وزير التربية ينعى علم من أعلام الكويت
نعى وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى لجامعة الكويت د.سعود الحربي وأسرة جامعة الكويت المغفور له بإذن الله تعالى عضو هيئة التدريس السابق في قسم الفيزياء بكلية العلوم د ..مصطفى معرفي، الذي انتقل إلى جوار ربه امس الاول.
الوزير :مصطفى معرفي: كان علماً من أعلام جامعة الكويت
وقال د.سعود الحربي إن الفقيد كان استاذا فاضلا وعلما من أعلام جامعة الكويت وباحثا متميزا، طالما ما عرف بتواضعه وإخلاصه في العمل وعلاقته الطيبة مع الجميع، إذ كرس حياته في خدمة العلم والتعليم الأكاديمي، مؤكدا أن رحيل د.مصطفى معرفي يعد خسارة لكلية العلوم وجامعة الكويت.
وذكر الوزير الحربي أن الكلمات لا تفي الفقيد قدره ووفاءه وإخلاصه بالعمل في الجامعة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
بدوره، نعى مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.عدنان شهاب الدين
د.مصطفى معرفي وقال: لقد ساد أروقة «مؤسسة الكويت للتقدم العلمي» حزن عميق غمر مشاعر جميع العاملين فيها بفقد أحد رجالاتها المخلصين، د.مصطفى معرفي، حيث جاء خبر وفاته مفاجئا للجميع وصادما لي شخصيا، إذ وجدته في آخر زيارة له في المستشفى قبل نحو أسبوع – كعادته – مبتسما ومتفائلا واخبرني بأن غيابه في رحلة علاجه بالخارج لن يطول، وأن صحته في تحسن، وأنه متحمس للعودة لعمله ولزملائه وأصدقائه وأهله وكافة محبيه. وكيف لا؟ وهو الذي أحب الجميع فأحبه الجميع.
وأوضح د.شهاب الدين ان الفقيد – تغمده الله بواسع رحمته – تميز بالتواضع الجم والخلق الرفيع وحسن المعشر وبشاشة المحيا، وهذه من سمات العلماء.
وكان – رحمه الله – ذا ثقافة علمية موسوعية ومثالا يحتذى في التفاني والإخلاص في العمل إذ انه كان مستمرا في التواصل مع مكتبه عبر الرسائل الإلكترونية من سرير المستشفى حيث كان يتلقى العلاج قبل وفاته.
وقال ان الفقيد امتلك خبرة واسعة وباعا طويلا في العمل الأكاديمي والإداري القيادي من خلال تجربته الطويلة استاذا وقياديا ناجحا في جامعة الكويت، يشهد لها طلبته وكافة زملائه في المجتمع العلمي على مر العقود.
وأضاف:عرفته شخصيا – رحمه الله – لأول مرة منذ ما يقارب الخمسين عاما، في مطلع السبعينيات من القرن الماضي في أوائل سنوات عملي مدرسا للفيزياء في جامعة الكويت، حيث كان الفقيد – وقتها – معيدا في القسم العلمي وكان من أنبه وأذكى طلبة الدراسات العليا حينها، ومن أكثرهم اهتماما وحماسا لمناقشة مستجدات العلوم والابتكار وكذلك قضايا الشأن العام، حيث كان متبعا في كلا الحقلين المنهج العلمي في التحاور ومتطلعا لإيجاد الحلول دون الانحياز لموقف أو لفكر مسبق أو شريحة مجتمعية محددة، فحظي باحترام ومحبة الجميع من كافة شرائح المجتمع مهما اختلفوا معه بالرأي أو الانتماء.
وقال لقد توثقت علاقتي بالمرحوم أثناء عملي في «معهد الكويت للأبحاث العلمية» وتوطدت فيما بيننا أواصر الصداقة والمحبة والاحترام المتبادل.
ثم تزاملنا أيضا في «مؤسسة الكويت للتقدم العلمي» عندما انضم الفقيد إلى مجلس النشر العلمي بالمؤسسة كما انضم لمجلس جوائز المؤسسة مقررا له ومديرا لمكتب الجوائز، ونظرا لتميز الفقيد بالأفق العلمي الواسع والثقافة العلمية في المجتمع العلمي مردوفا بسماته الشخصية المحببة وسيرته الأنيقة وقد اكتسب الفقيد محبة وتقديرا فائقين من كافة من عملوا معه في لجان التحكيم وكافة الفائزين بجوائز المؤسسة.
واستذكر شهاب الدين ما تميز به الفقيد من إخلاص وتفان في العمل إلى آخر فترات حياته قل ما تجدها في غيره، كان آخرها وعلى الرغم من مرضه وغيابه عن المؤسسة على سرير المرض في المستشفى لتلقي العلاج فإنه لا يكاد يمضي يوم أو يومان إلا وتجده يتواصل مع زملائه في المؤسسة لمتابعة سير العمل حتى يوم الثلاثاء 7 يناير 2020 الساعة التاسعة صباحا حيث كانت آخر رسالة الكترونية يبعث بها للمؤسسة تتعلق بالإعلان عن جوائز المؤسسة لعام 2020.
واختتم تصريحه قائلا: إن القلب ليحزن لفقد هذا الإنسان القدوة، ليس من طرف أسرته الكريمة فقط، بل هو خسارة كبيرة للمؤسسة وللمجتمع العلمي ولكل من عرفه في الكويت وخارجها.
رحم الله فقيد المؤسسة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان.
من جانبه، نعى أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل سليمان العبدالجليل الباحث والأكاديمي د.مصطفى معرفي عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة قسم الفيزياء بجامعة الكويت.
وقال العبدالجليل إن للمغفور الحاصل على الدكتوراه في الفيزياء الذرية من جامعة متشيغان في الولايات المتحدة بصمات واضحة في الارتقاء بالمشهد العلمي والثقافي الكويتي من خلال جهوده الواضحة في الساحة المحلية سواء في الميدان التربوي والتعليمي من خلال عمله في العديد من المنظمات العلمية والمهنية داخل الكويت وخارجها، إضافة إلى عمله مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال عضويته في هيئة تحرير (مجلة عالم الفكر) التي تصدر عنه بشكل دوري ومساهماته في نشر البحوث الرصينة فيها.
وأضاف العبدالجليل الذي أناب بتعزيته عن كل العاملين في الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب «لقد كان المغفور له من الذين جمعوا بين العلوم التطبيقية والفكر والثقافة معا، فقد نشر عددا من الأبحاث بمجال تخصصه في دوريات عالمية محكمة، وشارك في تأليف عدد من الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية بتكليف من وزارة التربية في الكويت، وترجم العديد من المقالات العلمية لمجلة العلوم الصادرة عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، كما ترجم وحرر عددا من كتب الثقافة العلمية وآخرها «المسار الزمني لتاريخ العلوم والتكنولوجيا»، وألف كتاب «مبادئ الطاقة» لطلبة كلية التربية بجامعة الكويت، وشارك في تأليف عدد من الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية بتكليف من وزارة التربية والتعليم.
وتقدم العبدالجليل بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد والأسرة التربوية والأكاديمية الجامعية، مؤكدا أنها فقدت برحيله علما في ميدان الثقافة والعلوم، داعيا المولى تعالى أن يسكن الفقيد فسيح جناته وأن يلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.