الامم المتحدة تعلن اطلاق ورشة عمل للمشاورات الوطنية لقمة تحويل التعليم

جريدة تعليم

افتتحت منظمة الأمم المتحدة بالتعاون مع المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية ووزارة التربية والمركز الوطني لتطوير التعليم ورشة عمل للمشاورات الوطنية لقمة تحويل التعليم (Tes 2022) بهدف تحديد التزامات دولة الكويت للقمة، وذلك في بيت الأمم المتحدة بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الدكتور خالد مهدي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور طارق الشيخ وممثل اليونسكو لدول الخليج واليمن ومدير مكتب اليونسكو بالدوحة صلاح خالد ونائب ممثل مكتب اليونيسف بمنطقة الخليج جمانة الحاج.

وفي كلمة افتتاحية، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية أن جائحة كورونا قد تسببت في تعميق فجوات الملف التعليمي وأن الحلول التقليدية لإعادة تشكيل أي منظومة تعليمية لن تحصد نتائج أو أية فوائد مرجوة منها، مشيراً إلى أننا حالياً في طور الاستعداد عبر المشاورات الوطنية لقمة تحويل التعليم 2022، مثمناً جهود الأمانة العامة للأمم المتحدة واليونيسف واليونسكو للتفاعل السريع والاهتمام بملف الإصلاح للمنظومة التعليمية إضافة إلى وزارة التربية والمركز الوطني لتطوير التعليم، ومبيناً أن الجيل الحالي له طبيعة خاصة تحتاج إلى مفاهيم جديدة لإصلاح المنظومة التعليمية بشراكة مجتمعية ووطنية.

من جانبه قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أن أزمة التعليم تعد تحدياً أوسع من قدرة التعليم التقليدية على تقديم المعرفة والمهارات اللازمة للأطفال والشباب للتميز في عالم اليوم والغد، وتسعى منظمة الأمم المتحدة والجهات المشاركة في قمة تحويل التعليم 16 سبتمبر المقبل لتحفيز العالم لاتخاذ خطوات غير مسبوقة وحاسمة من خلال النداءات المتكررة والمتعددة لإعطاء التعليم الأهمية القصوى.

وأضاف: نأمل بمواكبة المستجدات وعلى رأسها قمة تحويل التعليم لضمان التعافي التام من اضطرابات جائحة كورونا وتحديد التحولات ووضع الاستراتيجيات الرئيسية لإعادة تصور التعليم وضمان التمويل المستدام للتعليم، فضلاً عن رفع طموح أهداف التعليم الوطني ومعاييره.

بدوره قال ممثل اليونسكو لدول الخليج واليمن ومدير مكتب الدوحة صلاح خالد أن جائحة كورونا حفزتنا على الابتكار ونحن بحاجة لإعادة تقييم التعليم وبناء أنظمة تعليمية أكثر إنصافاً وتكيفاً ومرونة، منوهاً إلى أن الاستعدادات لقمة تحويل التعليم على الصعيد العالمي تخلق حركة وزخم نحو التحول والتغيير إضافة إلى تجديد الالتزام بالتعليم باعتباره صالح عام بارز يهدف إلى حشد الطموح والعمل لضمان الوفاء بالالتزامات الحالية وإعادة تصور للتعليم للمساعدة في التعافي وترشيد الجهود لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة «التعليم الجيد» للجميع.

من جهتها وصفت نائب ممثل مكتب اليونيسف بمنطقة الخليج جمانة الحاج جهود الجهات والمنظمات المشاركة في مشاورات قمة تحويل التعليم بـالرائعة لتحقيق أهداف التعليم للأطفال والشباب، منوهة إلى أن لكل طفل في العالم الحق في التعليم واكتساب مهاراته الأساسية للالتحاق بالتعليم العالي وتحقيق دخل أعلى مستقبلاً ما يدعم التنمية العادلة والنمو المستدام، مؤكدة أهمية الوصول لكل طفل وطفلة ومساعدتهم في إتقان الأساسيات حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.

وأضافت الحاج أن فقر التعليم زاد بعد جائحة كورونا بمقدار الثلث في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل حيث يقدر نسبة 70% من الأطفال في سن 10 سنوات غير قادرين على فهم نص بسيط مكتوب وذلك وفقاً لتقرير حديث للبنك الدولي بالتعاون مع اليونسكو واليونيسف، مشددة على أن معالجة خسائر التعلم تؤكد ضرورة التركيز على إبقاء الفئات الأكثر حرماناً من التعليم في المدارس وتقييم مستويات التعلم بانتظام لجميع الأطفال وإعطاء الأولوية لتدريس الأساسيات لتنمية المهارات وزيادة كفاءة التدريس وتطوير الصحة والعافية النفسية والاجتماعية لتمكين كل الأطفال من التعلم.

من جانبها قالت مدير اليونسكو للتعليم 2030 ماكي كاتسونو أن جائحة كورونا سرعت من الحاجة لتحويل التعليم بشكل مباشر عبر إدخال التكنولوجيا في التعليم والتعاون والمشاركة في وضع السياسات التعليمية ودعم الشمولية في المدارس بأن يكون التعليم حق للجميع يتساوى فيه جميع الطلاب، إضافة إلى دعم التمويل الكافي والمستدام للإنفاق على التعليم ورفع كفاءة المعلمين وآلية التدريس، مؤكدة على ضرورة استثمار التعليم ووضع الملف التعليمي في الأولويات والتعاون بين المجتمع وكل الجهات لتحقيق أفضل النتائج.

فيما أشار الممثل المقيم للبنك الدولي غسان الخوجة إلى ضرورة إعداد خطة رئيسية وخطط بديلة لمواجهة المخاطر، لافتا لى أن معظم الدول أغلقت المدارس خلال جائحة كورونا دون وجود خطة بديلة ما يؤكد على ضرورة وضع خطط مستقبلية لمواجهة الأزمات، منوهاً إلى أن هناك ثلاث توصيات صدرت بأهمية ضمان التعليم المستمر للجميع والتعافي المبكر من آثار جائحة كورونا.

ولفت الخوجة إلى أن أبرز التوصيات تركزت في تسريع إعادة التعليم بقياس الفاقد التعليمي وعودة المهمشين من ذوي الإعاقة والطفولة المبكرة للتعليم والتخفيف من حدة عدم المساواة في التعليم والتركيز على المناهج وزيادة الأيام المعتمدة للدوام لتقليل الفاقد التعليمي والتركيز على الصحة النفسية وتعزيز المهارات الأساسية وتكثيف الدورات التدريبية.

من جهتها، أكدت الموجه الفني العام للعلوم في وزارة التربية الدكتورة منى الأنصاري أن وزارة التربية قامت بجهود جبارة منذ بداية جائحة كورونا حيث دربت عددا كبيرا من الطلبة على برنامج “تيمز” خلال أسبوعين، فضلاً عن تعويض الفاقد التعليمي الناتج عن جائحة كورونا عبر مرحلتين الأولى باستقطاع جزء من الحصة الدراسية لتدريس المهارات المفقودة، والثانية بإطلاق برنامج تعويض الفاقد التعليمي خلال فترة الصيف الحالية.

وأشارت الأنصاري إلى أن 1890 طالبا وطالبة من الصف الرابع الابتدائي إلى الصف الثامن المتوسط قد سجلوا في برنامج الفاقد التعليمي على مستوى دولة الكويت، فضلاً عن 590 معلما ومعلمة في 12 مركزا بواقع مركزين في كل منطقة تعليمية وذلك من أصل 1900 معلما ومعلمة سجلوا على موقع وزارة التربية الإلكتروني للالتحاق بالبرنامج، ونطمح لاستمرار مشروع الفاقد التعليمي حتى الوصول إلى مرحلة التعافي من المهارات المفقودة.

بدورها قالت رئيس برنامج تنمية الطفولة في منطقة الخليج الدكتورة تاتيانا كولن أن 95% من خلايا الطفل الدماغية تستخدم في عمر الخامسة وخلال هذا العمر وما قبله لابد من تنشيط الدماغ عبر الحوار المتواصل والتفاعل الحركي والحسي واللغوي مع الآباء والمعلمين، مشيرة إلى أن التدريب المبكر والاهتمام بالطفولة المبكرة يحقق نتائج مذهلة وتطور لغوي بشكل أسرع لدى الطفل.

ونوهت إلى أن جزءا كبيرا من ميزانية التعليم في الولايات المتحدة الأميركية يصرف على مرحلة الطفولة المبكرة لما لها من أهمية قصوى في تنمية قدرات الطفل، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة الاعتماد على التغذية الصحية للأطفال والابتعاد عن السكريات والمأكولات المشبعة بالدهون لتجنب سمنة الأطفال ولتأثيرها على نشاط الطفل.

وشارك طلاب وزارة التربية في الكويت، إذ قال الطالب عبدالله ياسر الكاظمي أن المعلم المتميز هو القادر على إيصال المعلومة بفن و احتواء الطالب من كافة الجوانب ويوفر له بيئة صحية داخل المدرسة، وللمعلم دور كبير في نجاح أو فشل العملية التعليمية وتسريع تفعيل رخصة المعلم وتدريبهم بشكل مستمر ويستطيع ادخال التكنولوجيا في التعليم داعياً إلى مكافأة المعلمين القادرين على خلق طالب مبدع ومتميز،بدورها أكدت الطالبة حوراء الحداد على أهمية الحفاظ على البيئة وتكثيف الأنشطة الزراعية والتوعية البيئية.

فيما أكد علي ابراهيم على ضرورة إدخال التكنولوجيا في التعليم من خلال التطبيقات المختلفة والتدريب المستمر باعتبارها مستقبل الطلاب إضافة إلى سهولة التواصل بين الإدارات المدرسية والمعلمين والطلاب واولياء الأمور إضافة إلى إعطاء الطلبة الفرصة للمشاركة في صنع القرار، بينما أشارت زين الجدي إلى أهمية الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد مع تدريب الطلبة والمعلمين بشكل مستمر على مستجدات التكنولوجيا.

وشارك الطلاب من ممثلي اليونسكو حول العالم، إذ قالت الطالبة أيان السيد من باريس أن الجيل القادم سيحمل ثقافتنا ولاستمرار التعليم لابد من الاستماع لصوت الشباب خاصة وأن التعليم قضية خاصة بهم وبالتالي لابد من إشراكهم فيها لاستمرارها، فيما أكدت إلياني الهابر من لبنان على ضرورة إشراك الشباب في صناعة القرار والإجراءات والتنفيذ لتحويل التعليم ولتوفير أفضل الحلول. بينما أشارت الطالبة شيخة المري من المملكة العربية السعودية إلى أن خطوة قمة التحويل مهمة لسد الفجوة بين الأجيال حيث سلطت الضوء على مختلف وجهات النظر ما يعزز الحلول المبتكرة في تحويل التعليم. وأكد الطالب محمد فلفول من تونس على ضرورة عدم تكرار الأخطاء الماضية وإنشاء معايير اختيار واضحة بناء على المهارات وإعطاء الفرصة للشباب ليكونوا قادرين على تحمل المسؤولية.

قد يعجبك ايضا