تربويون:التعليم عن بُعد الحل «الأسلم» بسبب الأزمة الحالية

أشاد عدد من التربويين بقرار مجلس الوزراء المتعلق بتمديد تعطيل الدراسة حتى شهر أغسطس المقبل للصف الثاني عشر وبداية أكتوبر لبقية المراحل الدراسية، وذلك بسبب الظروف الاستثنائية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، مؤكدين على ضرورة التعاون مع الجهات الحكومية وتنفيذ إجراءاتها الاحترازية وفق الخطة الموضوعة للحد من انتشار الوباء.

وقالوا  ان قرار عدم إنهاء العام الدراسي الحالي يصب في مصلحة الطلبة ويمنح الفرصة لهم لاستكمال تحصيلهم العلمي وعدم الإضرار بالمتعثرين والفائقين على حد سواء، مع ضرورة الاستماع لصوت كل من ينادي بالتعليم عن بعد، للاستفادة من وقت تعليق الدراسة واستغلال الطلبة للوقت، موضحين ان قرار تمديد تعطيل الدراسة له العديد من الإيجابيات والسلبيات وخاصة الامور الفنية التي تتعلق بالمناهج اذا ما تم تقليصها، مطالبين الوزارة بوضع خطة بديلة ناجحة لعبور هذه الازمة، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، أشاد رئيس مجلس ادارة جمعية المعلمين مطيع العجمي بقرار تمديد العطلة في المدارس الحكومية والخاصة، مشيرا الى ان الظروف الحالية التي تمر بها البلاد تفرض اتخاذ قرارات استثنائية يراعى فيها صحة وسلامة أبنائنا الطلبة ومستقبلهم الدراسي.

وذكر العجمي ان قرار عدم إنهاء العام الدراسي الحالي يصب في مصلحة الطلبة ويمنحهم الفرصة لاستكمال تحصيلهم العلمي وعدم الإضرار بالمتعثرين والفائقين على حد سواء، مشددا على ضرورة تعديل قرار التقويم الدراسي الحالي بعد قرار مجلس الوزراء ليشمل بداية ونهاية دوام جميع العاملين في رياض الأطفال والمدارس والموجهين الفنيين، مؤكدا على أهمية أن يقتصر دوام العاملين في المرحلة الثانوية المقرر في 4 أغسطس على الاحتياج الفعلي من الهيئة التعليمية والإدارية على غرار ما كان معمولا به سابقا في الفصل الصيفي بنظام المقررات، داعيا الى إعادة النظر في الخطط الدراسية لجميع المجالات الدراسية والمناهج وتقليصها بما يتناسب مع الفترة الدراسية الجديدة.

وطالب بتفعيل التعلم عن بعد والمنصات التعليمية بما يساعد الطلبة على عدم الانقطاع عن الدراسة والاستفادة من العطلة، ناهيك عن ضرورة قيام «التربية» بتسهيل عملية منح الخروجيات للمعلمين الوافدين دون تكليف الإدارات المدرسية والمناطق التعليمية، داعيا أهل الميدان الى ضرورة دعم الجهود الحكومية في مواجهة الأزمة.

إيجابيات وسلبيات

من جهتها، أكدت المدربة المعتمدة والاستشارية التربوية سهام السهيل ان العالم أجمع يمر بوباء وجميع الدول حريصة على وضع الخطط الطارئة والبدائل سواء كانت صحية أو اقتصادية أو تعليمية وغيرها والعام الدراسي وآلية العمل فيه باتت الهاجس الأكبر لأغلبية الشعب إن لم يكن الجميع لما تمثل شريحة الطلبة والمعلمين والعاملين في المدارس، من أهمية، مشيرة الى أن وزارة التربية وضعت التصورات والخطط منذ بدء تفشي هذا الوباء وبالطبع لم تكن قرارات انفرادية وتتناسب مع الأوضاع الصحية، وبالرغم من طرح مقترحات منذ البداية حول تعليق العام الدراسي لما بعد عيد الفطر أي لنهاية شهر مايو لطمأنة الطلبة وأولياء الأمور وإيقاف الجدل الذي يدور حول إنهاء العام الدراسي وترك المجال للتفكير ووضع التصورات خلال هذه الأشهر، إلا أنه لم يتخذ هذا القرار إلا يوم الخميس الماضي.

وأضافت السهيل: لاحظنا أن التفكير في المقترحات من قبل القياديين والمسؤولين لم يختلف عما كان موجودا قبل ٣٠ عاما، وكأننا فشلنا في مشاريع التعليم الالكتروني، لافتة إلى انه لم يكن هناك أي تطور مفيد خلال السنوات الماضية، وأثبتنا أنه لم يكن هناك أي تفاعل مع البوابة التعليمية وكل ما كان يتم التصريح به عن تلك المشاريع هو فقط تصريحات إعلامية بعيدة عن الواقع، وكان من المفترض الاستماع لصوت كل من ينادي بالتعليم عن بعد منذ بدء انتشار الوباء، للاستفادة من وقت تعليق الدراسة واستغلال الطلبة لفترة البقاء في المنازل، كما فعلت بعض المدارس الخاصة، موضحة أن قرار تعليق الدراسة لشهر أغسطس والتقويم الدراسي المستجد الذي تم طرحه له جوانب إيجابية وسلبية، فالإيجابية تكمن في التعامل مع هذا الوباء بأسوأ الحالات واستئناف الدراسة لأبعد مدى ممكن، واستثمار الوقت للعمل بوضع الخطط البديلة والمناهج المطلوبة، كما أن السماح للوافدين بالسفر سيساعد على التخفيف عن المنظومة الصحية بالرغم أن نسبة مغادرة الوافدين وخاصة المعلمين وأبناءهم الطلبة بهذه الظروف تعتبر نسبة بسيطة جدا حيث إن بقاءهم في الكويت أضمن وأفضل لهم، أما سلبية القرار فتكمن في:

‏٭ عدم تقليص المناهج بالصورة المطلوبة، حيث إن الحذف سيكون بسيطا جدا لأن الدراسة بالتقويم الدراسي الموضوع سابقا كان المتبقي من العام الدراسي ما يقارب ٧ أسابيع، والدراسة حسب التقويم الجديد ٦ أسابيع.

٭ فرصة الالتحاق بالجامعات والبعثات ستضيع فصلا دراسيا كاملا على الطالب، وهو ما يخشاه الطلبة، علما بأن عام الدمج عوّض الطلبة في ذلك الوقت عن سنة الغزو، وتم تقليص المناهج لأبعد حدود حتى بات العام الدراسي لمدة ٣ شهور، وأحترم وجهة نظر كل من ينتقد الدمج في ذلك الوقت وأنه سبب في تأخر التعليم في الكويت، ولكن لا أوافقهم الرأي حيث نجد الكثير من جيل عام الدمج من حملة الشهادات العليا ومتميزين ومبدعين في أعمالهم.

٭ نلاحظ أيضا أن استئناف دوام المعلمين لمدة ٣ أيام فقط قبل دوام الطلبة لفحص الهيئات الإدارية والتعليمية وإعداد الفصول والجداول الدراسية ليست كافية خاصة بعد إجازة قاربت ٥ شهور.

٭ عودة طلبة الثاني عشر والفحص الاحترازي لهم في يوم واحد لن يكون كافيا لاتخاذ الإجراءات في حال وجود طلبة مشتبه بإصابتهم بالفيروس.

٭ أما عودة بقية المراحل الدراسية والتي ستكون في شهر أكتوبر نجد أنه يتزامن مع بدء فصل الشتاء وقد نتعرض لأجواء تستوجب تعليق الدراسة لأيام.

سلامة الطلبة

وتابعت: نحن مع وزارة التربية قلبا وقالبا في كل قراراتها وحرصها بالدرجة الأولى على صحة أبنائنا الطلبة ومن ثم على الوزن النسبي للمناهج، ولكن لنكن أكثر واقعية في مثل هذه الظروف والتي تحتم علينا اتخاذ بعض القرارات الاستثنائية، حيث إن المرحلتين الابتدائية والمتوسطة يمكن اعتماد الدرجات النهائية للطلبة والقسمة على ٢ مع درجات الفصل الدراسي الأول ويحسم بذلك مستوى جميع الطلبة، خاصة ان الجميع يعلم أنه من النادر جدا الرسوب في الابتدائية والمتوسطة، أما رياض الأطفال فستكون عودتهم فقط للاستعداد لحفلات تخرج أطفال المستوى الثاني، أما المرحلة الثانوية فتعتبر الحاسمة وقرار التعليم عن بعد والذي من الممكن توفيره في شهر يوليو ودخول الطلبة للاختبارات فقط هو القرار الأسلم للجميع كما هو الحال في المدارس العالمية، متمنية انه في حال استقرار الأوضاع والبقاء على الخطة الموضوعة، أن يتم الاهتمام ببعض المقترحات مثل:

٭ تحديد الموضوعات والدروس المقررة في المناهج لمتابعتها من الطلبة واستغلال الإجازة الطويلة التي سيتمتعون بها وذلك في نهاية شهر مايو كأبعد تقدير.

٭ عودة المعلمين الوافدين وأبنائهم الطلبة قبل استئناف الدراسة بما يقارب الشهر ونصف الشهر لاتخاذ كل الإجراءات الاحترازية حتى لا نعود لنقطة البداية واحتضان المرض وانتشاره.

اختبار صعب

من جهته، قال مدير ثانوية أحمد الربعي للبنين محمد بن حيدر إن الإجراء من الخطوات الممتازة جدا وقرار مدروس وبصورة موفقة، حيث وضعت الوزارة نصب أعينها مصلحة الطلاب في التحصيل العلمي، لاسيما ان القيادات التربوية كانت أمام اختبار صعب باتخاذ أي قرار، منوهة انه يأتي لمصلحة جيل كامل من الطلاب والحفاظ على صحتهم وهي فوق كل اعتبار.

وأكد بن حيدر استعداد أهل الميدان لأي قرار تتخذه الوزارة لصالح الطلبة خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة وستكون الإدارات المدرسية والكوادر التعليمية في الخطوط الأمامية للقيادات التربوية لكي نصل إلى بر الأمان، سائلا الله تعالى أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ويحفظ ديرتنا الكويت وقائدها وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.

خطة منهجية

في السياق ذاته، أكد مدير مدرسة ثانوية عبداللطيف ثنيان الغانم للبنين حسين جمعة انه في ظل هذا التوتر الحالي والذي لم يحسم أمره حتى الآن فإن قرار إنهاء العام الدراسي والبقاء على التأجيل كان صائبا، مشيرا إلى أن هذا يعكس حرص الوزارة على تطبيق العدالة التعليمية من حيث الاستمرار بالدراسة لاحقا وبهذا أغلق ملف إنهاء الدراسة والبقاء على التأجيل.

وأضاف جمعة: أما بالنسبة لمدة التأجيل فالقرار ذو بعد إيجابي، حيث إنها جاءت وفق قراءة جيدة للوضع الراهن وبحسب تعليمات منظمة الصحة العالمية والتي تفيد بعدم محاصرة الوباء كليا وإن اختلفت مع القرار بشأن مدة الأربعة أشهر، لافتا الى أن المواعيد التي حددت في حال استئناف الدراسة تحتاج لمزيد من الوضوح والتفصيل من حيث تسلسل التواريخ وبيان تفصيل المحتوى حيث ما رأيناه في الجدول ترك تساؤلات عديدة للهيئة التعليمية وأولياء الأمور.

وتمنى جمعة أن يصدر قرار تفصيلي قبل المؤتمر الصحافي لوزير التربية لبيان جميع البنود التي اعتمدت بحيث لا تترك أي تساؤل للعاملين والمتعلمين في المدارس والجامعات ومنها على سبيل المثال موعد بداية العام الدراسي القادم محددا بالتاريخ وآلية التعامل مع خطة المنهج لكل مادة وهل يوجد حذف لبعض المقررات وما آلية ومواعيد الامتحانات وهل سيعتمد التعليم عن بعد وما خطة التقويم الدراسي بعد التعديل وخطة التعامل مع العام الدراسي القادم إضافة الى آلية إصدار خروجيات المعلمين الوافدين والجهة المانحة خلال هذه الفترة.

وذكر أن التساؤلات كثيرة في هذا الصدد، لذا يجب أن يتم وضع النقاط على الحروف وإجمالا فإن قرار تأجيل الدراسة في مثل هذه الظروف الراهنة صائب ويصب في مصلحة الجميع، معربا عن شكره وتقديره لجميع العاملين والمتطوعين لمحاربة هذا الوباء حفاظا على دولتنا الحبيبة وسلامة المواطنين والمقيمين، وحفظ الله الكويت وأميرنا وقائد مسيرتنا من كل سوء.

 

 

«الأنباء»

قد يعجبك ايضا