شركة الشحن “DHL” تستعد لأكبر عملية شحن في تاريخها

مع ظهور نتائج واعدة للقاح شركتي فايزر وبيونتك، المضاد لفيروس كورونا، الذي أعطى الأمل في أن يتوفر برنامج تطعيم عالمي في وقت ما في عام 2021، يستعد حالياً قطاع اللوجستيات، للعمل، لا سيما في نقل اللقاحات إلى الأسواق العالمية، وفي مقدمة هؤلاء شركة «DHL» وشركات أخرى.

وبحسب موقع «بيزنس إنسايدر»، فإن اكتشاف اللقاح هو مجرد البداية، وبمجرد حصول اللقاحات على الموافقة التنظيمية، ستكون الخطوة التالية هي المهمة المعقدة المتمثلة في توصيل أعداد هائلة من الجرعات من وإلى البلدان في جميع أنحاء العالم. وهذا يعني إنشاء وإدارة سلسلة إمداد للتعامل مع أكبر برنامج شحن لقاحات في التاريخ.

ووفقًا لدراسة سوق لشركتي «DHL» و«McKinsey and Company»، ستحتاج سلاسل التوريد الطبية إلى نقل أكثر من 10 ملايين جرعة لقاح إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. وتقدر الدراسة أنه ستكون هناك حاجة إلى ما يصل إلى 15 مليون رحلة، مع توقع بنحو 65 ألف طن متري من الشحن الجوي في 2021، مقارنة مع 13500 طن متري في 2019.

وأوضح الموقع، أن الحجم الهائل للتحدي المقبل، يأتي في ظل معاناة صناعة الشحن الجوي العالمي من الانهيار بدءا من مارس 2020، ويرجع ذلك إلى الانخفاض السريع في رحلات الركاب. وبحلول منتصف العام، تعافت الأرقام بشكل طفيف مع زيادة سعة الشحن، لكنها لا تزال منخفضة بشكل كبير على أساس سنوي.

ومع ذلك، سيكون شحن اللقاح مهمة أكثر تعقيدًا بكثير. فأحد العوامل الرئيسية التي تعقد التحدي اللوجستي هو الحاجة إلى متطلبات درجات حرارة صارمة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر، لضمان الحفاظ على فعالية اللقاحات أثناء النقل والتخزين. وتوزع سلسلة التوريد الطبية الحالية عمومًا اللقاحات في درجات حرارة تصل إلى 8 درجات مئوية تحت الصفر.

ونقل الموقع عن «بانغ مي يي» رئيسة منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى «دي.إتش.إل» وقائدة الممارسات العالمية لسلسلة التوريد وممارسات التحليلات، قولها «بالنظر إلى أن متطلبات درجة حرارة اللقاح من المرجح أن تشكل تحديًا آخر، ستحتاج الحكومات والمنظمات غير الحكومية إلى تنفيذ تدابير خاصة لضمان توزيع اللقاحات. وسيتعين زيادة القدرات وتوسيع نطاقها من أجل للوصول إلى سكان العالم».

لذا، بحسب الموقع، تعمل شركات الخدمات اللوجستية على تعزيز قدراتها، حيث استثمرت «UPS» فيما يسمى بـ«مرازع التجميد العملاقة» في أميركا وهولندا، فيما تمتلك «FedEx» أكثر من 90 مرفقًا لسلسلة التبريد على مستوى العالم، مع المزيد في المستقبل، وتقول إن لديها القدرة على توصيل ما يصل إلى 500 ألف شحنة من الجليد الجاف شهريًا بين أكثر من 100 دولة حول العالم.

وبالمثل، افتتحت DHL في أكتوبر، 4 مرافق تخزين جديدة، بما في ذلك عمليات سلسلة التبريد الهامة. قبل عدة أشهر، أطلقت الشركة أول مستودع يتم التحكم بدرجة حرارته في الهند.