«جودة التعليم»: الغش والعنف نتاج انهيار منظومة القيم

القبس
استنكرت الجمعية الكويتية لجودة التعليم، حادثة الاعتداء التي تعرض لها رئيس لجنة ثانوية هارون الرشيد.
وأوضحت الجمعية أنها «تقف بجانبه في كل ما يقوم فيه من إجراءات لحفظ حقوقه ومكانته العلمية، وهو ما يعد وقوفا مع جميع أعضاء هيئة التدريس في كل المراحل الدراسية، سواء في التعليم العام أو التعليم العالي».
ودعت الجمعية «جميع الأساتذه إلى عدم جعل هذه الحادثة تأثر بأي شكل من الأشكال في إجراءات الرقابة الصارمة في لجان الاختبار».
وبينت الجمعية أن «هذا السلوك ناتج عن تراكم هذه التصرفات العدوانية غير الأخلاقية لسنوات عديدة من غير أي تدخل جدي من الجهات المعنية بالدولة لمنع تكرارها، وهو ما كان له بالغ الأثر في تدني جودة مخرجات التعليم».
وأشارت الجمعية إلى أن «انتشار هذا السلوك الشاذ، الغش والعنف، في أي بيئة تعليمية ينم عن وجود إنهيار كبير في منظومة القيم والأخلاق في أي مجتمع، بدءً من المكونة الأولي له وهي الأسرة».
وقالت إن «المعطيات والدلائل تشير إلى أن الطالب الغشاش يعتنق ثقافة خاطئة يعتقد من خلالها أن الغش هو حق مكتسب يحق له الدفاع عنه وامتلاكه بالقوة، وذلك بسبب ما يحصل عليه من دعم معنوي من داخل الأسرة ومن دعم مادي لشراء أدوات الغش، كالسماعات الدقيقة وغيرها، وشراء الاختبارات ودفع رسوم الدخول في قروبات الغش الجماعي بل وتقوم بعض الأسر بمهمة تغشيش أبنائها خلال أداء الاختبار».
وبين بدر البحر، رئيس الجمعية الكويتية لجودة التعليم، أن «إعادة بناء منظومة القيم والأخلاق في السلوك الطلابي تتطلب تظافر جهود عدة مؤسسات سواء حكومية أو مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة، بحيث لا يتم إلقاء اللوم على وزارة التربية والتعليم العالي منفردة بالرغم مما تقوم به من إجراءات صارمة لمحاربة الغش أشادت بها الجمعية في عدة مناسبات، وإن كانت غير كافية، مما يتطلب منها على سبيل المثال لا الحصر توعية الطلبة من مخاطر الغش وجعلها مادة في أحد المناهج الدراسية».
وأوضح البحر أن «هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق وزارة الداخلية في تأمين جميع مقرات لجان الاختبار لبسط هيبة القانون وردع أي سلوك عدواني للحفاظ على مكانة المعلم، كما أن هناك مسؤولية تقع على عاتق وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية أيضا في نشر الموعضه والوازع الديني بشكل ممنهج، ومسؤولية أخرى لا تقل أهمية هي مسؤولية وزارة الإعلام في نشر الوعي لخطورة الغش وآثاره السلبية على مستقبل الأجيال من خلال برامج هادفة تصل إلى كل شرائح المجتمع.

قد يعجبك ايضا