أساتذة :«التعليم عن بُعد» ضمان تخرج للطلبة
وقَّع 111 عضو هيئة تدريس من مختلف كليات جامعة الكويت على بيان يطالبون من خلاله باستئناف الدراسة عن بُعد واستكمال ما تبقى من الفصل الدراسي المتوقف بسبب ازمة فيروس كورونا المستجد، معللين ذلك بأن التعليم يعد اهم قطاع في بناء الدولة، وبالتالي فإن لاستمراره اولوية، وكذلك لتوافر جميع الامكانيات المادية والتقنية في جامعة الكويت لاستمرار الدراسة، اضافة الى عدم وجود أي ضمانات حتى هذه اللحظة باستئناف الدراسة في اغسطس المقبل.
المطر: أؤيد طرح التعليم عن بُعد حالياً لتخريج طلبة الجامعة واستيعاب طلبة الثانوية العامة وإلا فسنواجه إشكالية في قبول الطلبة الكويتيين
الجاسم: التكنولوجيا المتطورة حالياً ستسهم بشكل كبير في تطبيق التعليم عن بُعد ويمكن تحويل التعليم في الجامعة إلى إلكتروني
الهاشمي: نحن مع التعليم عن بُعد شرط تطبيق معايير محددة والاتفاق على تلك المعايير واتخاذ التجهيزات اللازمة قبل إطلاقه
المجيبل: على أساتذة الجامعة المبادرة في الدفع باتجاه التعليم عن بُعد لهذه الفترة على الأقل ويجب تطوير البنية التحتية ووسائط التعليم
العجمي: جامعة الكويت تمتلك الإمكانات التكنولوجية التي تتيح تطبيقه حالياً والذي يعتبر شبه مفعّل والأزمة الحالية فرصة لذلك
الجارالله: أؤيد التعليم عن بُعد مع تأهيل كوادرنا وطلبتنا ووضع الأطر والضوابط التي تضمن عدم الإخلال بالمتطلبات الأكاديمية
العسلاوي: التعليم عن بُعد أمر مستحق حالياً فنحن نعيش في المجهول مع تصاعد عددحالات كورونا
وأكدوا أنه يوجد عدد من الخيارات المطروحة لآليات تقييم الطلبة وفق نظام التعليم عن بعد، ولذلك لا يوجد ما يبرر تأخر اعتماده. وقد التقت «الأنباء» عددا من اعضاء هيئة التدريس الموقعين على البيان للتعرف على وجهات نظرهم عن قرب، وخرجنا بالآراء التالية:
في البداية، ذكر عضو هيئة التدريس بكلية العلوم بجامعة الكويت د ..حمد المطر لـ «الأنباء»: أن ازمة فيروس كورونا كبيرة وقد اثرت على كل مناحي الحياة بما فيها العملية التعليمية، مشددا على انه مع استئناف الدراسة في جامعة الكويت وعدم تأخر تخريج الطلبة بسبب تعطيل الدراسة.
وذكر د.المطر انه يقترح استئناف الدراسة في الفصل الدراسي الثاني من خلال التعليم عن بُعد، ومن ثم تجرى الاختبارات لمدة اسبوع وينتهي العام الدراسي، مؤكدا ضرورة ان يكون هناك فصل دراسي استثنائي يعتبر فصلا صيفيا في شهر اغسطس، وبذلك يتم تخريج الطلبة المتوقع تخرجهم الفصل الدراسي الثاني والطلبة المتوقع تخرجهم في الفصل الصيفي.
استيعاب خريجي الثانوي
وأضاف د.المطر: واذا تم تنفيذ ذلك المقترح سيتم استيعاب أعداد طلبة الثانوية العامة والا سنواجه إشكالية في قبول الطلبة الكويتيين، مؤكدا انه يفترض هذا العام قبول اعداد الطلبة المقبولين في الكويت لأسباب أزمة فيروس كورونا وعدم المخاطرة بإرسال الطلبة الكويتيين في البعثات الخارجية ومن الممكن أن دولا مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لن يقبلوا طلبة من غير دولهم للدراسة في الجامعات هذا العام، ومن ثم يتحتم علينا تخريج طلبة جامعة الكويت لإتاحة الفرصة لقبول طلبة آخرين خلال العام الدراسي المقبل، مؤكدا أنه مؤيد وبشدة للتعليم عن بعد خلال الفترة الحالية.
معايير موحدة
من جانبه، قال أستاذ الإعلام بكلية الآداب بجامعة الكويت د ..محمود الهاشمي في تصريح خاص لـ «الأنباء»: لقد وافقت من حيث المبدأ على إنهاء الفصل الدراسي عن طريق التعليم عن بعد، ولكن موافقتي كانت مشروطة بأن يكون هناك اجتماع بين اعضاء هيئة التدريس وعمادات الكليات ومن ثم ايصال تلك الآراء الى الادارة الجامعية، مؤكدا أهمية ان تكون هناك معايير موحدة يستطيع جميع أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت اتباع تلك المعايير في طريقة التعليم الالكتروني.
وافاد د.الهاشمي بضرورة معرفة ما الوسيلة التي سيستخدمها عضو هيئة التدريس للتواصل مع الطلبة، موضحا ان جامعة الكويت لديها برامج الكترونية ولكن هناك بعض الزملاء في الجامعة لم يكونوا على تواصل في استخدام تلك الادوات التكنولوجية ومن ثم لا بد من الاتفاق على تلك المعايير.
استقلالية الجامعة
واردف الهاشمي قائلا: يجب ان يكون هناك تواصل بين القياديين في الجامعة ومناقشة قضية التعليم عن بُعد في مجلس القسم ومن ثم في مجلس الكلية ومن ثم في مجلس الجامعة، مؤكدا ان لجامعة الكويت قانونا وتتمتع باستقلالية ويفترض ان يصدر قرار مواصلة الدراسة او تعطيل الدراسة من جامعة الكويت.
ولفت د.الهاشمي الى ضرورة مناقشة كيف سيتم استخدام التعليم عن بُعد في الكليات العلمية التي تحتاج الى تواجد الطلبة في المختبرات، قائلا: من حيث المبدأ فأنا مؤيد للتعليم عن بعد ولكن بعض الكليات قد تواجه اشكالية في التعليم عن بعد، وبالتالي فلابد من وضع معايير محددة والتأكد من توافر كل الامكانات التكنولوجية سواء لدى الطلبة او لدى الاساتذة ومن ثم اقرار التعليم عن بُعد، مؤكدا ضرورة دراسة الموضوع من جميع النواحي قبل البت فيه.
واقترح د.الهاشمي على أعضاء هيئة التدريس خلال الفترة الحالية إرسال مذكرات للطلبة للقراءة والاطلاع، اما التعليم عن بعد فيحتاج الى مزيد من الدراسة ومن ثم البت في إقراره.
وختم د.الهاشمي قائلا: نعم أنا مع التعليم عن بُعد ولكن مشروط بأن تكون هناك لجنة تجتمع عن طريق «الفيديو كونفرنس» بحضور الادارة الجامعية وممثلين عن مركز نظم المعلومات بالجامعة ويتم اعطاء ورشة عمل لجميع اعضاء هيئة التدريس بالجامعة حول كيفية التعامل مع تلك التقنيات وبعد الانتهاء منها، والتأكد من أن جميع أعضاء هيئة التدريس ملمون بهذه التفاصيل لتأتي المرحلة الثانية من خلال التواصل مع الطلبة من خلال ورشة عمل لاعطائهم تعليمات في كيفية الدخول الى الموقع الالكتروني، وبعد التأكد من أن جميع الطلبة وصلت لهم الرسالة واصبحوا على دراية بكيفية استخدام التطبيقات والبرامج الالكترونية يمكن حينها اطلاق مشروع التعليم عن بعد، مؤكدا أنه من دون تلك التجهيزات الاولية لا يمكن ان نفاجئ الطلبة واعضاء هيئة التدريس بإطلاق التعليم عن بُعد حاليا.
القدرة والمعرفة
من ناحيتها، أوضحت عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة الكويت د.شيخة الجاسم لـ«الأنباء»: هذه المبادرة جاءت من بعض اعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت، مؤكدة انها من مؤيدي تطبيق التعليم عن بعد بجامعة الكويت في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد بسبب ازمة فيروس كورونا المستجد أسوة بمعظم جامعات العالم التي اتجهت نحو تطبيق التعليم عن بعد تماشيا مع الظروف الحالية وهي من افضل الجامعات على مستوى العالم التي طبقت نظام التعليم عن بُعد حاليا.
وأكدت د.الجاسم ان التكنولوجيا المتطورة حاليا ستساهم بشكل كبير في تسهيل عملية تطبيق التعليم عن بُعد ويمكن تحويل التعليم بجامعة الكويت الى تعليم الكتروني.
من ناحية اخرى، اوضحت د.الجاسم ان هناك بعض الاشكاليات التي تواجه تطبيق التعليم عن بعد، ومنها ان بعض الطلبة قد لا يكون لهم القدرة والمعرفة السابقة عن نظام التعليم الالكتروني خاصة خريجي المدارس الحكومية، بالاضافة الى ان هناك طلبة قد يكونون متواجدين في الحجر او ان بعض اعضاء هيئة التدريس لاسيما كبار السن منهم قد لا يكونون على دراية كاملة باستخدام الوسائل التكنولوجية، موضحة ان تلك الصعاب يمكن تخطيها والتغلب عليها لتحقيق الصالح العام في استئناف الدراسة الفترة الحالية.
وقالت د.الجاسم: لا بد ان نضع كل الحلول ونُسخِّر كل الامكانات في سبيل عدم توقف التعليم في الدولة، موضحة ان الدراسة تعطلت منذ شهر فبراير الماضي، وهذه مدة طويلة على الطلبة والاساتذة لذا فلا بد من تطبيق التعليم عن بُعد.
التأقلم مع التغير
أما عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة الكويت د.ناصر المجيبل فقال لـ «الأنباء»: عطفا على البيان الموقع من قبل مجموعة من اساتذة جامعة الكويت، جاء رأيي متناسقا مع 4 أمور رئيسية هي:
1 ـ العالم والتعليم يتطور بهذا الاتجاه فأعرق الجامعات في العالم اعتمدت التعليم عن بعد كخيار متاح للتعلم.
2 ـ يمر العالم بأزمة استثنائية لا يعلم مسارها ولا خيار اصلا للمؤسسات التعليمية إلا التأقلم مع التغيير الذي احدثته أزمة كورونا.
3 ـ تعطل التعلم لهذه الفترة الطويلة وغياب الرؤية حول مستقبل الفصل الدراسي يحترم وعلى اساتذة الجامعة المبادرة في الدفع باتجاه التعليم عن بعد لهذه الفترة على الأقل.
4 ـ يجب الاستفادة من هذه الأزمة بتطوير البنية التحتية للخدمات التكنولوجية ووسائط التعليم، كذلك تطوير مهارات الطلبة والاساتذة، فتحت الضغط وعند الأزمات تزداد فرصة تطور المهارات واكتساب ما يحتاج اليه الانسان.
التطور التكنولوجي
من ناحيته، اوضح عضو هيئة التدريس بقسم الاعلام بكلية الآداب بجامعة الكويت د.فواز العجمي لـ «الأنباء»: اليوم في ظل الاوضاع التي تمر بها البلاد وتعطل جميع المرافق الحكومية والمؤسسات التعليمية بما في ذلك جامعة الكويت وقرار مجلس الوزراء بتعطيل الدراسة حتى شهر اغسطس المقبل نجد ان هناك عددا كبيرا من الطلبة هم من على وشك التخرج، بالاضافة الى ان اعضاء هيئة التدريس في ظل ذلك التعطيل لديهم من الوقت الكثير ولديهم الرغبة في استكمال الدراسة في ظل الظروف الحالية حتى لا تتعطل المسيرة التعليمية في البلاد.
واشار الى ان العالم اجمع يعيش في تطور تكنولوجي سواء على مستوى جامعة الكويت او على مستوى الافراد من اساتذة وطلبة، لافتا الى ان من الاسباب التي دفعته للتوقيع على بيان استئناف الدراسة عن طريق التعليم عن بُعد هو ان هناك امكانية كبيرة لاستمرارية التعليم عن بعد.
وقال د.العجمي: لدينا الكثير من المواقع وكذلك الخبرات التكنولوجية التي تؤهلنا لذلك، فنحن نتحدث عن اساتذة بجامعة الكويت تخرجوا في افضل الجامعات والكثير منهم مروا بتجربة التعليم عن بعد ولديهم القدرة على التعليم عن بُعد، متابعا: كذلك في تدريسنا حاليا بجامعة الكويت فهناك بعض الواجبات التي يؤديها الطلبة من خلال التعليم عن بعد والتواصل الالكتروني مع الطلبة، وبالتالي فإن التعليم عن بعد يعتبر شبه مفعل في جامعة الكويت، وان كان يحتاج الى تفعيل بشكل اكبر بسبب الازمة الحالية وان تكون هذه الازمة فرصة لتطبيق التعليم الالكتروني.
تعاون الجميع
وذكر د.العجمي ان ما تبقى من الفصل الدراسي الثاني يمكن تدريسه من خلال التعليم عن بعد، مشيرا الى ان العديد من المدارس الخاصة في الكويت قامت بتطبيق التعليم عن بعد بمباركة من وزارة التربية بتفعيل التعليم عن بعد، موضحا ان جامعة الكويت قادرة على تطبيق التعليم عن بُعد حاليا، ونأمل ان يكون هناك تعاون من الجميع لتطبيق التعليم عن بعد بجامعة الكويت بما يعود بالفائدة والنفع وكذلك لاعضاء هيئة التدريس بألا يكون هناك بعد عن مجال التدريس ومسألة الغياب عن التدريس لمدة 6 اشهر.
وأكد ان هناك عددا كبيرا من اعضاء هيئة التدريس لديهم تلك الرغبة في استئناف الدراسة من خلال التعليم عن بُعد، موضحا ان هناك 111 عضو هيئة تدريس قاموا بالتوقيع على البيان، ولكن هناك الكثير من الاساتذة ممن لديهم الرغبة كذلك في تطبيق التعليم عن بعد.
واقترح د.العجمي تقديم دورة تدريبية عاجلة لجميع اعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت تتناسب مع متطلبات التعليم عن بُعد ويتم بعد ذلك استئناف الدراسة عن بعد خلال اسبوعين او شهر من الآن واستكمال ما تبقى من الفصل الدراسي الثاني، موضحا ان ذلك المقترح سيساهم في انهاء السنة الدراسية الحالية في موعدها وبداية السنة الدراسية الجديدة في سبتمبر دون حدوث اي تعطيل، وقال: أتفهم جدا ان بعض التخصصات تحتاج الى مختبرات ومتطلبات خاصة لبعض المواد وكلي ثقة بالادارة الجامعية وقدرتها على مواكبة تلك الاحتياجات وان يكون هناك مراعاة لمختلف التخصصات وان يتم تطبيقه على التخصصات التي تتناسب مع التعليم عن بعد حتى تتحقق الفائدة الكبرى للجميع.
تطوير آليات العمل
من جهتها، ذكرت عضو هيئة التدريس بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت د.رواء الجارالله لـ «الأنباء»: ان الكويت تمر كسائر دول العالم بتحدي مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، لافتة الى ان مختلف القطاعات الخدمية في الكويت تفوقت على نفسها سواء في القطاع الحكومي او القطاع الخاص او حتى القطاع الاهلي واستطاعت في وقت قصير جدا ان تطور خدماتها وآلياتها وأساليب عملها لتواكب متطلبات الوضع الراهن.
وأكدت د.الجارالله انه يتوجب على القطاع الاكاديمي التربوي حتما ان لم يكن رائدا في هذا المجال أن يواكب القطاعات الأخرى.
واردفت قائلة: بالنسبة لاستكمال الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي فهناك عدة طرق ممكن من خلالها استمرار ومتابعة التعليم ويأتي على قائمتها التعليم عن بعد والذي تم استثماره في معظم الجامعات المرموقة، ويتبقى علينا تأهيل كوادرنا وطلبتنا ووضع الاطر والضوابط التي ممكن من خلالها ضمان عدم الاخلال بالمتطلبات الاكاديمية.
واستطردت د.الجارالله قائلة: للعلم فأنا وبناء على اجماع طلبتي مازلت مستمرة في تدريس المقرر العلمي بحضور ما لا يقل عن 80% في كل مرة، وهي تجربة اعتقد انها ناجحة وتستحق النظر بجدية في امكانية تطبيقها، مشددة على اهمية شغل وقت الطلبة بما هو مثمر في هذه الفترة الحرجة.
أمر مستحق
من جانبه، قال عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.حمد العسلاوي لـ «الأنباء»: التعليم عن بُعد أمر مستحق في هذه الفترة لأننا لا نعلم ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة، ونحن نعيش في المجهول مع تصاعد عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا ولا يمكن أن نتنبأ بعودة الحياة على طبيعتها، مضيفا: في السابق كان هناك تصريح لوزير الصحة ان الأزمة ستبدأ بالانجلاء نهاية شهر ابريل 2020، لكن تصريح الوزير اول من امس قال فيه إنه ممكن ان تطول هذه الأزمة حتى نهاية العام، لذلك فالحياة والتعليم والذي يعتبر عصب سير هذه الحياة يجب ألا يتوقف تحسبا لأي ظرف ممكن ان يحصل في المستقبل، وايضا حتى يقضي طلبتنا وقتهم في التعلم وابتعادهم عن الشعور بالملل الذي قد يصيبهم من الحظر.
وافاد د.العسلاوي بأن أغلب دول العالم لم تتوقف عن التعليم، بل استمروا باستخدام التعليم عن بعد، وكمثال المملكة العربية السعودية الشقيقة هم ايضا طبقوا التعليم عن بُعد، متابعا: هذه الأزمة تقدم لنا فرصة ذهبية لإنشاء منصات التعليم عن بعد او تجربتها في هذه الأزمة، حيث تجربة مثل هذه لن تظهر فاعليتها في الرخاء او عند عودة الناس الى حياتهم الطبيعية.
فهذه الأزمة هي أنسب وقت لتجربة التعليم عن بعد، فالظروف مهيأة لهذه التجربة حتى نتعلم منها الإيجابيات لتعزيزها والسلبيات لتفاديها عند أي أزمة في المستقبل.
فإن لم نستعد من الآن للأزمات، فمتى علينا الاستعداد؟ فعند عودة الحياة الطبيعية لن نلتفت لتطوير منصات التعليم عن البعد لأننا سنكون منشغلين في روتين الحياة الطبيعية والتعليم التقليدي.
الحكومة الإلكترونية
وذكر د.العسلاوي ان الحكومة في معظم قطاعاتها تعمل حاليا على تفعيل الحكومة الالكترونية وانشاء وتطوير مواقع وتطبيقات لمساعدة المواطنين في انجاز معاملاتهم المتعطلة وهم في المنازل.
فعلى سبيل المثال، تطبيق وزارة الداخلية كان مفعلا قبل الأزمة لكن المعاملات التي يتم انجازها كانت محدودة، لكن وزارة الداخلية عملت مؤخرا على توسيع خدمات التطبيق التي تقدم للمواطنين، كذلك قامت وزارة الصحة بإنشاء منصة الكترونية يتواصل المواطنون من خلالها الذين يعانون من أمراض مزمنة ويطلبون الأدوية وتصلهم للمنزل، بالاضافة الى ذلك كانت وزارة الشؤون والجمعيات الخيرية توزع المساعدات والمعونات للمحتاجين بشكل عشوائي دون تنظيم او ربط بين هذه الجمعيات الخيرية، لكن اليوم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قامت بإنشاء موقع الكتروني يربط 52 جمعية خيرية، حيث يتقدم من خلال هذا الموقع جميع الأسر المحتاجة المتعففة وتقدم لها المساعدة بشكل مهني، احترافي، ومنظم لمنع ازدواجية الخدمات حتى لا تأخذ اسرة فوق حاجتها او حاجة غيرها.
وفي السابق كان من الممكن ان يأخذ شخص معونة أو مساعدة من أكثر من جمعية دون علمهم ويصبح هناك هدر واستغلال وسوء توزيع للموارد، لذلك هذه الأزمة علمتنا الكثير من الدروس وجميع الوزارات التي تشتغل على تفعيل التواصل الالكتروني لتسيير حياة الناس بشكل منظم ومهني يوفر عليهم الجهد والوقت، وهم مشكورون على ذلك ومأجورين.
استثمار الجهود
وختم د.العسلاوي بقوله: لذلك من هذا المنطلق، وزارة التعليم ليست بمنأى عن ذلك، فيجب عليها ان تشتغل في تفعيل وتطوير منصات التعليم الالكتروني واستثمار تلك الجهود المهدورة في منفعة ورفعة البلد وتسيير حياة الناس، لأننا بكل بساطة لا نعلم متى تعود الحياة لطبيعتها، فيجب علينا العمل والاستعداد لأسوأ الظروف حتى نكون مجتمعا قويا يواجه أزمات المستقبل في أقل جهد وتكلفة.