاف ان نظام الترقيات ليس عادلاً، وقد يدفع بعض الأساتذة لاختيار المجلات ذات المستوى متدنّ بسبب الرغبة في زيادة النشر وتحقيق متطلبات الترقية، في وقت نجد في الجامعات المتطورة تتم الترقية على بحث واحد فقط بشرط أن يكون متميزاً ومنشوراً في مجلة ذات تصنيف عال، مشيراً إلى أن المجلات المرموقة قد يستغرق فيها البحث 4 سنوات حتى يُنشر.
وأشار المصدر إلى أن الجامعات التي لديها بحث علمي جيد تكثر فيها برامج الدكتوراه، لكننا لا نمتلك الجدية الكافية في برامج الماجستير، حيث ان كثيرا من المتقدمين لها يرغبون في زيادة رواتبهم، وليس الاسهام في البحث العلمي.
لجنة عليا للأبحاث
لدى الدول المتقدمة لجنة عليا للبحث العلمي مسؤولة عن الأبحاث والمجلات العلمية التي تنشر فيها، كما تشرف لجنة خاصة من الكونغرس الأميركي على البحث العلمي، وما يتعلق به.