كلية العمارة بجامعة الكويت تقيم ورشة عمل (تشجيع البحث العلمي وتبادل المعرفة)
د. الرقم: أهمية توحيد الجهود للارتقاء بالمنتج البحثي والسعي لخلق بيئة محفزة وداعمة لتحقيق ريادة علمية وتنمية مستدامة للمجتمع
حرصا من كلية العمارة في جامعة الكويت على التطوير المستمر للارتقاء بالعملية التعليمية والبحثية وسعيا منها لرفع كفاءة أعضاء هيئة تدريسها وطلبتها لإعداد جيل جديد يلبي متطلبات سوق العمل وخدمة المجتمع، فقد نظمت الكلية ورشة عمل تحت عنوان “تشجيع البحث العلمي وتبادل المعرفة” بهدف استكشاف دور معرض الهندسة المعمارية كوسيلة لإنتاج المعرفة، بمشاركة أعضاء هيئة التدريس في كلية العمارة وطلبة الماجستير ومصممي المعارض في المجلس الوطني للثقافة والفنون والمعماريين العاملين في القطاع الخاص، وذلك في قاعة العرض في الحرم الجامعي – العديلية.
حيث كانت المقدمة مع عميد كلية العمارة د. عمر خطاب والعميد المساعد للشئون الأكاديمية د. أسيل الرقم، أما المتحدثون في الورشة فهم: المعمارية زهرة علي بابا والمعماري حامد بوخمسين للحديث عن دور المنسق، وتحدث عن دور الأكاديمي د. عادل المؤمن ود. شيخة المباركي، أما دور الممارس فقد تحدث المعماري ناجي موجيس والمعمارية عائشة الصقر، فيما شارك المقيم لبرنامج ماجستير العمارة البروفسور فرانسيسكو سانين من جامعة المملكة المتحدة بجميع المواضيع المطروحة خلال ورشة العمل وتمت الاستفادة من آرائه وخبراته.
وبدورها قالت العميد المساعد للشئون الأكاديمية في كلية العمارة د. أسيل الرقم أن كلية العمارة بجامعة الكويت استضافت هذه الورشة التي تهدف إلى فهم دور الإنتاج البحثي من خلال الوظائف الثلاث للمعرض المعماري: وهي المنسق كمسهل ومنظم للمحتوى والموضوع، والأكاديمي كمشارك نشط حيث يتم استيعاب الخطاب النقدي والمعرفة النظرية والعملية ، والممارس كإطار عمل من خلال النقاش النقدي، مبينة أنهم ألقوا الضوء كذلك على إمكانات المعرض المعماري في تعزيز تبادل المعرفة وسد الفجوة من الجانب الأكاديمي والتنظيم والممارسات المهنية في مجال الهندسة المعمارية.
واعتبرت د. الرقم البحث العلمي ركيزة التنمية والتقدم وركن اساسي من أركان المعرفة الانسانية بكافة مجالاتها، وقالت إنه نتيجة للإدراك الواعي للدور الذي يلعبه البحث العلمي في النهوض بالدول، قامت العديد من الجامعات العالمية بإعادة النظر في بنائها الوظيفي والتنظيمي ليصبح البحث العلمي ليس مجرد إحدى المهام والوظائف الرئيسية، بل الوظيفة المحورية لها، إدراكا منها أن الدور الذي يمكن أن تقوم بها الجامعات في البحث العلمي يمكن أن يؤدي إلى تنمية اجتماعية واقتصادية وثقافية للدول والعالم أجمع.
وأكدت د. الرقم على أهمية توحيد الجهود للارتقاء بالمنتج البحثي، والسعي لخلق بيئة محفزة وداعمة لبحث علمي متميز يحقق ريادة علمية وتنمية مستدامة ترتقي بالمجتمع، مشيرة إلى ضرورة إزالة الفجوة بين البحث العلمي ومجالات تطبيقه، وتحقيق التنسيق الكامل بين المؤسسات البحثية وقطاعات الدولة المختلفة، لمواجهة التحديات بما يوحد الجهود ويدعم الأداء والإنجاز.
وأوضحت أن محور المعرفة والابتكار والبحث العلمي في الاستراتيجية له ثلاثة أهداف رئيسة هي تهيئة بيئة محفزة لتوطين وإنتاج المعرفة، تفعيل وتطوير نظام وطني متكامل للابتكار، وربط تطبيقات المعرفة ومخرجات الابتكار بأولويات الخطة القومية للدولة.
وتابعت أن هذا المحور يعتمد على تنفيذ مجموعة من البرامج تتمثل في مراجعة وتطوير القوانين والتشريعات ذات الصلة بتمكين المعرفة والابتكار، وتطوير وإعادة هيكلة منظومة المعرفة والابتكار، بالإضافة إلى تبني برنامج شامل لغرس ثقافة الابتكار والمعرفة في المجتمع، وكذلك تطوير برنامج شامل لتحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة على الابتكار، وأخيرًا تفعيل الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص في دعم وتحفيز الابتكار.
وبينت د. الرقم أن هناك مجموعة من التحديات تواجه محور المعرفة والابتكار والبحث العلمي منها تحديات مؤسسية مثل تداخل القوانين والتشريعات وعدم تواكب الإجراءات والتعديلات التشريعية لتفعيل قوانين البحث العلمي، وتداخل الاختصاصات مع الجهات الوطنية الأخرى في المجالات المتعلقة بالبحث العلمي، وهناك تحديات اقتصادية كعدم تناسب التمويل المُتاح لقطاع البحث العلمي مقارنة بالمعايير الدولية وبالاحتياجات المحلية، وضعف الانفاق على البحوث والتطوير، كما يوجد أيضًا تحديات اجتماعية مثل ضعف الوعي لدى الأفراد والمؤسسات والقطاعات المختلفة بدور البحث العلمي في التصدي للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المختلفة.
وقالت إن النقاش الذي شهدته الورشة وما أعقبه من توصيات أمران مهمان جدا سواء للجامعة او للجهات البحثية والعلمية، لافتة إلى الجامعة خطة استراتيجية جديدة تعنى بالابتكار وريادة الاعمال والتواجد العالمي والحرص على تعزيز الجودة، مؤكدة على أهمية استمرار تلك اللقاءات والورش المثمرة وذلك لأهميتها في تطوير والارتقاء في مجال البحث العلمي بكلية العمارة في جامعة الكويت بالشكل الذي يعمل على إعلاء اسم صرح جامعة الكويت عالميا.
وعلى هامش الورشة فقد كرم عميد كلية العمارة د. عمر خطاب المقيم الخارجي لبرنامج ماجستير العمارة البروفسور فرانسيسكو سانين من جامعة المملكة المتحدة، والذي أثنى على المستوى العالي لأساتذة ومخرجات كلية العمارة، مبدئا إعجابه الشديد بمشاريع طلبة الماجستير التي تميزت بالإبداع من حيث التصميم العلمي وبطرحها للمشاكل وإمكانية إيجاد الحلول لها.