(تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك إسلامية) بالإدارية

أقام نادي الاقتصاد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت بالتعاون مع رابطة كلية العلوم الإدارية ندوة بعنوان “تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك إسلامية” التي قدمها رئيس وعضو مجموعة من هيئات الرقابة الشرعية أ.د. عبدالعزيز القصار وحاوره عضو هيئة التدريس بقسم التمويل والمنشآت المالية د.سعود الثاقب، بحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية.

بداية تحدث القصار عن سبب التوجه نحو تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك إسلامية قائلاً: أنه أفرز الواقع المعاصر من خلال الأزمة المالية الراهنة التي تمر بكثير من بلدان العالم المختلفة وإن العالم يتجه لأسس أخرى تمثل أكثر عدالة وأكثر بعداً عن الجهالة والميسر والربا، وهو الاتجاه نحو اقتصاد يعتد أصولاً حقيقية لبلوغ التنمية والاستثمار من خلال الدخول في مشاريع حقيقية يكون لها منظور لدى المجتمع، لذا كانت الحاجة ملحه لإيجاد البديل.

حيث أكد أن المؤسسات المالية الإسلامية قامت بدور فعال في إبراز العديد من صيغ الاستثمار الإسلامية أثارت انتباه العديدة من الدول الأوروبية مما حدا بالعديد من المؤسسات المالية تبني مثل هذه الصيغ الإسلامية في الاقتصاد الإسلامي وتبني المبادئ المهمة والتي يبرزها النظام المالي الإسلامي، خاصةً بعد أن قامت البنوك التقليدية العالمية التي خفضت نسبة الفائدة اثناء الانهيار الاقتصادي الى نسب ضئيلة جدا قريبة من الصفر لتجنب الانهيار، حيث ان نسبة الفائدة التي اعتبرها الاقتصاديون قبل المشكلة الاقتصادية فائدة تعود على البنوك أتت باتجاه معاكس فتدهور الاقتصاد، وقال: هنا تم التأكيد بأخذ رأي الفقه الشرعي بتحريم الربا وهذا أهم أسباب التحول من البنوك التقليدية إلى البنوك الإسلامية.

كما بيّن القصار مراحل وخطوات التحول من بنك تقليدي إلى إسلامي، فتأتي المرحلة الأولى وهي التخطيط للتحول ويتم بها دراسة أبعاد التحول وتوجهاته وموقع البنك في منظومة العمل المصرفي محلياً وإقليمياً وعالمياً ووضع الاستراتيجيات المساندة (التسويقية والتدريبية) ثم وضع خارطة العمل للتحول والتواصل مع الجهات الرسمية للتمهيد القانوني لعملية التحول وتأتي المرحلة الثانية وهي إجراءات التحول كدارسة جدوى للسوق وشرائح العملاء والنتائج بعد التحول وتقديم المخاطر ووضع الحلول، ومن ثم وضع الخطة الإعلانية الترويجية مدروسة على أساس علمي سليم لتهيئة العملاء لهذا التحول.

حيث ذكر تجربة البنك العقاري (البنك الدولي حاليا) كمثال لأول بنك تقليدي اتبع الأسس والمراحل لمدة أربع سنوات حتى تحول إلى بنك إسلامي بعد مواجهته للعديد من العقبات والمشاكل التي اعترضها البنك في فترة التحول حتى تحداها بحلها ووضع قواعد أساسية سليمة وقوية جعلته يكمل مسيرته الاقتصادية بأسس إسلامية.

وبدوره طرح د.سعود الثاقب حقيقة علمية حالية وناقشها أثناء الندوة وهي نقص عدد المؤهلين في مجال الاقتصاد الإسلامي، مؤكداً بأن هنا يأتي دور المختصين في نشر وعي الاقتصادي الإسلامي وأيضا بأن التحول من بنك تقليدي إلى إسلامي يتطلب إرادة حقيقة بالتحول وإدارة سليمة كي يتم التحول بالشكل السليم.

وفي الختام أكد الثاقب أن هذه الندوة تأتي لتسليط الضوء على مفهوم تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك إسلامية والذي يعد من أهم مجالات الخدمات المالية في المنطقة، وتقدم بجزيل الشكر لرئيس وعضو مجموعة من هيئات الرقابة الشرعية أ.د.عبدالعزيز القصار لقبوله الدعوة وإثراء المحاضرة بالمعلومات التي تزيد فعالية ونجاح النظريات الإسلامية والمفاهيم المرتبطة بالمقررات الدراسية وتطبيقها على أرض الواقع، كما شكر تفاعل الطلبة وحضورهم واهتمامهم بمحتوى الندوة، وتمنى استمرارية هذه الندوات التي تعود بالنفع على الطالب الجامعي في مسيرته العلمية وما سيتم تطبيقه أثناء انخراطهم في سوق العمل.

قد يعجبك ايضا