“ألتيما تولي”.. عالم جديد من اكتشاف ناسا

أعلن باحثون من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن المسبار “نيو هورايزون” حقق إنجازا كبيرا باقترابه في أول أيام السنة الجديدة من “ألتيما تولي”، وهو أبعد جرم سماوي نعرفه في المجموعة الشمسية.

وأرسل المسبار صورا التقطها من مسافة قريبة نسبيا من “ألتيما تولي” لتوضح أنه ليس جرما واحدا كما ظن الباحثون، بل هو ثنائي ملتصق عبارة عن كرتين من الصخر بعرض نحو 30 كيلومترا، التصقتا معا بعد ملايين عدة من السنين من بداية تكوّن المجموعة الشمسية.

وكانت الارتطامات بين أجرام السماء شائعة في تلك الفترة من تاريخ المجموعة الشمسية، وهذه الارتطامات والالتصاقات كانت السبب بالأساس في تكوين الكواكب.

وسيستمر المسبار خلال الأسابيع القليلة القادمة في إرسال المزيد من البيانات التي ستساعد الباحثين في صناعة صور أفضل للجرم “ألتيما تولي”.

وقبل أن يصل المسبار إلى موقعه الحالي، سافر عبر مسافة تزيد عن ستة مليارات كيلومتر من الأرض للالتقاء بـ”ألتيما تولي” للمرة الأولى في التاريخ.

وانطلق “نيوهورايزون” في العام 2006 بهدف رئيسي وهو إطلاعنا للمرة الأولى على صور أكثر دقة لكوكب بلوتو، وقد حدث ذلك بالفعل بعد عشرة أعوام من انطلاقه، ثم احتاج الأمر لحوالي ثلاث سنوات للوصول إلى “ألتيما تولي”.

واكتشف الباحثون وجود “ألتيما تولي” في العام 2014 عبر صور المنظار (التلسكوب) هابل، ولفت انتباههم بسبب كم الضوء الصادر منه والذي أوحى بأنه مستطيل الشكل بعد أن حجب الجرم مجموعة من النجوم في خلفيته، لذلك قرر الباحثون في ناسا أن يكون هدف المسبار “نيوهورايزون” بعد انتهاء رحلته لبلوتو، وتم تغيير مساره أربع مرّات لهذا السبب.

ويساعد المسبار على إنجاز دراسة كاملة عن “ألتيما تولي”، عبر رسم خرائط لتضاريسه من أجل معرفة كيفية نشأته وتطوره، والبحث عن أي علامات نشاط على سطحه، مع جمع بيانات أخرى كالكتلة ودرجة الحرارة والكيفية التي يدور بها حول نفسه.

وأطلق اسم “ألتيما تولي” على هذا الجرم لأنه بعيد جدا، وتعني الكلمة في اللاتينية اليونانية “ما بعد العالم”.

وألتيما تولي هو أحد أجرام حزام كويبر، وهي منطقة واسعة تحتوي على كم مهول من الأجرام الصخرية والثلجية التي توجد في خلفية كواكب المجموعة الشمسية، وتسمى “الأجرام ما بعد كوكب نيبتون”.

ومن الغريب أن المسبار “نيوهورايزون” يحمل على متنة أشياء أخرى بجانب الروبوتات الكاشفة للفضاء الخارجي، منها 30 غراما من رماد جثة كلايد تومبو لإحياء ذكرى اكتشافه كوكب بلوتو قبل حوالي القرن، كذلك أسماء 430 ألف شخص كانو قد سجلوا أسماءهم في مشروع “أرسل اسمك إلى بلوتو”.

قد يعجبك ايضا