بحاجة إلى تغيير جذري.. البث الحي كابوس شبكات التواصل الاجتماعي

قد يكون هناك الكثير الذي لا نحبه بفيسبوك هذه الأيام، لكن عندما تُستخدم واحدة من أبرز مزايا الشبكة الاجتماعية، البث المباشر للفيديو، أداةً للإرهاب، فإن الغضب البحت لا يعود كافيا، وفقا لمقال كتبه إيان شير على موقع سي نت المعني بشؤون التقنية.

يقول الكاتب إن الدليل الأخير على أن البث المباشر بحاجة إلى تغيير جذري جاء الجمعة “عندما بدأ مسلح بالبث المباشر على فيسبوك قبل دخوله مسجدا ليرتكب أبشع جريمة قتل جماعي في تاريخ نيوزيلندا”.

وبينما هو يحضر لارتكاب مجزرته، قال ساخرا “تذكروا يا رفاق، اشتركوا بـبيو داي باي”، في إشارة إلى قناة يوتيوب بهذا الاسم لصاحبها اليوتيوبر السويدي الشهير فيليكس كيلبيرغ، الذي وجد نفسه متورطا في وقت مبكر من يوم الجمعة في التغطية الحية لإطلاق النار الجماعي على المصلين في المسجدين.

وبدأ إطلاق النار، الذي صُوّر بكاميرا غو برو محمولة على الرأس للمتابعين، كأنه مشاهد من لعبتي الرماية “كول أوف ديوتي” و”باتلفيلد” أو أي لعبة حربية أخرى تحاكي الواقع، بحسب الكاتب.

وكان هذا بمثابة تذكير صادم بأن الأدوات السحرية التي تصنعها الشركات لتمنح المستخدمين الوصول إلى كافة المعارف الإنسانية تقريبا، وطرقا سهلة لالتقاط الصور والتواصل مع الأصدقاء، لديها جانب مظلم جدا وأكثر رعبا.

ويقول الكاتب إنه كان للتقنية دوما إيجابياتها وسلبياتها التي نقبلها دون تردد، لأن الأمر يستحق ذلك، لكن يبدو أن الأوان قد حان لإعادة النظر فيما إذا كان البث المباشر تحديدا سيكون أول اختراعات وادي السيليكون التي تحتاج إلى إعادة إصلاح جذري، أو إزالة نهائية.

فقد تمكّن مطلق النار من بث فيديو مباشر مدته 17 دقيقة لمجزرته الإجرامية التي واصلت الانتشار على الإنترنت كالنار في الهشيم، بحسب بيان المديرة التنفيذية لمنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية للمسلمين فرحانة خيرا، التي أكدت أن “على شركات التقنية اتخاذ كافة الخطوات الممكنة لمنع حدوث مثل هذا الأمر مرة أخرى”.

قد يعجبك ايضا