الجمعية الكويتية لجودة التعليم طالبت بإصلاح الخلل وتطوير منظومة التعليم في البلاد

بينما أشادت الجمعية الكويتية لجودة التعليم بالجهود المخلصة لوزيرَي التربية د.علي المضف، والتعليم العالي د.محمد الفارس، طالبت بالمزيد من الخطوات لإصلاح الخلل وتطوير منظومة التعليم في البلاد.

وأكدت الجمعية في بيان لها تلقته القبس أمس: إن استمرار التفوق الدراسي الوهمي يحتاج إلى إجراءات عاجلة.

وقالت الجمعية: بينما تفاجأ العالم بنتائج الثانوية العامة في البلاد والسماح لخريجين بدخول جامعة الكويت وفتح الباب على مصراعيه لآخرين للبعثات خارجية، والأدهى لبعثات داخلية، لم يتفاجأ بالأمر المهتمون بالشأن العام والمتابعون لنسق الإخفاقات الهائلة التي تتوالى على منظومة التعليم العام في الكويت، مما يعد تنكرا صارخا لمبادئ جودة التعليم ورضوخا لتوجهات شعبوية لمعالجة متسرعة لاحتقانات سياسية آنية تغيب عنها المصلحة الحقيقة للوطن، وهو ما يعد خطرا محدقا بمستقبل الكويت.

وذكرت أن المتأمل بنتائج اختبارات الثانوية العامة لا بد أن يصاب بصدمة، بسبب نسب النجاح التي لا تعبر إلا عن اكتساح ظاهرة الغش وسهولة مفرطة في الاختبارات واختصار يلغي مفهوم المناهج، فبالمقارنة بين عامي 2019 و2021 فقد جاء التغير مخيفاً، فالزيادة في عدد الحاصلين على نسبة أكثر من %90 في «العلمي» قد فاقت %130 و«الأدبي» أكثر من %400، أما الزيادة في نسبة الناجحين من طلبة المسائي والمنازل للتخصص «العلمي» قد فاق %800 و«الأدبي» تجاوز %640.

ولفتت إلى أن كل ذلك يؤكد ضرورة استئصال الغش في اختبارات الثانوية العامة، حيث تمد الجمعية يد العون لما لديها من أدوات كفيلة بتحقيق ذلك كجزء من مشروع وطني يبدأ بتشكيل لجنة تتصدى لتدهور التعليم وتضع تشريعات لتحصينه من فجور القرارات الشعبوية العابثة بمستقبل الأجيال.

وأكدت الجمعية أنه رغم الجهود المخلصة للفاضلين الدكتور علي المضف وزير التربية المسؤول عن «التطبيقي»، والدكتور محمد الفارس وزير التعليم العالي، لمعالجة التراجعات التي داهمت وبشكل متصاعد منظومة التعليم، وكذلك تعيين فريق عالي المهنية يتولى مهمة اختيار مدیر جامعة الكويت برئاسة الأستاذة الدكتورة نورية العوضي، فإنه لا يزال هناك طريق طويل وشاق لإعادة هيكلة المنظومة التعليمية الفاسدة.

اختبارات القدرات

وشددت الجمعية على أن اختبارات القدرات يجب أن تكون المصدة الأولى لغربلة نسب النجاح الوهمية، مع ضرورة عقد امتحانات وطنية خاصة (للطلبة المتقدمين للبعثات) لقياس نسبة التحصيل العلمي لجميع التخصصات وأهمها المرتبطة بشكل مباشر بحياة الناس كالعلوم الطبية التي للأسف نزلت فيها نسب قبول الحاصلين عن نسب نجاح حتى %85، كما سمح لهم بالابتعاث للدول العربية وهو ما يجب وقفه فوراً وتجهيز اختبارات قدرات أولية تحت إشراف كلية الطب في جامعة الكويت.

وفي هذا السياق، نؤكد أن اختبارات القدرات للبعثات الداخلية بالجامعات الخاصة يجب أن تتبع معايير أكاديمية تشرف عليها وزارة التعليم العالي، لضمان جودة التقييم الذي تقوم الدولة على أساسه بمنح البعثات وصرف عشرات الملايين من المال العام، نظراً لوجود ما يعد مصلحة تجارية لتحقيق الربحية.

وحذرت الجمعية من عدم توافر أي تنسيق ما بين «التعليم العالي» وديوان الخدمة المدنية في ما يتعلق بخطة الابتعاث 2021 لوجود بعثات في تخصصات أعلن الديوان عدم الحاجة لها في سوق العمل، مما يعني تكدساً إضافياً في سوق بطالة الخريجين.

مخالفة «الاعتماد الأكاديمي»

قالت الجمعية الكويتية لجودة التعليم في بيانها: بات واضحاً من ارتكاب الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي مخالفة جسيمة بعدم تطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي على الجامعات الخاصة، علاوة على التأكد من كفاية أقسامها العلمية لمستويات طاقم التدريس من دكاترة وأساتذة، وهو ما يؤكد حاجة الجهاز لقيادة جديدة وإلحاقه بمجلس الوزراء لضمان استقلاليته عن وزارة التعليم العالي وتفعيل دوره في تطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي على جميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة حسب ما نص عليه مرسوم إنشاء الجهاز.

وقف الابتعاث

طالبت جمعية جودة التعليم الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي بوقف الابتعاث في خطة 2021 للجامعات التي ليس لديها اعتماد مؤسسي وبرامجي وفق أسس مهنية وعلمية واعتمادات عالمية موثوق بها مستوفية لمتطلبات التعليم النوعي المتماثلة مع المتطلبات المعمول بها في الكويت، وهو ما يثير التساؤل عن مشروعية الابتعاث الذي جرى في السنوات الماضية لجامعات خاصة لم تعتمد برامجها، لما لذلك من مخالفة جسيمة لقوانين الابتعاث.

ودعت الجمعية إلى مراجعة شاملة لمحاسبة المتسببين، فالابتعاث الداخلي يستند بالدرجة الأولى إلى أساس اعتماد برامجها من قبل الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وليس إلى أي تصنيف تحصل عليه من أي مؤسسة خارج الكويت.

بعض مؤشرات التفوق الوهمي

400 % زيادة في عدد الحاصلين على 90% بـ«الأدبي»

130 % زيادة في عدد الحاصلين على 90% في «العلمي»

800 % زيادة في نسبة الناجحين من طلبة المسائي والمنازل للتخصص العلمي

640 % زيادة في نسبة الناجحين من طلبة المسائي والمنازل للتخصص الأدبي

قد يعجبك ايضا