4جي أم “إل تي إي”.. وما الفرق بينهما؟

بالنسبة للمستخدم العادي فإن شبكة 4جي قد تبدو هي ذاتها شبكة 4جي إل تي إي، فهل الأمر مجرد تلاعب بالألفاظ أو أننا أمام تقنيتين مختلفتين؟

ما هي 4جي؟
في مارس/آذار 2008 أصدر قطاع الاتصالات الراديوية في الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU-R) معايير جديدة لاتصالات الجيل الرابع (4جي)، بما في ذلك نقاط اتصال أسرع بالنسبة للهواتف الذكية والحواسيب اللوحية بذروة تبلغ 100 ميغابت في الثانية على الأقل، وبسرعة تبلغ غيغابت في الثانية على الأقل للاستخدامات الثابتة مثل نقاط الاتصال الساخنة (hotspot).

وكانت تلك المعايير رائدة في ذلك الوقت، وموجهة أساسا إلى المطورين، ولذلك استغرق الأمر سنوات كي تلحق شبكات الخلوي بتلك التقنية. وحاليا فقد تمت ترقية معظم شبكات 3جي إلى سرعات 4جي، وأصبحت هي المعيار السائد، وبات بإمكان الهاتف الذكي العادي الاستفادة من اتصالات 4جي.

وعلى عكس 3جي، فإن تقنية 4جي تتيح للمستخدمين الاستمتتاع الكامل بالوسائط الرقمية على أجهزتهم المحمولة، بما في ذلك بث الفيديو، والتطبيقات الغنية بالوسائط، والموسيقى عالية الجودة. وبات بإمكانهم البدء بمشاهدة فيلم في ثوان، دون قلق من فترات التحميل الطويلة وعمليات التخزين المؤقت (buffering).

 
تم الإعلان عن معايير 4جي في 2008 لكن تطلب الأمر سنوات حتى تلبي شركات الاتصالات تلك المعايير (رويترز)

ما هي 4جي إل تي إي؟
إل تي إي هي اختصار لـ”التطور طويل الأجل”، وهي ليست تقنية بقدر ما هي نهج متبع لتحقيق سرعات 4جي، ولذلك يمكن تشبيه 4جي إل تي إي بسلسلة هواتف آيفون التي تحمل حرف “إس” في اسمها، فهي تحسين عن التقنية السابقة “3جي”، لكنها ليست تطورا كبيرا بما يكفي لاعتبارها جيلا جديدا.

وعلى هذا الأساس يمكن النظر إلى 4جي إل تي إي، كأنها “3جي إس”، فهي حل ذكي يتيح للشبكات الخلوية الإعلان عن سرعات 4جي دون الوصول إلى الحد الأدنى لمجموعة المعايير التي حددها قطاع الاتصالات الراديوية في الاتحاد الدولي للاتصالات.

ولذلك فإنه في معظم الأوقات عندما يعرض هاتفك شعار “4جي” في الزاوية العليا للشاشة، فإن ذلك لا يعني 4جي فعليا، فعندما وضع قطاع الاتصالات الراديوية معايير 4جي لم يكن بمقدور معظم شركات الاتصالات تلبيتها، ولذلك قررت الهيئة التنظيمية أن بإمكان تلك الشركات استخدام “إل تي إي”، وهو الاسم الذي أعطي للتقنية التي استخدمت للحاق بمعايير 4جي، بأن تحمل اسم 4جي إذا أظهرت تحسنا كبيرا فوق تقنية 3جي.

 
مستخدم يختبر خدمة 4جي في كابينة خاصة (رويترز)

ولذلك فإنه في حين تعتبر 4جي إل تي إي تحسنا كبيرا على سرعات 3جي، فإنها تقنيا ليست 4جي، لكن مع ذلك فإن معظم شركات الاتصالات الخلوية تعلن عن شبكاتها على أنها 4جي إل تي إي لأنها تبدو بالنطق مثل 4جي أو حتى أفضل.

وفي بعض الحالات قد يعرض هاتفك استقبال إشارة “4جي إل تي إي-أي” (التطور طويل الأجل المتقدم)، والتي هي أقرب فعليا إلى تقنية 4جي، وتعد أحدث ما تم التوصل إليه في هذا المجال، حيث إنها أسرع من “إل تي إي” العادية وأكثر استقرارا منها.

4جي مقابل إل تي إي
السؤال المطروح هنا هل يمكن للمستخدم العادي أن يلحظ الفرق بين شبكات 4جي وإل تي إي؟ بمعنى هل سرعة تحميل صفحة ويب أو تنزيل تطبيق على هاتفك ستكون أسرع إذا كنت تستخدم تقنية إل تي إي؟ الجواب هو على الأرجح بالنفي.

ففي معظم الحالات تكون سرعات التحميل بين التقنيتين متقاربة جدا، ما لم تكن تعيش في مدينة كبيرة. ومع استمرار شركات الاتصالات الخلوية في تحديث شبكات إل تي إي الخاصة بها، فإن الفجوة بين إل تي إي و4جي الحقيقة قد أُغلقت. وهذا صحيح بشكل خاص مع تقنية “إل تي إي-أي، التي تعد حاليا أسرع الخيارات المتاحة بالنسبة للشبكات اللاسلكية.

قد يعجبك ايضا