تخصص الصحافة في قسم الإعلام مهدد بالإغلاق

جريدة تعليم
يعاني تخصص الصحافة في قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة الكويت من عزوف الطلبة والطالبات عن الاقبال عليه مما يهدد بإغلاقه، وذلك بسبب قلة الراغبين في الالتحاق به او لقلة فرص العمل به بعد تحول عدد كبير من الصحف الورقية الى إلكترونية، إضافة إلى اتجاه الطلبة إلى قسم العلاقات العامة كونهم يرون فيه فرصا أفضل ومجالات أسهل للعمل، رغم أهمية دور الصحافة التوعوي وسعيها لتقديم المعلومات بشكل صحيح ومحاربة الشائعات، إضافة الى حاجة الوزارات والمؤسسات والجهات الحكومية لصحافيين وإعلاميين لنقل رسالتها بشكل مهني.

«الأنباء» استطلعت آراء عدد من الأكاديميين والدارسين والدارسات لمعرفة أسباب عزوف الطلبة والطالبات عن تخصص الصحافة ووجهات نظرهم حول هذا الأمر رغم ما صاحبه من مواكبة لتطورات الإعلام الحديث، وجاءت التفاصيل كما في السطور التالية:

في البداية، قال رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة الكويت د ..حسين مراد: ان السبب وراء عزوف الطلبة عن الالتحاق في شعبة الصحافة ه، ظاهرة بدت فعليا وذلك لتوجه الصحافة الورقية الى الالكترونية وانشغال المجتمع بالمنصات الأخرى وتحوله إليها، لافتا الى ان هذا الامر لا يعفي ان تكون الصحافة هي الأساس والمؤسس لهذا الامر.

وأشار د.مراد الى اننا في قسم الاعلام حرصنا على مواكبة هذا الامر من خلال التجديد في صحائف التخرج لكل الشعب التابعة لقسم الاعلام في كلية الآداب وخصوصا شعبة الصحافة، حيث قمنا بجعل تخصص الصحافة «اندماجيا» يواكب العصر وتواكب ما يحتاج إليه سوق العمل في الكويت، مبينا ان النسب الحالية لشعب قسم الاعلام تعود الى النصيب الأكبر فيها الى تخصص العلاقات العامة والاعلان ما يقارب 85% من عدد الطلبة الدارسين فيه، اما باقي النسبة فتعود الى قسمي الصحافة والإذاعة والتلفزيون بما يقارب 25% من عدد الطلبة الدارسين فيهما.

دور إيجابي

ولفت د.مراد الى ان هناك جهودا حثيثة لتوظيف طلبتنا في هذا التخصص كونه الجوهر لقسم الاعلام، ونحن نحتاج الى التطوير، وهذه الجهود والتحركات سترى النور قريبا بإذن الله، مؤكدا على دور الاعلام الإيجابي ومكانته حيث عاصر الجميع جائحة «كورونا» وشاهد دور الاعلام ومدى أهميته من خلال إيصال الرسائل التوعوية والتحذيرات وإعطاء المعلومات الصحيحة في جميع انحاء العالم خاصة في الكويت مع ظهور الشائعات ومحاربتها من خلال الإعلام الحقيقي، فتخصص الصحافة مهم جدا لصقل هذه الموهبة بهدف نقل الخبر بالشكل السليم وتوضيح المعلومة الصحيحة للقراء والمتابعين، لافتا الى ان عدد طلبة قسم الاعلام 1886 طالبا وطالبة، ونتمنى زيادة الاعداد في تشعيب الصحافة.

ميول وإبداعات

من جانبه، قال ممثل مكتب عميد كلية الآداب بجامعة الكويت جراح القزاع انه بدت تظهر في الآونة الأخيرة حالة من العزوف من قبل الطلبة عن تخصص الصحافة في قسم الاعلام بكلية الآداب، مؤكدا ان هناك موجة تظهر جلية من خلال دخول التخصصات بحسب آراء الزملاء الطلبة وتشجيعهم على الالتحاق بالتخصصات دون الأخذ بالاعتبار رغبة الطلبة أنفسهم وميولهم وابداعاتهم فيما يحبونه.

وأشار القزاع الى ان لدى قسم الاعلام بكلية الآداب ثلاثة تخصصات هي الإذاعة والتلفزيون والصحافة والعلاقات العامة وجميعها لها دور كبير في مؤسسات الدولة المختلفة، لافتا الى ان بعض الطلبة يعتقد ان تخصص العلاقات العامة موجود في كل وزارات الدولة مما يدفعهم الى الالتحاق بهذا التخصص دون بقية التخصصات.

ولفت القزاع الى ان تخصص الصحافة هو جزء كبير من العلاقات العامة في المؤسسات، فخريج الصحافة على استطاعة ان يقوم بدور العلاقات العامة ويقوم بدور التلفزيون والإذاعة، مبينا ان تشعيب الصحافة هو الأقل اقبالا من الطلبة من باقي التخصصات وهذا تسبب في تأخر البعض منهم بسبب قلة الشعب المطروحة لهم لقلة عدد الدارسين فيه، داعيا الطلبة المقبلين على قسم الاعلام بكلية الآداب للتخصص في الصحافة فهو مؤثر ومهم وله مستقبل كبير وبارز ونصيحتي لهم الاقبال على تشعيب الصحافة.

من جهته، قال الطالب علي الشمري: منذ التحقت بقسم الاعلام في كلية الآداب ولم أكن اسمع الا بقسم العلاقات العامة، ولم أكن اعلم عن تخصص الصحافة ولمست اقبالا كبيرا من الطلبة على تخصص العلاقات العامة، كما لمست العزوف من الطلبة عن الالتحاق بتخصص الصحافة وذلك لمشقة العمل والجهد فيه حيث تعد الصحافة من المهن الشاق، بالإضافة الى ان هناك تأخرا في تخرج الطلبة وذلك لقلة عدد الشعب المطروحة في تخصص الصحافة.

ولفت الشمري الى ان على الطلبة الراغبين بالالتحاق بقسم الاعلام ان يستشعروا ميولهم ورغباتهم وابداعاتهم فيما يحبون قبل التخصص سواء في تخصص الصحافة او الإذاعة او العلاقات العامة، مؤكدا انني كنت ارغب في الالتحاق بتخصص الصحافة ولكن عددا من الزملاء في قسم العلاقات العامة قاموا بترغيبي بالتخصص مما دفعني للعزوف عن تخصص الصحافة.

مسؤوليات كبيرة

اما الطالبة فاطمة خزعل فقالت: ان عزوف الطلبة عن تخصص الصحافة يعود الى أسباب عديدة ولعل ابرزها قلة الإعلان عن هذا التخصص، ولاتوجد مواد مطروحة له كتخصص العلاقات العامة او تخصص الإذاعة والتلفزيون مما يدفعهم الى الالتحاق بهذين التخصصين دون تخصص الصحافة.

وأضافت خزعل: لقد التحقت بتخصص العلاقات العامة عن شغف وحب لهذا التخصص فقسم العلاقات العامة لديه مسؤوليات كبيرة فهو من يدير المؤسسة من الناحية الإعلامية.

ودعت كل طالب او طالبة من الذين يرغبون بالالتحاق بأي تخصص في الاعلام سواء الصحافة او العلاقات العامة او الإذاعة والتلفزيون إلى البحث عن هذا التخصص وان يكون عن حب وشغف لكي يكون التميز طريقهم.

التخصص المناسب

وبدورها، قالت الطالبة عالية التمار: ان السبب في عزوف الطلبة عن الالتحاق بتخصص الصحافة يعود إلى الإعلان، فلم يكن هناك أي اعلان عن هذا التخصص، فعندما التحقت بهذا التخصص لم اسمع عن تخصص الصحافة مما دفعني الى الالتحاق بتخصص العلاقات العامة، لافتة الى انها لمست ان تخصص العلاقات العامة له مستقبل كبير وفيه الكثير من المميزات مما دفعها الى الالتحاق به، داعية الطلبة والطالبات الى ضرورة اختيار التخصص المناسب لهم سواء من ناحية الدراسة والوظيفة لكي يستمروا فيه ويبدعوا فيما يقدمون من أعمال وإنجازات في الوظائف والمهام التي توكل إليهم وتحقق لهم مستقبلا أفضل.

قد يعجبك ايضا