“قنبلة بيئية موقوتة”.. تغيّر المناخ يهدد المياه الجوفية في العالم
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت مؤخرا في دورية “نيتشر كلايمت تشينج” الأسبوع الماضي، أن العالم قد يواجه “قنبلة بيئية موقوتة” إذا لم تتم مواجهة تغيّر المناخ والتكيف مع آثاره.
وأوضحت أن المناطق الجافة والقاحلة من العالم يمكن أن تستغرق المياه الجوفية فيها وقتا أطول حتى تتأثر بتغير المناخ والضغوط الأخرى، مثل تغير استخدام الأرض واستخدام مضخات المياه.
استغرق إعداد الدراسة خمسة أعوام، وأعدها فريق من الباحثين في جامعة كارديف البريطانية. واستخدم الباحثون نتائج نموذج المياه الجوفية عن طريق الحاسب الآلي، بالإضافة إلى قواعد البيانات الهيدرولوجية لتحديد الجداول الزمنية التي تستجيب خلالها أنظمة المياه الجوفية لتغير المناخ.
عملية التغذية
وتشكل المياه الجوفية أكبر مصدر للمياه العذبة في العالم، ويعتمد عليها أكثر من ملياري شخص حول العالم في الشرب أو ري الأراضي الزراعية. وتتكون المياه الجوفية تحت الأرض في التربة أو في الشقوق بين الصخور الرسوبية.
وتحدث عملية تغذية الأرض بالمياه حين يدخل الماء إلى الأرض عندما تمتص التربة مياه الأمطار والرطوبة، ليتم سحبها نحو الأسفل بواسطة الجاذبية الأرضية. وتستغرق العملية قرونا حتى تستقر المياه في الخزان الجوفي.
وبمجرد وصولها إلى باطن الأرض، تملأ المياه الجوفية تلقائيا طبقات الصخور المسامية والرواسب التي يمكن أن تحمل الماء. وفي النهاية تتدفق المياه الجوفية إلى مجاري المياه والبحيرات والأنهار والمحيطات فيما تعرف بعملية التصريف، وهي العملية التي يمكن أن يتم الإسراع فيها صناعيا عن طريق استخدام مضخات المياه.
وإذا حدثت تغيرات في عملية التغذية بسبب تغير المناخ، مثل أن تنخفض كمية تساقط الأمطار مما يعيق عملية تجديد الخزان الجوفي، فإن مستويات المياه في باطن الأرض ستبدأ بالتغير.
كما يؤثر التغير في استخدام الأرض سلبيا على عملية تجديد الخزان الجوفي، مثل تحويل الغابات إلى مراع. إذ إن الأنواع النباتية المختلفة ترسل كميات مختلفة من الرطوبة إلى الغلاف الجوي عن طريق التبخر، مما يؤثر بدوره على تغيير كمية المياه التي تستخدم في إعادة تغذية الخزان الجوفي.