المديعج : محاولة استبعاد خريجي الشريعة من مهنة المحاماة لا تتفق مع المنطق والقانون
أكد رئيس جمعية الشريعة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت أحمد المديعج ان خريجي الشريعة متى ما أرادوا الانخراط في مجال المحاماة يخضعون الآن لدورة تعريفية في جمعية المحامين الكويتية، ويتاح لهم دخول مرات مختلفة خلال المهنة مدفوعة الأجر، مشيرا الى ان الأمر لم يقتصر فقط على هذا الأمر بل يتضمن أيضا التدريب لمدة عامين في احد مكاتب المحامين.
ولفت المديعج الى ان محاولة استبعاد خريجي الشريعة من مهنة المحاماة لا تتفق مع المنطق والقانون، فالقانون مقيد بالدستور الذي نص على ان الشريعة مصدر رئيسي من مصادر التشريع فقانون الأحوال الشخصية والأوقاف والميراث والوصايا والحدود والجنايات وغيرها من القوانين تنظمها الشريعة الإسلامية.
وتساءل: ما الفائدة التي تعود على طالب كلية الشريعة عند دراسته 63 وحدة دراسية فقط في القانون والقضاء والمرافعات والدعاوى غير الحدود والجنايات والأحوال الشخصية والمواريث والأوقاف والشركات»، نعم يدرسون كل هذه المواد ومن ثم يتم استبعاد خريجي الشريعة، مشيرا الى ان الفرق بين خريجي الحقوق وخريجي الشريعة ان الحقوق يدرسون 75 وحدة دراسية، فيما يدرس الشريعة 63 وحدة دراسية أي ما يقارب 12 وحدة دراسية ما يعادل 5 مواد دراسية فقط لا غير.
وأضاف المديعج: ان هذه المواد دراسية الخمس يمكن أخذها أثناء الدورة او أثناء التدريب في جمعية المحامين او أثناء التدريب في مكاتب المحامين، متسائلا: أبعد كل هذه الجهد والاجتهاد من يتم حرمانهم من كل الوظائف القانونية والقضائية.
وأشار الى انهم يدعون ان هذا الأمر إصلاح وتعديل، والحقيقة انه إفساد وتضليل وضياع للدين، مؤكدا ان الإصلاح يكون بناء وتطويرا لا هدما وتدميرا، فاليوم خريجو الشريعة محاربون وأصبحت بضاعتهم كاسدة، فالكل يدفعهم الى الوراء ولا أحد يؤيدهم وكأننا أصبحنا عبئا على المجتمع، فتكدس في الديوان وتوظيف بأقل الدرجات والمميزات، واليوم يريدون استئصال شأفتنا ولسان حالهم يقول: «غادروها او اغلقوها».
وتابع المديعج قائلا: ان حجتهم كالعنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون، مؤكدا ان خريجي الشريعة لن يكونوا كبش فداء لأهواء ساذجة وقلوب حاقدة ونفوس فاسدة وعقول قاصرة وشخوص ساقطة.
وناشد عبر سمو رئيس مجلس الوزراء ووزير العدل والنواب ومن كان في قلبه رحمة وعدل من السياسيين والإعلاميين او غيرهم ان ينصف خريجي الشريعة، مؤكدا ان الأمر ليس خريجي الشريعة بقدر ما هي حرب على الشريعة، فانظر من يريد تمرير هذا الأمر ومن يقف وراءه لتعلم ان جمعية المحامين لم تقم هي بمنع التحاق خريجي الشريعة بمهنة المحاماة وهم أعلم بمهنتهم من رئيس اللجنة التشريعية الذي قام بإقحام خريجي الشريعة والعمل على منعهم من المحاماة وهو «أمر دبر بليل».
وأشار المديعج الى اننا لسنا ضد تمرير قانون المحاماة لما له من إيجابيات ويعتريه بعض السلبيات ولكننا نرفض جملة وتفصيلا محاولة إقحام خريجي الشريعة ومحاولة استبعادهم.
ولفت الى ان النواب المتضامنين مع خريجي الشريعة بالدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم ورفض مقترح استبعادهم عن مهنة المحاماة بلغ 33 نائبا يتضامنون مع طلبة الشريعة لعدم إقصائهم من مهنة المحاماة، متوجها بالشكر الجزيل لنواب مجلس الأمة على وقوفهم مع طلبة الشريعة وسعيهم من أجل عدم استبعادهم عن مهنة المحاماة في القانون الجديد، مثمنا الجهود المشكورة التي تبذل من اجل الحفاظ على مستحقات خريجي كلية الشريعة.
«الأنباء»