«الآيلتس» بين المؤيدين والمعارضين
القبس
جاء إقرار اختبار الايلتس على مبتعثي التعليم العالي بردة فعل شعبية واسعة، حتى وصل الامر الى التراشق القبلي والفئوي من البعض، الا ان وزارة التعليم العالي اكدت ان درجة الايلتس المطلوبة ما هي الا لتحديد ادنى درجة للقبول في الجامعات بدول الابتعاث، وان للطالب الحق في دراس اللغة في مقر الابتعاث بعد الحصول على البعثة الدراسية لرفع درجة الايلتس والالتحاق في الجامعات التي يرغب بها.
برغم تأكيد الوزارة أن هذا القرار اتى بعد دراسات مستفيضة مع المكاتب الثقافية لتحديد ادنى درجات القبول وحماية الطلبة ضعيفي الاداء من التعثر الدراسي والمديونيات المترتبة على الانسحاب او الفصل من البعثة، الا ان القرار اصطدم باستنكار الاتحادات والقوائم الطلابية في الخارج، معتبرينه مجحفا ولا يراعي خريجي المدارس الحكومية الذين لم يتم تأهيلهم بصورة تتطابق مع القرار الجديد.
كما دعا عدد من نواب مجلس الامة الى تأجيل العمل بالقرار او إلغائه لما يتسبب من وجهة نظرهم بالاخلال في العدالة الاجتماعية بين خريجي المدارس الخاصة والحكومية، وذهب البعض الى ابعد من ذلك، منوهين بان القرار جاء لالغاء سيطرة ابناء القبائل على الاتحادات والقوائم الطلابية في الخارج.
اما في الجانب الاخر من المعادلة، فقد رحب عدد كبير من الاشخاص بالقرار، معتبرينه يصب في مصلحة الطالب اولا واخيرا، حيث يقلل من فرص التعثر الدراسي والانفصال من البعثة، كما استشهد عدد كبير من الشخصيات بتقارير المكاتب الثقافية التي اكدت الهدر المالي بسبب تعثر الطلبة دراسيا.
القبس بقراءة سريعة لمزاج الرأي العام في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بطريقة تحليل المضمون الالكتروني وقياس الرأي في ما يخص اختبار الايلتس وطلب إلغائه، تبين أن %49 من المغردين يؤيدون إلغاء الاختبار، بينما عارضه %41 من اجمالي المغردين الذي تحدثوا بالموضوع في تويتر، سواء بالتعليق او استخدام الوسوم او الاشارة له.
الرأي العام
اعتمد التحليل على استخراج ودراسة الرأي العام الإلكتروني، من خلال جمع التغريدات والتعليقات الواردة في تويتر حول اختبار الآيلتس، وشرط الوزارة بالحصول عليه قبل الابتعاث باستخدام تقنيات البيانات الضخمة big data analysis، وبالاستعانة بأحدث التقنيات الرقمية والبرمجية، لاستخراج كل تغريدة ورد بها مصطلح ايلتس أو آيلتس، أو اختبارات الايلتس، أو اختبارات اللغة، أو شرط الايلتس، وتم تصنيف البيانات بطرق علمية، بحيث تتم إزالة أي تغريدة مكررة أو إلكترونية bots.
مدة الدراسة
غطت الدراسة نشاط المستخدمين خلال فترة الأسبوع الماضي، أي منذ ١٩ إلى ٢٥ يونيو، وهي الفترة التي غرد بها العديد من النواب تغريدات مثيرة للجدل، ونشر النائب رياض العدساني تقريراً عن الاختبار، وردت وزارة التربية بتصريح صحافي للتوضيح على موضوع الاختبار.
وأشارت النتائج إلى أن أبرز أسباب المطالبة بالإلغاء كانت بسبب عدم الاستعداد للاختبار وتهيئة الطلبة في المدراس الحكومية من خلال المناهج، وإتاحة الفرصة لدروس التقوية في اللغة الإنكليزية للراغبين في الدراسة بالخارج، وأيضا تحدث العديد من الرافضين لإقرار الآيلتس عن أن القرار الوزاري يتصف بالإجحاف تجاه خريجي المدارس الحكومية، وقد يعطي فرصة أكبر لمن درس في المدارس الأجنبية في الحصول على البعثة. وأتت أصوات نيابية «مؤججة» أدخلت موضوع القبلية، وأن القرار الوزاري يصب ضد مصلحة أبناء القبائل، وهذا ما أشعل الرأي العام، لا سيما أن الكثير من المغردين وأولياء الأمور ليس لديهم دراية كاملة ومعلومات كافية عن قرار الوزارة في الاختبار، وأنه يسمح للطلبة بدراسة اللغة لمدة سنة في مقر الابتعاث، للحصول على درجة اختبار أعلى، ومن ثم زيادة فرصة القبول في الجامعات.
لكن مثل هذه التغريدات، التي تثير النعرة القبلية والطائفية، عادة ما تقوم باستثارة الشعب من دون إعطائهم كل المعلومات والأسباب، التي أدت الى إصدار مثل هذا القرار، وانه يصب في مصلحة الطالب في النهاية، حتى لا يتعثر دراسياً، أو يفصل من بعثته وتترتب عليها ديون مالية كبيرة.
وهناك نسبة كبيرة من المغردين، الذين حصلوا على بعثات دراسية في السابق، وكانوا من ضمن أكثر المدافعين لإلغاء شرط الآيلتس، حيث إن الذين نقلوا تجاربهم الخاصة في الابتعاث، والفرصة التي نالوها في دراسة اللغة واكتساب المهارات، يرون أن من حق الطالب الذي يرغب في الدراسة في الخارج، وقد استوفى الشروط، أن يعطى فرصة دراسة اللغة أسوة بمن سبقه.
اما المعارضون لالغاء شرط الايلتس فهم تلك الشريحة التي تساند وتؤيد وزارة التربية في اقرار الاختبار قبل الابتعاث، وهم يرون ان الاختبار شرط منطقي ومفهوم، لا سيما ان الدراسة في الخارج ليست بالامر الهين وتتطلب عزيمة ومثابرة.
وقد اكد المؤيدون لاقرار شرط الايلتس ان قرار التعليم العالي يساهم في انخفاض نسبة الهدر المالي بسبب عدم جدية بعض الطلبة المبتعثين.
مطالبات:
طالب العديد من المغردين وزارة التربية بتكثيف دروس اللغة الانكليزية واصلاح مناهجها، والعمل على حملات توعوية وارشادية بشروط الوزارة للابتعاث، حيث يقوم الطالب بأخذ اللازم في وقت متقدم من السنه الدراسية.
واقترح عدد آخر تقديم دورات اختيارية في التوفل والآيلتس لطلبة الصف 12 في الفترة المسائية، حتى يتسنى للطلبة التحضير والاستعداد.
المواضيع الرئيسية
في تحليل ابرز المواضيع المتعلقة في شرط الايلتس، تبين أن 30 %من المغردين ناقشوا موضوع التعثر الدراسي وكان اغلب حديثهم عن اسباب التعثر، وقد صرح العديد من الاكاديميين عن خبرتهم مع الطلبة في التعثر الدراسي واسبابه وكانت غالبية التعليقات تصب في ان اللغة الانكليزية تشكل اكبر عثرة امام المبتعثين وتتسبب في تعثرهم دراسيا.
أما ٢٧٪ من المغردين فقد تحدثوا عن مخرجات التعليم الثانوي والحديث عن التعليم في المدارس الحكومية، لا سيما تدريس اللغة الانكليزية، مؤكدين أن التعليم الحكومي لا يؤهل الطالب لمثل تلك القرارات، في حين نجد أن %19 من المغردين تحدثوا معلقين على تصريحات النواب، خاصة بعض التعليقات غير المقبولة والتي ذكرها عدد من النواب.
اما %15 من المغردين فقد تحدثوا عن اصلاح التعليم بشكل عام، وان تلك الخطوة باقرار شرط الايلتس تصب في مصلحة الاصلاح والتقدم.
بالمقابل، تطرقت تغريدات 9% من المغردين عن الوزير د. حامد العازمي سواء بالسلب او الايجاب.
وتعد تلك النسبة منخفضة جدا مع القرارات المشابهة التي عادة ما يتم ربطها بشخص الوزير واسمه، خاصة ان الوزير العازمي اتخذ خطوة موفقة في هذا الشأن، واصبح قرار الايلتس قرارا وزاريا بحتا وليس امرا شخصيا متعلقا به.
د. فاطمة السالم
دكتورة الإعلام في جامعة الكويت