نسبة الغشّ زادت 71% رغم تشديد الرقابة
القبس
هل نجحت وزارة التربية عبر قراراتها الأخيرة في مواجهة الغش؟ أم كشفت النقاب عن حجم المأساة التي يعاني منها التعليم في الكويت والنجاح الوهمي الذي حدث خلال الأعوام السابقة؟ وما تأثير ذلك في العملية التعليمية؟ وهل تساهم في تصحيح مسار التعليم بالبلاد؟ أم أن عقوبة حرمان الغشاش وحصوله على «صفر» في جميع المواد قاسية؟
أسئلة تطرح نفسها بقوة، قبيل اعلان نتائج الثانوية العامة التي تختلف هذا العام عن أعوام سابقة، ويتوقّع أن تأتي محمّلة بالمفاجآت إذا ما نظرنا الى احصائيات وأرقام الكنترولين العلمي والأدبي، سواء من حيث أعداد حالات التغيّب أو الحرمان.
انتهت الامتحانات أول من أمس، وبقيت الحصيلة المؤلمة التي تكشف عن تطوّر مؤسف لوسائل السطو على المعلومات والتسابق على الحصول على «النجاح السهل» عبر وسائل حديثة يستخدمها الطلبة، حيث كشفت التقارير الرسمية لوزارة التربية بلوغ حالات الحرمان من الامتحانات سقف 1322 حالة في «العلمي» و«الأدبي» والتعليم الديني، بزيادة قدرها %71 عن العام الدراسي الماضي، حيث بلغت حالات الحرمات 517 حالة.
نجاح أم فشل؟
وبدا واضحا أن «الغشاشين» طوروا أدوات غشهم هذا العام ليتغلبوا على استعدادات «التربية» لمحاربة وسائلها المستخدمة في مواسم سابقة، فعلى الرغم من أساليب التهديد والوعيد التي استخدمتها الوزارة لمحاربة الظاهرة والقرارات التي أصدرتها من تدوير مديرين وحرمان طالب غشاش من جميع المواد، رصدت القبس زيادة في حالات الغش لهذا العام مقارنة بالعام الماضي، حيث وصلت نسبة الزيادة إلى %71، الأمر الذي يطرح سؤالا عريضا مفاده: هل نجحت «التربية» فعليا في محاربة الغش في الامتحانات؟.. وتتوقّف الإجابة عن هذا السؤال إلى اعلان النتائج ومعرفة نسب النجاح والرسوب الفعلية.
وفي قراءة سريعة لـ القبس، للتقارير اليومية الصادرة عن الكنترول، تبيّن أن القسم الأدبي تفوّق على العلمي في حرمان الطلبة الغشاشين، حيث بلغوا في «الأدبي» 667 حالة، وفي «العلمي» 648 حالة، أغلبها سجل في الأسبوع الأول من الامتحانات، في حين بلغت في التعليم الديني 7 حالات فقط.
وبيّنت التقارير أن إجمالي الغياب في الامتحانات بلغ 27 ألفاً و796 حالة تغيّب في مختلف المواد، بينهم 14807 حالات في «الأدبي»، و11946 حالة في «العلمي»، و1043 بالتعليم الديني، بزيادة تقدر بـ%59 عن العام الدراسي الماضي، والتي بلغت حينها، 18 ألفاً و906 حالات.
في غضون ذلك، تفقد وزير التربية وزير التعليم العالي، د. حامد العازمي، مساء أمس الأول، كنترول القسم العلمي، للوقوف على سير العمل والاطمئنان على تصحيح الاختبارات أولاً بأول.
وأكد مصدر تربوي لـ القبس أن العازمي اجتمع مع المسؤولين، وطالبهم بالعمل على حل أي مشكلات، والحرص على بذل الجهد للانتهاء من تصحيح الاختبارات جميعها في الوقت المحدد، تمهيداً لإعلان النتائج الإثنين المقبل.
وأشار العازمي، خلال الاجتماع، إلى التنبيه على الملاحظين بضرورة إعطاء كل طالب حقه خلال عمليات التصحيح حتى لا يُظلم أحد.