استاذ في التربية الاساسية يجري تجربة امتحان بلا رقيب
«لا مراقب للاختبار، راقب نفسك بنفسك».. تلك العبارة قد تكون مألوفة في دول متقدمة تعليمياً، لكنها كُتبت هذه المرة في إحدى لجان اختبارات كلية التربية الأساسية، حيث قرر أستاذ المناهج وطرق التدريس د. فوزي الدوخي اجراء تجربة للمقارنة بين نتائج شعبتين دراسيتين، حظيت احداهما بمراقبة أثناء الاختبار وتُركت الأخرى بلا رقيب. وأُعطيت الشعبتان الاختبار نفسه وفي الوقت ذاته، فيما ترك المراقبون إحدى اللجنتين لتنفيذ التجربة، لتبدأ بعدها مقارنة بين حلول الطالبات اللاتي لم يُراقبن، ليتم التمييز بين درجات طالبات الشعبتين.
وفي ظل انتشار الغش والسعي لزيادة أعداد المراقبين في الاختبارات، أثار تصرف الأستاذ شكوكاً حول نجاح التجربة، فكان الاعتقاد بلجوء الطالبات إلى الغش أمراً حتمياً لدى كثيرين، وتوقعوا حصولهن على درجات مرتفعة لتمكنهن من نقل الإجابات وتبادلها في ظل غياب المراقبة. وبعد ساعات من انتهاء الاختبار وانتظار نتيجة التجربة، جاءت درجات الشعبتين لتؤكد انتصار الترغيب على الترهيب، فلم تحصل الطالبات في الشعبة غير المراقبة على درجات أعلى، ولم تتشابه حلول اختباراتهن كالمتوقع، بل تقاربت درجات اللاتي لم يُراقبن مع زميلاتهن في الشعبة التي راقبها أستاذ المقرر. وعلّق الدوخي قائلاً: أثبتت النتيجة تقارب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري بين درجات الشعبتين، كما تشابهت أعلى وأدنى درجة حصلت عليها الطالبات في التجربة، مما يدل على أن تلك هي المستويات الحقيقية للطالبات بلا غش، مبيناً أن تنفيذ الفكرة أتى بعد السعي لتعزيز الأخلاق لديهن، وتشجيعهن على مراقبة ذواتهن.
القبس